الأربعاء 04 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

2016 عام ثورة السيسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى ٢٠١٦ عام الشباب ليس فى جوهره إلا تدشينا لعام ثورة السيسى التى يتصدرها الانتصار للشباب والفقراء كعنوان بارز يفقأ أعين أفندية السياسة وجهابذة المعارضة.
فما أعلنه الرئيس من مشروعات وبرامج لصالح الشباب يدحض ادعاءات المشككين بشأن انحيازاته الاجتماعية وفيه رد بليغ على أكاذيبهم التى يروجونها حول مضيه على نفس خطى سياسات الرئيس الأسبق حسنى مبارك وانحيازه لرجال الأعمال على حساب الفقراء.
٢٠٠ مليار جنيه قروض بفائدة تقل عن ٥٪ للمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، و١٤٥ ألف وحدة سكنية للشباب بمشروع الإسكان الاجتماعى، ومساحات كبيرة للشباب فى مشروع المليون ونصف المليون فدان وغيرها ألا تساعد هذه البرامج والخطط على توفير المزيد من فرص العمل؟! ومن ثم زيادة مستوى دخل الأسر الأكثر فقرا علاوة على إسهامها فى زيادة الناتج المحلى بخلاف حل أزمة السكن لدى قطاع كبير من الشباب الفقير.
وأضيف إليها المشروع الصناعى الضخم الذى بدأته شركة مصر سيناء للتنمية فى شمال ووسط سيناء والذى يستهدف بناء ١٠ مصانع للرخام و٥ للملح وتوفر ١٣ ألف فرصة عمل للشباب من أبناء أرض الفيروز.
المؤكد أن هذه المشروعات تأتى فى إطار خطة الدولة لتنفيذ عدة مشروعات قومية كبرى تعمل حتما على مواجهة مشكلة الفقر والإرهاب معا لأنها ببساطة السبيل الصحيح لاستيعاب طاقة الشباب وصرف أذهانهم عن دعاة التطرف لينشغلوا بعملية تحقيق ذاتهم وبناء وطنهم. وفى السياق ذاته يأتى بنك المعرفة ليلعب دورا حيويا فى عملية نشر الثقافة وخلق الطلب على استهلاك المعرفة والعلم فقد توفرت المعرفة كسلعة مجانية وسهل الوصول إليها وهو ما من شأنه أن يعمل على مواجهة عمليات تسويق سلعة الإرهاب والتطرف وخلق الطلب عليها من قبل الجمهور.
ولا ينفصل الدور الذى سيؤديه بنك المعرفة عن دعوة الرئيس لإعادة إحياء دور قصور الثقافة وتفعيلها كأداة لنشر الوعى والتنوير من خلال تشجيعها الشباب على ممارسة الإبداع الأدبى والفنى. أظن أن مثل هذه الخطوات تترجم على أرض الواقع البرنامج الانتخابى للسيسى والذى لخصه فى أكثر من مناسبة بقوله إن مصر بحاجة إلى ثورة حقيقية تغير نمط حياة المصريين وأسلوب إدارتها بل إنه استخدم مصطلح الثورة عند حديثه عن الفساد وتطوير الجهاز الإدارى للدولة حتى وعند تعرضه لملف تجديد الخطاب الدينى. ولأن الرجل لم يترب فى مدرسة الحنجورية لم تستهويه العبارات الطنانة راح يمضى مباشرة إلى قلب المشكلات الحيوية حيث ساحة المواجهة من أجل إحداث تغيير اجتماعى وسياسى واقتصادى جذرى. ومن أبرز تلك المشكلات التى أفصح عنها مبكرا غياب كوادر الصفين الثانى والثالث فى كل المجالات، فكان برنامج الرئاسة لتطوير وتأهيل الشباب والذى بدأ بـ٥٠٠ شاب تم اختيارهم بمعايير موضوعية ليصبحوا مؤهلين ككوادر سياسية وإدارية تساهم فى عملية إدارة الدولة وإصلاحها وفى السياق ذاته تكشف تسريبات حكومية عن البدء فى تنظيم دورات لرفع كفاءة العاملين بالجهاز الإدارى للدولة وخطة لتقليص حجم العمالة الزائدة دون اللجوء إلى إجراءات من قبيل الفصل التعسفى أو المعاش المبكر الإجبارى وتستهدف هذه الخطة تقليص حجم الجهاز الإدارى من ٦.٥ مليون موظف إلى ٣.٢ مليون موظف فقط. هذا الملف تحديدا إرث ٦٠ عاما مضت ومن الملفات الحساسة التى تحتاج إلى ثائر حقيقى لا يخشى لومة المتشدقين بشعارات العدالة الاجتماعية الجوفاء ولديه خطة علمية مدروسة لإنقاذ البلد من مستنقع إنتاج طحالب وحيتان الفساد.
ثورة السيسى امتددت أيضا إلى التعليم ليعلن عن تشكيل لجنة علمية تضم المتخصصين لتقييم المناهج وإعادة صياغتها لإدراكه أنه لا أمل فى أى إصلاح ما لم يصلح التعليم. لا أظن أن عاقلا يختلف على سلامة وصحة استراتيجية وبرنامج عمل الرئيس، وإذا كان هناك مجال للنقد والمحاسبة والمعارضة وهو أمر لا بد منه لضمان نجاح هذه الاستراتيجية فإن المعارضة تكون بآلياتها وطرق تنفيذها وتعقب المقصرين من القائمين عليها بالنقد والمحاسبة أو تقديم استراتيجيات وخطط بديلة شريطة خلوها من الشعارات الفارغة والعبارات الطنانة التى لا طائل من ورائها.