الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الدور الأمريكي في سد النهضة.. شركات أوروبية تتولى تجهيز المعدات من خلال أخرى عسكرية إثيوبية.. والأمم المتحدة تتولى الدعاية لجلب الأموال للسد على مواقعها

سد النهضة
سد النهضة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار إعلان الولايات المتحدة غلق قاعدة عسكرية لطائرات بدون طيار لها في جنوب إثيوبيا، القلق بأنها تدعم أديس أبابا على المستوى الاقتصادي والعسكري، إضافة إلى الدعم الذي توفره أمريكا لإثيوبيا في سد النهضة، خاصة وأن أديس أبابا ليس لديها الإمكانات التكنولوجية التي تساعدها لإقامة سد النهضة المثير للجدل والمخالف للقوانين الدولية الخاصة بتقسيم المياه للأنهار العابرة للحدود.
ذكر موقع "دير تيوب" الإخباري الإثيوبي أن الولايات المتحدة قامت بإغلاق قاعدة للطائرات بدون طيار كانت تقيمها في جنوب إثيوبيا منذ 4 أعوام.
وأعلنت السفارة الأمريكية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أن قرار غلق القاعدة الواقعة في مدينة أربا منش، يأتي بقرار مشترك مع الحكومة الإثيوبية.

مكتب أمريكي هو من حدد مكان السد وأجرى دراسات المكان
كشف موقع "ووتر تكنولوجي" المختص بتكنولوجيا المياه حول العالم، أن الولايات المتحدة هي أول من حددت الموقع الذي يقام عليه السد، مشيرة إلى أن موقع السد قد كشف لأول مرة بواسطة المكتب الأمريكي للاستصلاح الذي كان يجري دراسة على نهر النيل الأزرق في الفترة بين 1956 إلى 1964، مشيرة إلى أن دراستين أخريين أجريا في الفترة بين أكتوبر 2009 وأغسطس 2010، قبل أن يتم وضع التصميم الأساسي للسد في نوفمبر 2010.
وبين الموقع أن مرحلة التخطيط للمشروع جرت تحت اسم مشروع سري حمل اسم "X" قبل أن يتم تغيير اسمه بعد فترة باسم سد الألفية.
شركة عسكرية إثيوبية بالشراكة مع أمريكية لتوفير الآلات للسد
وفي تقرير يعود إلى عام 2013، أوضحت صحيفة "بلومبيرج" الأمريكية أن شركة "Metals & Engineering" العسكرية الإثيوبية، هي شركة مقامة بالشراكة مع شركة ألستوم أس أيه، الفرنسية، وشركة سباير كورب الأمريكية، وكذلك مجموهو بولي جروب كورب الصينية، تلك الشركات وتتولى هذه الشركات الثلاثة توفير التوربينات والمولدات وجميع المعدات الكهربائية التي يحتاجها السد.
وبحسب بلوميبيرج، أن شركة ألستوم، هي المسئولة عن توريد 8 توربينات ومولدات بقيمة 250 مليون يورو للشركة الإثيوبية لوضعهما في السد.

