الجمعة 27 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

ننشر صور نادرة لنقوش الأنباط تؤكد أن سيناء آمنة منذ القرن الأول قبل الميلاد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد خبير الآثار، الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوجه بحرى وسيناء، التابعة لوزارة الآثار، أن حضارة الأنباط وأطلق عليهم هذا الاسم لاستنباطهم ما في باطن الأرض، بلغت أقصى اتساعها الجغرافي أيام الملك حارثة الرابع فى أواخر القرن الأول قبل الميلاد والنصف الأول من القرن الأول الميلادي، وكانت تضم جنوب فلسطين والأردن، ووصلت إلى دمشق شمالاً وشمال الجزيرة العربية ومصر جنوباً، وكان لها النفوذ السياسى والتجارى، إلا أن الاتساع التجارى قد تجاوز هذه الرقعة كثيراً، فشمل موانئ مصر فى سيناء، وساحل البحر الأحمر شرق النيل، وموانئ البحر المتوسط، وكانت لهم جالية خاصة بسيناء، لها كاهنها، ولديهم جمّالون من نقلة السلع ذهاباً وإياباً بين مصر والبتراء عاصمة الأنباط.
وأضاف ريحان، في تصريحات خاصة لــ"البوابة نيوز"، اليوم الاثنين، أن آثار الأنباط بسيناء تضم مئات النقوش الصخرية في معظم أودية سيناء، من شمالها لجنوبها، ومنازل ومقابر للأنباط بوادى فيران، ومعبد بوادى فيران، والفرضة البحرية المكتشفة بمدينة دهب، وهو الموقع الذى يخدم الميناء البحرى بدهب، من مخازن ومكاتب ومركز تجارى ومعبد بقصرويت بشمال سيناء ومخازن للبضائع بجزيرة فرعون بطابا ونظم مائية لاستغلال مياه الأمطار والمنشئات النبطية بقصرويت ليس لها أسوار أو أى منشئات دفاعية أخرى كبرج أو حصن رغم أن الموقع فى مكان بعيد وسط الصحراء ومعرّض للهجمات ولكن يبدو أن الأنباط تمتعوا بالأمن الكامل لذلك اعتبروا أن تحصين المكان غير ضرورى.
وأشار إلى النقوش الصخرية للأنباط بسيناء، والتى تشمل مناظر للحيوانات التى دجّنوها، أو التى كانوا يصطادونها، وصور لجمال وفرسان ومناظر صيد وطيور مختلفة، حيث استعمل الأنباط الجمال منذ القرن الرابع قبل الميلاد، وذلك قبل تربية ومعرفة الخيول، وكان لديهم عشرة آلاف فارس، وكان لديهم رماة سهام مهرة، كما نقشوا رموز القبائل على صخور سيناء، وتنتشر هذه النقوش فى عدة أودية بسيناء، ومنها وادى طويبة 5كم من جزيرة فرعون بطابا، والتى استخدمها الأنباط كمخازن للبضائع، ووادى هوارة، ووادى أم سدرة، وهى التى تقع على الطريق المار من البتراء إلى غزة أو العريش، مخترقاً صحراء النقب، ووادى عرادة، الذى به مجموعة من أجمل الرسومات لطيور وحيوانات مختلفة، وهضبة الدفادف، ووادى السراة والشجيراء، ووادى سلاف، ووادى حضرة، وهي في الطريق من دهب إلى سانت كاترين ثم وادى فيران ووادى أجلة.
وتابع ريحان بأن أهم هذه الأودية وادى المكتّب، والذى أطلق عليه هذا الاسم لكثرة الكتابات به من كتابات نبطية ويونانية وعربية ويقع قرب وادى فيران، كما تظهر نقوش الأنباط بوادى حبران ووادى إسلا فى الطريق من طور سيناء إلى سانت كاترين، وشاهد العلماء الأوروبيون الذين زاروا سيناء منذ القرن الثامن عشر الميلادى بعض هذه النقوش، وظنوا أنها عبارة عن آثار تركها بنو إسرائيل فى أول محاولة لهم لإنشاء كتابة، حتى اكتشف عالم الآثار البريطانى بترى، فى بدايات القرن العشرين، أن هذه النقوش لا علاقة لها ببنى إسرائيل، ولا قصة الخروج، وتوالت الدراسات بعد ذلك لعلماء إنجليز وفرنسيون وألمان، لتثبت أنها نقوش للعرب الأنباط، وأن هذه النقوش أضافت مزيد من الأسماء لقائمة الأعلام النبطية، وعبارات متكررة تعنى سلام - بركة، وهذا يعنى أن سيناء كانت آمنة للمعيشة والتجارة فى ذلك الوقت ونشأت بها أعظم الحضارات.