الإثنين 01 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

واشنطن بوست: لا مكان للمبدعين والمعارضين في إثيوبيا.. الحكومة تشن حملات قمع ممنهجة لكل من يخالفها.. وأمريكا تدعم النظام رغم الانتهاكات الوحشية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن النظام الإثيوبي يشن حملات قمع مميتة ضد كل من يعارضه أو ينتقد سياسته الداخلية، موضحة أن البلاد تحكم بقبضة أمنية دموية تهدد كل المبدعين والمعارضين للحكومة.
وأشارت الصحيفة في مقال افتتاحي لها نشرته مساء أمس، إلى أنه في الفصل الأخير للاستبدادية المتزايدة في إثيوبيا، فإن الشباب والصحفيين والموسيقيين أصبحوا أهدافا للنظام الحاكم وحملاته لإسكات المعارضة السياسية، موضحة أن طلاب من أورومو، التي تعتبر أكبر أثنية في البلاد، قد تظاهروا لأسابيع عديدة، منتقدين خطة وضعتها الحكومة، لتوسيع أراضي العاصمة أديس أباب على حساب أراضي أوروميا، لكن بدلا من التعامل مع مخاوف هؤلاء المتظاهرون من خلال الحوار، فإن نظام حزب الجبهة الديمقراطية الثورية الحاكم، رد عليهم بأعمال عنف مدمرة، حيث قتل 140 على الأقل على يد قوات الشرطة في أوروميا، وعلى الرغم من هذه الأعداد الهائلة، فإن الحكومة تزعم أنها لم تقتل سوى 5 أشخاص، مصرة على أن المتظاهرين يحاولون إثارة الاضطرابات في البلاد، وأنهم يتعاونون مع جماعات إرهابية أخرى.
وبينت الصحيفة أن أعمال القمع في أوروميا تأتي في الوقات الذي تم اعتقال بيكيل جيربا، نائب رئيس حزب الكونجرس الفيدرالي لأوروميا، أكبر الأحزاب السياسية المحلية في الولاية، كما اعتقلت الحكومة واعتدت على هاوي تزرا، مغني من أوروميا، حيث إنه أطلق أغنية متضامنة مع التظاهرات.
ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات الإثيوبية عملت أيضا على منع وسائل الإعلام من تغطية التظاهرات، فبحسب تقرير، فإن الحكومة اعتقلت العديد من الصحفيين، من بينهم جيتاشو شيفارو، رئيس تحرير موقع نيجر إثيوبيا نيوز، وكذلك الصحفي فيكادو ميركانا، لدى إذاعة وتلفيزيون أوروميا، كما أعلنت قناة Esat الإثيوبية ومقرها في أمريكا أن النظام الإثيوبي قام بالتشويش على أحد الأقمار التي تبث منها، خلال تغطيتها للتظاهرات.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن إثيوبيا دائما ما يتم الاحتفاء بها من قبل الولايات المتحدة حول النمو الاقتصادي الذي تحققه، وعزيمتها في معركة قتال حركة الشباب الصومالية، الأمر الذي يجعل أمريكا من أقبل المانحين لها، لكن الحقيقة أن الحزب الحاكم الذي فاز بـ 100% من مقاعد الانتخابات البرلمانية، لا يعطي اهتمام بالإصلاح الديمقراطي أو حقوق الإنسان، إذ إنه مستمر في قمع وإغلاق وسائل الإعلام المستقلة ويصادر الأخبار، إذ تعد إثيوبيا بين أكثر الدول التي تشكل سجنا للصحفيين.
وتابعت الصحيفة بالقول أنه في بيان، الشهر الماضي، أعربت إدارة أوباما عن قلقها من اشتباكات أوروميا، واعتقال الصحفيين، مطالبة الحكومة الإثيوبية بالامتناع عن عمليات القمع العنيفة ضد المتظاهرين، تشير الصحيفة إلى أن أوباما أشاد بقيام إثيوبيا بإطلاق سراح خمسة مدونين قبل زيارته إلى أديس أبابا، لكن تم تقديمهم من جديد للمحاكمة بتهم الإرهاب خلال الشهر الماضي.
واختتمت الصحيفة بالقول أنه على الرغم من الانتهاكات المرتكبة من قبل الحكومة تجاه المدنيين والإثنيات في البلاد وضد الصحفيين ووسائل الإعلام وحقوق الإنسان، فإن أمريكا تشيد بمسيرة النظام الحاكم تجاه الديمقراطية، ودعمه للديمقراطية في أنحاء القارة.