الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اللواء أبو بكر وزملاؤه.. خدمة 24 ساعة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل عام والشرطة المصرية ورجالها البواسل طيبون، محفوظون بعناية الله، فهم عيون مصر الساهرة، هؤلاء الرجال الذين لا يعرفون إلا العمل والتضحيات، أنتمى لهذا الجهاز عاطفيًا وأتحيز لرجاله، لأننى أعرف حياتهم ومعاناتهم، وكلما مررت أمام مديرية أمن الجيزة، شعرت بحنين إلى جدرانها وطرقاتها وودت لو عدت طفلة صغيرة لأستطيع أن أتجول داخلها بلا حرج، أطوف جنباتها لأتشمم عبير أنفاس أبى.. فهى قبلته الأولى فى العمل، وهو برتبة ملازم ومصادفة كانت آخر محطة وهو لواء.. لذلك أشعر أنى أعرف ضباطها وجنودها عن قرب، وإن تغيرت الأسماء والوجوه، فلهم ولكل أفراد الوزارة من سيادة الوزير إلى أصغر مجند تحياتى وتهنئتى بعيدهم الذى يحمل تاريخهم العظيم، هذا العيد الذى نمنح جميعًا إجازة فيه إلا هم!!.. حيث يحتفلون بعيدهم بالعمل على حمايتنا وقضاء حوائجنا، ومتى كان لهم عيد يحتفلون به؟! فجميع الأعياد والمناسبات تمثل لهم أيام طوارئ، حتى يستطيعوا توفير أكبر قدر من الحماية والأمان لمصرنا الحبيبة وشعبها العظيم، وأتساءل كثيرا: هل نستطيع أن نجعل عيد الشرطة إجازة جماعية لرجاله، ونقوم نحن بخدمتهم وتوفير الأمن لهم؟ هل نستطيع أن نتوقف عن المشاكل والشجار وطلب النجدة أو اللجوء للأقسام أو إيقاف الحرائق ؟ هل نستطيع أن نعتمد على أنفسنا ولو ليوم واحد كل عام فى تنظيم المرور والمواصلات وإدارة المرافق وحمايتها...هل نستطيع؟!! بالقطع لا.. ومع ذلك أرى من ينكر الدور العظيم الذى يقدمه رجال الشرطة.. متعللًا أنهم يتعاملون بفظاظة، ولا ينظر هؤلاء لما يتحملون من مشاق ساعات طويلة دون قضاء أبسط الاحتياجات الإنسانية، أرجو من الجميع أن نستوعب رجال الشرطة ونحتويهم، فبمجرد أن نبتسم فى وجوههم المليئة بالإجهاد ونتعاون معهم، ونشكرهم بكلمات بسيطة تعبر عن إحساسنا بهم بالقطع سيتحول ما يرونه جفاء وتعاليًا ـ والذى يكون نتيجة إرهاق أو أمراض ناتجة عنه - إلى ابتسامة حقيقية ورد للشكر، فلا أتعس من إحساس بذل الجهد الشديد الذى لا يقدر، فهم بشر وكما نريد أن يعاملونا علينا أن نعاملهم، وندرك ظروف عملهم ونقدرها.. هؤلاء الرجال يحيون من أجلنا.. وحين يخطئ أحدهم يعاقب بداية قبل أن يسأل لماذا أخطأ، فكم من الوقائع التى تصل إلى الجرائم ترتكب فى حقهم ولا نعلم عنها شيئا، فكم ضابطًا يقف لتنفيذ القانون ويصدم بسيارة ويهرب سائقها دون أن يطلق النار عليه خشية إصابته أو إصابة المارة؟ فهل نسمعه مساء - يولول- بالشكوى من أصحاب السيارات؟ أو يشتكى إلى قياداته؟ البعض يقول هذا دورهم وإن استشهدوا فهذه طبيعة عملهم فنحن ندفع رواتبهم من الضرائب، وأتساءل: كم من الأموال تأخذون لتستشهدوا؟ علينا جميعا أن نشاهد القنوات التليفزيونية مساء، ونستمع إلى مكالمات اللواء أبوبكر عبدالكريم المتحدث باسم الوزارة ليُسأل عن: عنف مارسه ضابط، أو سيدة تلد على باب مستشفى أو طفلة سقطت فى مدرسة أو زيادة أسعار أو أزمة مواصلات أو بطالة حملة الماجستير والدكتوراه أو مواطن أصابه السعال أو المغص؟ والرجل لا يكل ولا يمل من الرد بأدب وانضباط وهدوء أعصاب يحسد عليه، وتكال الاتهامات للجهاز الذى يعشقه ولا يخرج رده عن نطاق القانون وعن حزم الوزارة مع رجالها، حتى أصبح البعض يتهكم على عبارة «تجاوزات فردية» محاولين التأثير على الجمع الشعبى ضد وزارة الداخلية، ولكنهم واهمون، فالغالبية أدركت كارثة التحريض على الأمن لإسقاطه، فالشعب الأصيل أصبح يتنازل عن طلباته واحتياجاته خوفًا على الوطن وهو ما يظهر فى إخفاق من يعملون ضد مصلحة البلد لشراء الفقراء للتظاهر أو شراء الأصوات بالرشاوى الانتخابية، الشعب الآن هو صمام الأمان أمام الهجمات الإعلامية التى زادت فى الفترة الأخيرة، وقد سمعت من عاملة نظافة بسيطة معلقة على الإعلام «هو كل يوم يقولوا ناس ماتت فى القسم، ويقولوا الحكومة بتخطف الناس، تخطفهم ليه ما دام تقدر تسجنهم، دول بتوع التليفزيون عايزين يوقعوا السيسى ويودوا البلد فى داهية، عايزين جنازة يشبعوا فيها لطم، ما إحنا وأهلنا أهو ما حدش مسكنا ولا موتنا، امشى عدل يحتار عدوك فيك».. هذه حكمة أولاد بلدنا الذين هم فى أشد الحاجة لتوفير سبل الحياة، راضون بعملهم ورزقهم، فالشعب المصرى يحب ضباطه وجنوده، فكل عام وهم وأسرهم بكل خير زادهم الله صبرًا واحتمالًا على حياتهم المضطربة، وكل عام وأسر الشهداء طيبون حامدون الله على نعمة الشهادة والصبر، أعانهم الله عليها وأعاننا على خدمتهم، وأعان أبطال الوطن على استكمال رسالتهم الطاهرة.