الأحد 29 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بالصور والفيديو.. "مقابر اليهود" بالبساتين: مأوى لأطفال الشوارع صباحًا و"غرزة" ليلًا.. والأهالي: الخفراء يؤجرونها مقابل حصولهم على الأموال.. ويطالبون باستغلالها في مشروع يخدم المنطقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مقابر اليهود بالعبرية " בית קברות יהודים"، وتعني "بيت كفاروت" كما يطلق عليها أهالي المنطقة، وقد تحولت تلك المقابر إلى مقلب قمامة وانتشار الحيوانات من ماشية والكلاب بداخل المقابر التي تشهد إهمالا تاما، فضلا عن لجوء متعاطي المخدرات إليها من أجل تناول المواد المخدرة وغيرها من المخالفات.

والتقت كاميرا "البوابة نيوز" مع أحد أصحاب الورش، والذي قال: إن تلك المقابر لها أضرار كثيرة، خاصة بعد الحال الذي وصلت له، متابعا "المكان مليان زبالة وحيوانات، وبليل منعرفش نعدي من المكان لأنه بيكون مليان ببتوع الحشيش والمخدرات"، مطالبًا باستغلالها في أي مشروع يخدم المجتمع.

وأضافت سيدة، أن تلك المقابر تضم أطفال الشوارع، فضلا عن الإهمال الذي طالها، وأنها مليئة بالحيوانات الضالة، وكذلك تواجد الماشية بها تحت مرأي ومسمع الخفير المسئول عن المقابر، والذي يأخذ أموال مقابل تركهم يستغلون محيط المقبرة، وهذا ما أكده العديد من سكان المنطقة.

وأكد الأهالي، أن الخفراء يحضرون زيارات بالمنطقة، ولا يهتمون بشان تلك المقابر، حيث قال أحدهم إنهم اشتكوا كثيرًا من الإهمال ولجوء الشباب اليها لشرب الحشيش، وكان رد الخفراء عليهم "ملناش دعوة".


حوش عائلة موصيري:

يذكر أن تلك المقابر، تضم حوشا مسجلا ضمن الآثار اليهودية في مصر بقرار رقم "45" لسنة 1989م، ويعرف بـ "حوش عائلة موصيري"، والذي يحتوي على شواهد قبور ذات قيمة فنية عالية، ويحتوى أيضًا على مقبرة "الجنيزة" وهي عبارة عن وثائق وخطابات كان يتناقلها يهود مصر مع جيرانهم من ذوي الديانات المختلفة، وتخص حياتهم اليومية التي كانوا يعيشونها، وتم عمل ترميمات بذلك الحوش، وصيانة للمدخل والاسوار الخاصة به، تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار.


شخصيات دفنت بها:

ودفنت العديد من الشخصيات المهمة داخل المقابر، من بينها "الحاخام سعديا غاؤن أو سعيد الفيومي، وهو يهودي مصري وأتم كتابة الكتاب المقدس باللغة العربية، وأعتبر أبرز شخصية يهودية وسياسية في العصور الوسطي.

- شحاته هارون، يهودي مصري يساري معارض لإسرائيل، أصيب في نهايات حياته بـ"الزهايمر" وتوفى في مارس 2001، رفضت عائلته أن يصلي عليه السفير الإسرائيلي بالقاهرة، واستأجرت حاخامًا من فرنسا ليصلي عليه حتى لا يحضر حاخام من إسرائيل التي ظلّ طوال حياته يهاجم وجودها ويرفضه.

-  نادية هارون، نائب رئيس الطائفة اليهودية، وهى أبنة المحامي اليساري شحاتة هارون، توفيت عام 2014، وتم دفنها داخل مقابر البساتين، وتأخر دفنها لمدة 5 أيام، بعدما رفضت شقيقتها ماجدة هارون، رئيس الطائفة اليهودية في مصر، الاستعانة بحاخام يهودي من إسرائيل، وفضلت أن تنتظر جثة شقيقتها المتوفاة إلى أن يأتي حاخام من فرنسا، لرئاسة صلاة الجنازة.


نبذة عن تاريخ مقابر اليهود:

كانت آخر إحصائية لليهود في مصر عام 2003، كان عددهم نحو 6 آلاف، يعيشون في محافظات القاهرة والإسكندرية والفيوم، وهم آخر من تبقى من الطائفة التي كان عددها وقت قيام إسرائيل عام 1948، وبمرور الزمن في عام 2009 أصبح عدد اليهود لا يتجاوز نحو 20 فردا، حتى اختفى اليهود من مصر.

واهتم اليهود خلال فترة وجودهم بمصر، ببناء المقابر لهم في أرقي الأحياء، وتم بناء المقابر على تراز معماري يهودي على مساحات كبيرة، وتعد أكبر مقبرة لليهود في ميدان الخرطوم بالإسكندرية، ومقابر جبل الزيتون بالقدس الشريف، وبمنطقة الشاطبي، والشلالات، والبساتين.

وتعد مقابر اليهود بالبساتين، ثاني أكبر مقبرة في العالم، وتضم رفات اليهود ما بين "القرائين والربانيين"، الذين توفوا قبل هجرتهم من مصر في ثورة 23 يونيو 1952، ولكن أصبحت تلك الترب ممتلئة بساكني المقابر، وقامت على أطلالها منطقي تسمي بعزبة النصر، ولم يتبقَ من تلك المقابر سوى 30 % فقط من مساحتها الأصلية التي كانت موجود قبل عام 1970، الأمر الذي دفع الجمعية اليهودية لإقامة العديد من الدعاوى القضائية، تنديدًا بالاستيلاء على الأراضي الخاصة بالمقابر.