بهلول فى إسطنبول «البهلوان قردو» الآكل على كل الموائد الداعم لجميع الخونة، أينما وجدت الخيانة، تجده حاضرًا مؤيدًا ومُبَارِكًا، يتنقل من شجرة زقوم لأخرى، متحدثًا بما لا يفعل مناديًا بشعارات وأكليشيهات كاذبة، عندما تبحث عنها على أرض الواقع، تجد صورة عكسية تمامًا لديكتاتور مستبد سادى طاغٍ متآمر وغبى، تم الترويج له عن طريق التنظيم الإرهابى الدولى الرئيس المؤمن «طبعًا مؤمن طلع بتاع ساندوتشات»، صاحب اليدين المتوضئتين «بدماء الشعب»، الذى يزور الفقراء، يحنو ويعطف عليهم، ويجلس على الأرض ويأكل معهم ويتم تصويره «صورونى وأنا عامل مش واخد بالي»، ولأن الشعوب العربية شعوب عاطفية بالفطرة، وأحيانًا عاطفية لدرجة الهطل، الكل تداول صوره، وتمنوا لو أن يكون لديهم رئيس مثله، وذلك ما روجت له الآلة الإعلامية واللجان الإلكترونية «للخرفان كما فعلوا بالضبط مع الجاسوس مورسيكا»، من محاولات فاشلة لتلميعه وتجميله ليشرب الشعب عصير الليمون الحامض لكن «إيش تعمل الماشطة فى الوش العكر»، ولأن الله سبحانه وتعالى، أمر أن يكشف سترهم ويفضح أمرهم رأيناهم جميعًا على حقيقتهم البشعة المجرمة، فمنهم من يُحَاكَم باتهامات تخابر وخيانة عظمى «مورسيكا والمرشد وزبانيتهم»، ومنهم إن شاء الله من هو فى الطريق مثل «قردو» الذى فاحت رائحته الكريهة النتنة من انتهاكات وإبادات، ومجازر وحشية، وفساد مالى، ورشاوى، وتحالفات سرية، وعمليات إرهابية تمس أمن دول أخري «تفجير طائرة شرم الشيخ»، نجده اليوم بمنتهى البجاحة، بعد أن كان تحالفه مع إسرائيل مستترًا يكشف «برقع النفاق والكذب»، ويعلنها صراحة أن التطبيع مع إسرائيل يؤدى إلي الخير للدول جميعها «زى بالضبط شعارهم نحمل الخير للجميع الصهاينة طلعوا بيحملوا الخير زيهم بالضبط صحيح البجاحة ليها ناسها»، الأمر ينقسم إلى شقين الأول: الأخبار المتتالية عن اللقاءات والتصريحات التى حدثت مؤخرًا «ولم أندهش لأننى أعلم أن إسرائيل وتركيا إيد واحدة» وكانت تدريجية كالآتى:
ـ بدأت باحتفالية كبرى لليهود فى تركيا ذكرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» فى صدر صفحتها قائلة: «شهدت تركيا لأول مرة فى التاريخ احتفالا علنيا لليهود «عيد الحانوكا»، وقد أضاء كبير حاخامات اليهود فى تركيا «٨ شمعات» فى ميدان أورتاكوى بإسطنبول، تحت رعاية الحكومة التركية ومسئولين وعلماء دين مسلمين، وأكدت الصحيفة أن هذا العام فى التقويم العبرى يوافق عام ٥٧٧٦ سيذكره التاريخ، ويسجل أن اليهود أضاءوا الشموع فى احتفال «الحانوكا» بدولة إسلامية بميدان عام وبرعاية رئيس الدولة «قردو» وبمباركته، وأكدت أن تركيا قد وصل عدد اليهود بها إلى ١٢ ألف يهودى يتمركزون فى إسطنبول.
ـ الحدث الثانى: إعلان تركيا التطبيع رسميًا مع إسرائيل هناك، وأنه يحمل الخير للجميع، وتجميد نشاط حركة سماح.
ـ الحدث الثالث أولًا: تهنئة حركة «سماح» لـ«قردو»، ثم زيارة وفد منها هو «خالد مشعل ـ جهاد يغمورـ سامى خاطرـ موسى أبومرزوق» لتركيا، التقوا فيه «قردو» و«أوغلو» لتقديم التهانى والتمنيات برغد العيش للخِلْ الوفى «النتن» ولإسرائيل.
ـ الشق الثانى: أصل الحكاية فى الكواليس الخلفية وبدايتها الفعلية السرية «من تحت الترابيزة»: الغالبية تعلم حادثة السفينة التركية «مرمرة» عام ٢٠١٠، التى كانت فى طريقها إلى غزة بالمساعدات، وهاجمتها البحرية الإسرائيلية، وقتلت ٩ أتراك، وأصابت العديد من الذين كانوا على متنها، وبعدها توترت العلاقات بعد أن اشترطت تركيا للمصالحة: اعتذار إسرائيل عن المذبحة التى ارتكبتها فى السفينة التركية، تعويض أهالى الضحايا، رفع الحصارعن غزة، وكان رد إسرائيل هو إعلان توطيد العلاقات مع قبرص واليونان متجاهلة تركيا تمامًا، وكان رد بعض الشخصيات البارزة الإسرائيلية أن إسرائيل لا تهتم بمغازلة «قردو» للمصالحة، خاصة مع شرط مثل رفع الحصار عن غزة، ورغم رغبتها فى إقامة علاقات مع تركيا، إلا أنها ليست مضطرة إلى ذلك الآن، وأكدت أن محاولات «قردو» للصلح، بسبب خوفه من توطيد العلاقات مع قبرص واليونان، ولكن ومع الإلحاح المستمر حدث مبدئيًا اتفاق سرى بين الطرفين فى سويسرا، حيث التقى مساعد وزير الخارجية التركى مع ممثل للحكومة الإسرائيلية، وأفراد من جهاز الاستخبارات الموساد، وكانت بنود الاتفاق: استئناف العلاقات التركية الإسرائيلية، وإعادة السفراء إلى أنقرة وتل أبيب، دفع إسرائيل تعويضات ٢٠ مليون دولار، يتم تحويلها إلى صندوق خاص بعائلات الضحايا والمصابين فى حادث السفينة، طرد تركيا المسئول العسكرى لحركة سماح صلاح العارورى، الذى يدير نشاط الحركة بالضفة من هناك، ويتم تجميد أى نشاط تمامًا «واخد بالك يا مشعل»، إقرار قانون بالبرلمان التركى يلغى أية دعوي قضائية حالية أو مستقبلية، تتعلق بالحادث ضد إسرائيل أو ضباطها وجنودها وبالطبع الآن، وبعد إعلان التطبيع رسميًا سيكون أهم تعاون فى مجال الغاز، فيتم بيع الغاز الطبيعى لتركيا، ومد أنابيب نقل الغاز الإسرائيلى عبر تركيا إلى أوروبا، وبذلك اجتمع الخونة، ما يؤكد ما قلناه ونكرره مرة أخرى للجهلاء، أن حركة «سماح» حركة خائنة عميلة تخدم مصالح إسرائيل بجميع السبل وبالأوامر المباشرة، فإذا أرادت إسرائيل ضرب غزة، أمرت «سماح» بإطلاق «صاروخ بمب» على حديقة فى الأراضى المحتلة «لأننى لا أعترف بدولة اسمها إسرائيل أساسًا»، وتكون الذريعة لسفك الدماء، وقتل الفلسطينيين والتوسع فى المستوطنات، ورغم شرط إسرائيل طرد مسئول «سماح» العسكرى بتركيا، وتجميد كل نشاط لهم إلا أننا نرى «ولا نتفاجأ» تصريحات خرجت مباشرة عقب التطبيع تهنئ تركيا، ووفد يزورها لتقديم الورود وشرب نخب الخيانة التى أصبحت علنية مُشَهرة بمنتهى الفجور والسفالة والتبجح.
ذلك هو «القردو» الذى كانوا يتغنون به ليل نهار، وإنه خليفة المسلمين القادم صاحب الفتوحات والانتصارات و«الجرجير والكُرَّات» وعلى القدس رايحين شهداء بالملايين، كل ثانية يثبت فيها أنه مثال حى للقاتل، السفاح، المختل عقليًا، الديكتاتور، الخائن، المستبد، الحقير «رغم أنه شبَّه نفسه بهتلر» إلا أننى أراه بهلول من البهاليل، لأن من الواضح أن ماكينة التنظيم الإرهابى خط إنتاجها ومنتجها واحد «قطعية واحدة» نفس الهطل والتخلف والإحساس المتبلد «الجلد التخين»، والخيانة سبحان الله قماشة واحدة «نحن نتجه إلى منحدر الصعود» «ولو القرد مات القرداتى يشتغل إيه».. إلخ وواضح جدًا أن كلهم «معاتيه شرعيين».