نشر أبو ميسرة الشامي، القيادي بتنظيم داعش الإرهابي، مقالة أمس كشف فيها عن رسالة سرية من أرشيف مراسلات تنظيم القاعدة في المغرب في رمضان قبل الماضي، توضح خطة اختراق داعش.
وتحدث الشامي في مقالته المنشورة بموقع "حي على الفلاح" التابع لداعش، عن خطط اليهود في التاريخ الإسلامي لاختراق صفوف المسلمين من خلال إظهار الإيمان كذبًا والدخول بينهم وكشف أسرارهم وتحريف مسارهم. ثم شبه القاعدة بهم قائلًا: "ألا أنها سياسة "قاعدة الظواهري" يهود الجهاد، حيث أرادوا أن يخترقوا الخلافة ليحرفوا منهجها من الداخل، ولن يستطيعوا أبدًا بإذن الله".
وأوضح أن خطتهم تمثلت في دخول جميع أفرع التنظيم في بيعة زعيم داعش أبو بكر البغدادي، ليدعموا (تيار الاعتدال) بقيادة البغدادي في مواجهة (تيار الغلو) بقيادة المتحدث الرسمي أبو محمد العدناني، مؤكدًا أن الخلافة على قلب رجل واحد "وجنودها كالجسد الواحد يشد بعضه بعضًا"، ومتهمًا القاعدة بأنها هي من يعاني من الانقسام إلى تيارات يتزعمها أبو قتادة الفلسطيني وأبو محمد المقدسي وهاني السباعي وغيرهم "ممن غازلوا بعضهم بعضًا بالتغريدات ثم طعنوا بعضهم في بعض بالرسائل الخاصة" وفقًا للشامي.
وقال إن رسالة وصلته، كُتبت من أبو عياض التونسي، مسئول تنظيم القاعدة بشمال أفريقيا، إلى زعيم القاعدة أيمن الظواهري، وأُرسل منها نسخة إلى أبو محمد المقدسي وأبو قتادة الفلسطيني، وناصر الوحييشي قيادي القاعدة في اليمن وأبو الزبير القيادي في أفريقيا. وقال فيها: "لا يخفى عليكم ما آلت إليه الأوضاع بعد حلول كابوس الفتنة في الشام، والذي انتهى بإعلان الخلافة، ونظرًا لتفشي سرطان الجهل في أبناء التيار الجهادي وطغيان العواطف لدى منتسبيه فإني أرى أنه يجب على قيادة التيار ومشايخه وعلى رأسهم الشيخ أيمن أن يعملوا من أجل أن يقلب مفاسد هذا الإعلام إلى مصالح".
وأضافت الرسالة الموجهة للظواهري: "أيها الحبيب أنت اليوم الوحيد المؤهل لأن تقلب المعادلة داخليًا وخارجيًا، داخليًا بين أبناء التيار المتنازعين وخارجيًا باستعادة القيادة أمام العالم كافره ومسلمه، وإني ناصح لك بأن تعجل بإعلان بيعتك للبغدادي بنية تصحيح المسار وإصلاح الفساد المستشري".
ورأى أبو عياض أن دخول الظواهري إلى داعش "هو الحل للتقزيم العدناني الذي التف عليه أهل الغلو فأصبح يسابقهم فيه، وسيوقف حمى التكفير والتبديع وسيصرف الشباب إلى ما ينفع الأمة". وقال إنه استشار قيادات القاعدة في المغرب ومنهم أمير جماعة أنصار الشريعة في ليبيا والمسئول العسكري معه، والذين باركوا هذا المقترح.
كما كشف أيضًا رسالة من بعض مقاتلي القاعدة إلى الظواهري تؤيد اقتراح أبي عياض وتراه الحل المناسب، في مواجهة داعش وانتشار أفكاره بين بعض شباب القاعدة، ومبايعة بعض الفصائل له عن اقتناع حقيقي.
ورأى الشامي أن رغبة القاعدة في محاربة "الغلو" ما هي إلا محاربة "منهج الخلافة في أصول التكفير الثابتة في الكتاب والسنة وأصول السلف" كما ادعى، ووصف إصلاحهم بأنه سيكون نشرًا "للسياسات والضلالات الظواهرية" كالاعتراف بصحة إسلام الشيعة وجماعة الإخوان "المفلسين" بحسب تعبيره ومصالحتهم ومغازلتهم واسترضائهم. وانتقد توصل بعض أعضاء القاعدة إلى ذلك المقترح الذي رأوا فيه المصلحة رغم اقتناعهم به من الناحية الشرعية.
وقال القيادي الداعشي أن القاعدة لم تستطع إيقاع مقاتلي داعش ضمن خطتها، فقامت بإدخال بعض محبيها إلى التنظيم "ليخرجوا بعد ذلك ويقولوا: أيها الناس، علمناهم على ضلال وفساد بعد أن جربناهم"، وهي السياسة التي تتبعها القاعدة في نظره، على غرار ما تفعله مؤسسة "البصيرة" الإعلامية التابعة لجبهة النصرة بزعامة أبو محمد الجولاني. واستشهد على ذلك بأمثلة انضمام أبي خيبر الصومالي في اليمن ورسام الكاريكاتير أبي شعيب المصري في سوريا إلى التنظيم ثم تركه، بعد معاقبة البغدادي لهم، ليينفذوا خطتهم ويحذروا منه.