أمريكا تمول النهضة بـ16 بوابة وتشوش على الأقمار الصناعية المصرية
قال مسئول بالمركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، إن واشنطن تقوم بالتشويش على الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية لسد النهضة الإثيوبي من خلال القمر الأمريكي المتاح لالتقاط الصور للسد Land Sat 8.
وأوضح علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم الفضاء بالأمم المتحدة، أن أديس أبابا انتهت من بناء 16 بوابة كاملة في جسم السد الضخم، موضحا أن البوابات من ماركة francis الأمريكية الصنع، وتعمل حينما يكون عمودي المياه فوقها بـ40 مترًا، وهذا يعني أن أمريكا تشارك إثيوبيا في بناء السد، بحسب ما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وأوضح، أن الولايات المتحدة كانت تضع قناعا أبيض على الصور كي لا تتمكن مصر من متابعة مراحل بناء السد وتفاصيله، مشيرا إلى أن مسئولي الاستشعار عن بعد، تمكنوا من إزالة هذه التشويشات وحصلوا على الصور الصحيحة التي كشفت تفاصيل السد وآخرها كان الخميس الماضي.
وأشار النهرى، إلى أن الصور تؤكد أنه لو تم تخزين للمياه خلال العامين الأول ستفقد مصر 20 مليار متر مكعب مياه بسبب التخزين لتشغيل جميع التوربينات الموجودة بالسد.. أما لو زادت فترة ملء السد إلى 7 سنوات سنفقد 3 مليارات متر مكعب من المياه سنويًا فقط.
من جانبه، قال الدكتور بهاء الدين عرجون رئيس برنامج الفضاء المصرى السابق، إن القمر الصناعى "إيجبت سات 1"، والذي تم إطلاقه من على متن الصاروخ الروسى "دنيبر-1" في 17 أبريل 2007 من قاعدة باكينور لإطلاق الصواريخ بكازاخستان، وتكلف 21 مليون دولار، وكان يلتقط صورًا وخرائط بدقة 8.7 متر، أطلقته مصر خصيصا لمراقبة منابع النيل لكنه حينما فقد الاتصال به في 22 أكتوبر 2010 لم تكن المنابع مراقبة.
وأكد عرجون أن الدولة التي تقوم مصر بشراء الصور منها، تكون على علم بنوع الصور الملتقطة والمكان الذي التقطت له، موضحا أن عملية الشراء تتم وفقا لعقود تبرم بين أي دولتين، مضيفا أن هذا بمثابة عمل إستراتيجي ومتاح تجاريا.
من ناحية أخرى أكد مصدر مطلع، أن جهات مصرية متخصصة بالعمل في مجال الأقمار المصرية تعد دراسات جادة باستخدام تحليل صور الأقمار الصناعية عن السد والمنطقة المجاورة له، إضافة إلى الآثار التي ستترتب عليه ومن المقرر أن تقدمها لجهات حكومية مصرية موضحا أنها تتكلف آلاف الجنيهات.
تأتي هذه التفاصيل في ظل اتهامات لدول غربية أخرى مانحة تقوم بتمويلات لبناء سد النهضة الواقع على مجرى نهر النيل والذي يهدد حصة مصر من المياه.
قاعدة طائرات في الجنوب
تزايد التعاون العسكري والاقتصادي بين أديس أبابا وواشنطن خلال الأعوام الأخيرة، حيث قامت الولايات المتحدة في إنفاق ملايين الدولارات من أجل إقامة قاعدة عسكرية لطائراتها بدون طيار في جنوب إثيوبيا، إضافة إلى أن واشنطن تعد برنامج تدريبي للجيش الإثيوبي، وتشركها في حروب الميليشيات في الصومال وبعض الدول الأفريقية الأخرى، حيث إن إثيوبيا من الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة في المنطقة، على الرغم من الانتهاكات التي يرتكبها النظام ضد حرية التعبير والتهجير القسري للمواطنين.

المساعدات الأمريكية لإثيوبيا
تقدر المساعدات الأمريكية لإثيوبيا بأكثر من 870 مليون دولار سنويًا، أي ما يقرب من المساعدات العسكرية التي تعطيها أمريكا إلى مصر والبالغة 1.3 مليار دولار، ويذهب الجزء الأكبر من المساعدات الأمريكية لأديس أبابا إلى الاقتصاد والتعليم والمساعدات في مكافحة الإرهاب وكذلك برامج التدريب ومساعدات عسكرية.
وبحسب موقع الخارجية الأمريكية، فإن الحكومة في واشنطن قد أعطت 870.054 مليون دولار إلى إثيوبيا في عام 2012، للمساعدة في تنميتها ودعم طريقها نحو التصنيع وكذلك تعزيز قواتها العسكرية.
الأمم المتحدة تشارك في الدعاية لبناء سد النهضة
يراهن الكثير من السياسيين المصريين على أنه إذا أوقفت مصر مباحثاتها لسد النهضة مع إثيوبيا، ولجأت للأمم المتحدة سيتغير الوضع بالتأكيد، لكن هذا لا يبدو واضحًا في ظل الهيمنة الأمريكية على قرارات الأمم المتحدة والتي تحافظ من خلالها على مصالح حلفائها، كما هو جليا مع إسرائيل.
وفي ديسمبر 2014، وخلال اشتعال المفاوضات بين مصر وإثيوبيا حول السد والتصعيد بين الطرفين، نشرت الأمم المتحدة على موقعها المخصص للقارة الأفريقية تقريرًا للمطالبة بدعم المشروعات الكبرى التي تجرى في أفريقيا، وعلى رأسها سد النهضة الذي وصفته بأنه مشروع شجاع في دولة من أفقر الدول في العالم، موضحة أنه حينما يكتمل السد في 2017، فإنه سوف يولد 6 آلاف ميجاوات. 
وأشارت الأمم المتحدة في تقريرها إلى أن هذا السد سوف يعزز العضلات الاقتصادية لإثيوبيا في المنطقة، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء السابق مليس زيناوي الذي وضع حجر الأساس.
وتابع التقرير بالقول إن هذا المشروع سيشكل نقلة اقتصادية لإثيوبيا، وسيجعلها من أكبر الدول الاستثمارية في القارة، دون أن يلتفت إلى التأثير الكارثي لهذا السد على دول المصب السودان ومصر، حيث إن هذه الأخيرة تعتمد بشكل رئيسي على مياه نهر النيل.