رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

نشيد الميلاد المجيد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عند ميلاد السيد المسيح استمعت واستمتعت الأرض بنشيد الملائكة للميلاد المجيد، كانت كلمات النشيد تقول «المَجدُ للهِ فى الأعالي، وعلَى الأرضِ السَّلامُ، وبالناسِ المَسَرَّةُ» (لو٢: ١٤). وفى هذا النشيد الملائكى نرى الأمور الآتية:
أولًا: مجد بلا مثيل
نعم! إن العقل البشرى لا يستطيع أن يستوعب مقدار عظمة الله، ولا يمكنه إدراك كل مجده، فكما علت السموات عن الأرض هكذا علت طرقه عن طرقنا، وأفكاره عن أفكارنا.
إن الله يعرفنا ونحن كبشر لا نستطيع أن نعرفه كمال المعرفة، والله يحتوينا ونحن لا نستطيع أن نحتويه، وإن كنا لا نراه لكنه يرانا ويرى ما بدواخلنا.
صحيح نحن نرى الله فى كل شيء من حولنا، فالسموات تحدث بمجده، والفلك يخبر بعمل يديه.
لكن فى ملء الزمان أعلن الله عن نفسه إعلانًا كاملًا فى تجسد السيد المسيح على الأرض، وعندئذ رأينا مجد الله العظيم، وعيد الميلاد المجيد يعلمنا كيف نمجد الله فى حياتنا فى كل قول وكل فعل، بالحياة المكرسة له، والواثقة فيه، والمتكلة عليه، والشاكرة إياه، والشاهدة عنه.
ثانيًا: ســلام عجيب
إن الإنسان على مر الأيام ينشد الأمن والأمان، ويتطلع دائمًا إلى حياة السلام، وبميلاد السيد المسيح وُلد رئيس السلام أى صانع السلام ومانحة، فلقد جاء إلى أرضنا ليرفع عنا خطايانا التى فصلت بيننا وبين إلهنا، وجعلت الإنسان يعيش فى صراع وضياع وانقسام مع نفسه، وفى عداء وكراهية مع أخيه الإنسان، وهنا جاء السيد المسيح ليمنحنا بسلامة الذى يفوق كل عقل، السلام الذى يتسم بالاستمرارية والدوام.
نعم! إن السلام الحقيقى لا يمكن أن يكون دون تضحية، ولقد جاء السيد المسيح يصنع السلام، وكان عليه أن يدفع الثمن، وكان الثمن هو حياته.
نحتاج لكى نحقق كلمات هذا النشيد الجميل «وعلى الأرض السلام» أن نترجم الأشعار والشعارات فى الواقع العملى فى حياتنا اليومية، فنزرع الحب، ونصنع السلام، وننشر قيم التسامح والغفران.. ولقد قال السيد المسيح «طوبَى لصانِعى السَّلامِ، لأنَّهُمْ أبناءَ اللهِ يُدعَوْنَ».
ثالثًا: فرح عظيم
عندما تجسد السيد المسيح شعر الإنسان بقرب الله منه، إذ جاء إليه من علياء سمائه ليخلصه من خطاياه، ويمنحه نعمة الحياة الجديدة، والحياة الأفضل، والحياة الأبدية.
وفى يقينى أن السعادة الحقيقية هى فى حياة القناعة والاكتفاء، فالإنسان الذى تستولى عليه شهوة حب التملك لن يشبع أبدًا، أما الإنسان الذى يختبر نعمة المسير مع الله هنا يشعر بالغنى والاكتفاء، ويمكنه أن يشدو مع المرنم الذى قال «مَنْ لى فى السماء ومعك لا أريد شيًئا فى الأرض». والإنسان السوى هو الذى يشعر بالسعادة فى العطاء، فالأنانية تجعل الإنسان يريد أن يأخذ ولا يعطي، والكبرياء قد تدفع أن يعطى ولا يريد أن يأخذ، بالطبع كلا الاتجاهين خطأ، ففى يقينى أن الإنسان الناضج هو الذى يقيس درجة سعادته بمقدار ما يسعد الآخرين بعطاياه وخدماته لهم، وكذلك بمقدار تقديره وامتنانه بعطايا الآخرين له. لكن قبل هذا وذاك إن الإنسان يشعر بالسعادة عندما يختبر معية الله فى حياته، وفى تجسد السيد المسيح نختبر أننا لسنا بمفردنا فى مسيرنا فى ذى الحياة بل الله معنا يرعانا ويهتم بنا، عينه علينا، معنا كل الأيام إلى انقضاء الدهر.
هذا ويسرنى بمناسبة عيد الميلاد المجيد أن أعبر عن أطيب أمنياتى بالسلام والاستقرار والتنمية والازدهار لمصرنا الغالية تحت قيادة رئيسنا المحبوب سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
* نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر.