الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

بالفيديو.. ننفرد بنشر "محاولة لاغتيال الشمس" أحدث قصائد أحمد عبد المعطي حجازي


الشاعر الكبير أحمد
الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استقبلت اليوم، “,”البوابة نيوز“,” في ضيافتها الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، في ندوة خاصة بمناسبة الذكرى الأربعين لانتصار أكتوبر، تحدث خلالها عن ذكرياته خلال فترة الحرب.
وألقى حجازي عبر منبر الندوة، أحدث قصائده، بعنوان “,”محاولة لاغتيال الشمس“,”، لتنفرد بها “,”البوابة نيوز“,” بنشرها.. في أول إلقاء لها.
وهذا هو نص القصيدة:
كانوا يريدون اغتيال الشمس بالمسدسات
ليوقفوا العالم عند البارحة
عندئذِ يداهمون عصرنا بالأسلحة
يفتشونه عن اليوم الذي انتهى ومات!
أتوا ولا نعلم من أين أتوا
أتوا من الموت وقد طالت لحاهم
ونسوا أسماءهم فيه.. نسوا وجوههم في المقبرة
وأقبلوا يحملقون في نهار الأمس.. لا يرون غير ليلهم
يطاردون فيه ما يفر من أشباحهم
ويصرخون صرخات منكرة!
كانوا يغطون بليلهم سماءنا
وكانوا ينسجون من خيوط العنكبوت سماءهم
ويسرحون باللحى السوداء تحتها
وكانوا يقذفون في الحقول نارهم وفي المقاهي والبيوت!
قالوا لوردة الربيع لا تفوحي
لليمامات التي على الغصون لا تبوحي
ولنجمة العشية تلفعي بالغيم أو فاحتجبي
وأسكتوا الصبية، قالوا لها لا تكملي الأغنية!
قالوا لنا لا تعبدوا الله كما ترونه
بل اعبدوه مثلما نراه نحن
إننا حجّابه ونوّابه في أرضه
نحن رعاتكم هنا، وأنتم الرعية!
كانوا يريدون لهذه المدينة الجميلة أن تكره الحياة
أن تبكي ولا تفرح.. أن تلوذ بالصمت وترضى بالسكوت

كانوا يريدون لمصر أن تموت
مصر التي روضت الموت فصار في يديها فرسا مجنحا
سفينة ناشرة شراعها الأبيض بين خضرة وزرقة
تُبحر بالموتى من الشمس إلى الشمس ليحيوا من جديد
مصر التي حولت القبر إلى قصر مشيد
يريد منها هؤلاء أن تخاصم الحياة.. أن تبيع للغزاة أطفالها
أن تتوارى في الحجاب والنقاب
أن تفر للصحاري.. أن تغيب في بطونها السحيقة
أن تصير قرية بائدةً.. يصرخ فيها الجن والمشعوذون
ويصلب المسيح في ساحاتها.. وتختفي الطفولة
الهمج التتار قالوا للصغار
عودوا إلى بطون أمهاتكم قبل نهاية النهار
فإنها نهاية الخليقة
أواه يا مدينتي يا قاهرة
لو أفرخت في ليلك المؤامرة
أين تبيت الأغنيات الساهرات؟
أين تهاجر الليالي المقمرة؟
أين يصلي الشعراء الأنبياء؟
للحب والحكمة والحقيقة
الهمج التتار.. لا.. ولن تكون القاهرة
للظلمات والظلاميين.. لا
لن تكون للطغاة والمتوحشين.. لا
ولن تفرخ المؤامرة!