الأربعاء 02 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"نيفين الكيلاني" في أول حوار لها بعد رئاسة صندوق التنمية الثقافة: البشر أولى اهتماماتي وسأخرج بالعروض للجماهير

 الدكتورة نيفين الكيلاني
الدكتورة نيفين الكيلاني ومحرر البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ــ كل شيء خاضع للتغيير والمجلس سيضم الشباب.. والحرف التراثية مشروعنا القادم
ــ دور الصندوق في الحرب على الإرهاب تغيير أفكار الأجيال الجديدة 
ــ أغلب الأدباء خرجوا من الأقاليم ومع ذلك نهملها لصالح القاهرة 
ــ انفصال الآثار عن الثقافة كان أهم معوقات الصندوق 
ينتظر الوسط الثقافي من الدكتورة نيفين الكيلاني، رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافة، الكثير، وذلك بعد انتدابها لرئاسته منذ أيام مضت، خاصة في ظل وجود الكثير من التحديات التي تواجه الدولة المصرية على المستوى الثقافي في الوقت الحالي، بداية من تزايد نسبة الأمية الثقافية، إلى ما يمثله الإرهاب من تحدٍ كبير، فضلًا عما يمثله الحفاظ على تراث وهوية مصر من دور يجب أن تقوم به المؤسسات الثقافية. 
"البوابة نيوز" أجرت أول حوار مع رئيس الصندوق بعد توليها المنصب؛ لتطرح من خلاله رؤيتها لإدارة الصندوق خلال المرحلة المقبلة، وجاء نص حديثها كالتالي:

* ما هي خطة إدارة صندوق التنمية الثقافية؟ 

ــ مبدئيًا.. أنا من أسرة الصندوق ولست غريبة عنه، فقد عملت به لمدة 13 عامًا كنت مسئولة عن نشاط فني بقصر المانسترلي، ثم توليت إدارة المكتب الفني منذ ثلاثة أعوام وهو المسئول عن الأنشطة التابعة لمراكز الإبداع، وفيما يخص الفنون هذا مجال تخصصي باعتباري عميد معهد النقد الأدبي، كما أنني خريجة معهد الباليه وفيه كانت رسالتي الماجستير والدكتوراة، وأعتقد أن لدى رؤية فنية تمكنني من إدارة الصندوق على المستوى الفني. 

* وماذا عن إدارة المشروعات التي ينشئها ويدعمها الصندوق؟ 

ــ هذا الملف يحتاج مني بعض الدراسة، لأن هناك بعض المعلومات الغائبة عني بحكم مسئوليتي وتخصصي، وسوف أكمل الأعمال التي بدأت في العهد السابق لي، وهو أمر طبيعي لأن الصندوق يتميز بأن له نظام محكم، وبحكم المشاريع الكبيرة التي يوليها الصندوق اهتمامه فمن الطبيعي أن يستمر العمل بنفس الوتيرة و"السيستم"؛ لأن التكاليف كبيرة، ولا يجوز لأحد في يوم وليلة أن يعمل بمبدأ "نقطة ومن أول السطر"، وبالتالي فإننا سنرى أين توقفت المشروعات ونكمل بعدها. 

* وماذا عن رؤيتك للعمل الثقافي الخاص بالصندوق؟ 

ــ لدى فكرة بسيطة ولا أعلم ما الذي سوف أحققه منها، وأنا مهتمة بتنمية البشر أكثر من الحجر، وأرى أننا نحتاج أن نعمل على تنمية مواهب الناس ونطور التذوق الفني لدى أطفال المدارس وشباب الجامعات بحيث يكون الرهان هو على الأجيال الجديدة، بمعنى أننا نتكلف كثيرًا في ترميم بيوت وتأسيسها وتجهيزها، والاستعانة بفرق وعروض فنية وفي النهاية نجد من يحضر لا يتجاوزوا مئات الأشخاص على الأكثر، وهناك عروض عليها إقبال ناتج عن الذوق العام للشعب والمنطقة المقام فيها العروض، وقد لاحظت أننا نعمل وننتظر أن يأتينا الجمهور؛ لذا فأنا أريد أن أخرج هذا الإطار وأذهب إلى الجماهير بحيث يغطي قطاع عريض، لأن الناس قد تحب بعض العروض ولكنها لا تعرف كيف وأين تجدها، ولدي العديد من المنافذ يمكن أن تكون مجالاً للعمل مثل جامعات الأقاليم، وعدد من الأماكن النائية التي لا تجد خدمات ثقافية وأنشطة فنية، وهذه الأماكن لديها
فنونها التي لا نعلم عنها أي شيء وأعتقد أن هذا سيضرب أكثر من عصفور بحجر واحد وسيكون له مجموعة من الفوائد المتبادلة، منها تنمية مجتمعات لديها ضعف في الاهتمام الثقافي، إلى جانب أننا سنستفيد من تبادل الخبرات والأنشطة المتبادلة بين الثقافات المختلفة، فكيف مثلا لا يعرف طالب الصعيد بالأنشطة التي تقدم في "بحري"، حتى ولو من باب المعلومات العامة، وأعتقد أن الفنون ستقوم بتنمية الوعي الثقافي وخاصة لدى الشباب.

* ألا يتنافى ذلك مع الهيئة العامة لقصور الثقافة المنوط بها العمل في الأقاليم؟ 

ــ قصور الثقافة لها عملها الخاص، ونحن نعمل على المشاريع الثقافية المتكاملة التي لا تتضارب مع عمل الهيئة، وعلى سبيل المثال فإنني متحمسة لمشروع الصناعات والحرف التراثية للحفاظ على التراث المصري، الموجود في جميع أقاليم مصر من شمالها إلى جنوبها، والناس لا تعلم شيئًا عما لديها من تراث في الأقاليم الأخرى، ومن هنا ومن باب تنمية المجتمع وتزويد الوعي الثقافي، وإنشاء الصناعات الثقافية الصغيرة، فمن المهم تبني ذلك المشروع، وهو ما سيكون له أثر في نهضة المجتمع ودور لأن لدينا مناطق قائمة على بعض الصناعات البيئية، مثل "التلي" والمنسوجات في سوهاج وصناعة الخزف في بعض الأماكن وما المانع في أن أستفيد من هذا التراث الثقافي في تنمية المجتمع في نفس الوقت سيكون حفظ للتراث من الاندثار وهو يدخل في إطار الأمن القومي لهذا التراث، إلى جانب تشغيل الأيدي العاملة. 

* هل يمكن أن تتعاوني مع الفنان عز الدين نجيب رئيس جمعية الحرف التراثية الذي نظم مهرجانا من قبل؟ 

ــ لم أعرف شيئًا عن هذا الموضوع، ولكن من واقع عملي مع مراكز الإبداع، فقد أقمنا في شهر رمضان الماضي معرضًا خيريًا بالاشتراك مع بعض الجمعيات الأهلية في قصر الأمير طاز، وكان لدى ملاحظة أن أغلب المتقدمات بأعمالهن من السيدات والبنات اللاتي أنتجن صناعات صغيرة جدًا، في بيوتهم وكانوا فخورين بها جدا وأمنا لهم سوق وشاهدت فرحتهن عندما كسبوا، وكل واحدة شعرت أنها أقامت مشروع وكسبن وطلبوا منا إقامة سوق آخر، وأعتبر أن هذا الأمر يدخل في إطار التنمية المجتمعية ومساندة المرأة المعيلة وغيرها من الأهداف الأخرى. 

* وما دور الصندوق في العام الثقافي المصري الصيني 2016؟ 

ــ بدأنا في الاستعداد والتحضير له، وسيكون لدينا معرضين للصناعات الثقافية واحد في الصين وآخر في مصر. 

* يعيب البعض على الصندوق عدم استغلال المراكز الثقافية التابعة له بالشكل الأمثل.. كيف يمكن أن نعيد اكتشاف الأماكن التابعة للصندوق؟ 

ــ بادئ ذي بدء فإن مراكز الإبداع التابعة للصندوق تسمى مراكز الإبداع المتخصصة، فقرار إنشاء كل مركز يخصص كل منها لنوع من الفنون، فالتخصص بينها موجود، وهناك بعض المراكز بها دورات تدريبية أو مسابقات ولدينا بعض المراكز بها خريجين مثل بيت الغناء العربي، وبيت العود، ولكن الأضواء ليست مسلطة على بعض المراكز بما يكفي، أما بخصوص إعادة صياغة هوية بعض المراكز، فمن الممكن أن نقوم بذلك خلال الفترة المقبلة. 

* كيف أثر انفصال الآثار عن وزارة الثقافة؟ 

ــ هذا الملف أثر بشكل كبير على أداء الصندوق ودوره وأنشطته، وكان معوقًا لإيقاع أداء الصندوق المعتاد، وهي نتيجة طبيعية لنقص التمويل والموارد. 

* هل يمكن أن تتركي لوائح الصندوق لتكون معوقًا للأنشطة التي تقومين بها؟ 

ــ في الأساس يتم إنشاء اللوائح لتيسير أنظمة العمل، وأي لائحة يمكن إعادة تغييرها، وتعديلها بالشكل الملائم، والتغيير يتم بعد عرضها على مجلس الإدارة، حتى لا يتم ذلك بشكل منفرد. 

* يؤخذ على مجلس إدارة الصندوق اتجاهه لاختيار كبار السن من المثقفين على حساب الشباب.. فهل يمكن أن يتغير هذا الأمر خلال الفترة المقبلة؟ 

ــ لم أكن عضوًا بمجلس إدارة الصندوق، وكل هذه الأمور تحتاج وقتًا لننظر فيها، والتغيير هو سنة الحياة، وليس لدينا مانع أن نستعين بخبرات كبار المثقفين إلى جانب الأفكار الجددة للشباب ليكون هناك تطوير، وعندما أنشئ الصندوق كان بدافع أن يكون خارج منظومة البيروقراطية، وإيقاعه سريع ويقبل الأفكار الحديثة، وينفذها بسرعة لإيجاد سبيل لإنتاج متجدد وسريع، وبالتالي ففكرة التغيير في حد ذاتها موجودة بدليل أنني موجودة على كرسي رئاسة الصندوق الآن. 

* ما هو دور الصندوق في مواجهة الإرهاب؟ 

ــ دور الصندوق ليس الحرب لأن هذا هو دور الجيش والشرطة، أما دور الصندوق فمختلف، ويتمثل في مواجهة الفكر بالفكر والحجة بالحجة، وكما تسللت الأفكار الإرهابية إلى الشباب منذ طفولتهم، فمن الواجب علينا أن ندخل بإلحاح في عقول النشء لنرسخ بداخلهم أفكار جديدة، تمحو الأفكار السيئة التي تربي عليها الجيل الذي نراه الآن يحرق ويخرب ويلقي المولوتوف، وأرى أن البداية يجب أن تكون في المدارس، بحيث نذهب للناس، ولا يجب أن نذهب لشخص لديه 50 عامًا أفكاره ترسخت ومن الصعب أن تغيرها الآن، ومن الأفضل أن نخاطب الأجيال الصاعدين أصحاب الصفحات البيضاء حتى يمكننا أن نملأ صفحاتهم بما نريد من أفكار ومفاهيم جديدة ومستنيرة وهو أمر أيسر ويعطي نتائج أسهل، وأرى أن البداية يجب أن تكون من الأقاليم المظلومة وليس من القاهرة لأن بها من الزخم ما يكفي، بينما التاريخ يقول إن أغلب المفكرين والأدباء والعباقرة خرجوا من الريف والأقاليم والصعيد، رغم أننا لا نهتم بهم، وأتمنى أن نغزو الصعيد والواحات وسيناء، بحيث لا يكون التركيز في العاصمة.