فتى يبلغ من العمر الرابعة عشرة، يرتدى ملابس «بابا نويل» الشخصية الأسطورية في الكريسماس، يهندم هيئته ويربط حزامه، ويفاجئ الأطفال المجتمعين في الشارع، لينشر بينهم البهجة.. الشاب يوسف يعقوب قرر لأول مرة أن يتقمص دور «بابا نويل» كجزء من العادة السنوية لكنيسة النعمة في منطقة فيصل.
لم يمنع هطول الأمطار في اليوم الأخير من عام ٢٠١٥ أطفال المنطقة مسلميهم ومسيحييهم أن يأتوا أمام باب الكنيسة كعادتهم السنوية صباح ٣١ ديسمبر منتظرين خروج «بابا نويل» وملاقاته شخصيًا، يلتقطون معه الصور ويحصلون على هداياهم البسيطة ويعودون لمنازلهم بفرحة غامرة.
«أم عبده» كما يناديها الجميع، تأتى كل عام بطفليها وتمر على بيوت أطفال الشارع تناديهم، تخبر صديقاتها من النساء بضرورة إحضار أبنائهن في الميعاد لملاقاة «بابا نويل»، تقول «أم عبده»: «ربنا يكرمهم بيفرحوا العيال ويخلوهم يتبسطوا، دى مرة من السنة للسنة الولاد بيستنوها»، وتنهى كلماتها وهى تمسك بهاتفها لتلتقط صورة للأطفال مع «بابا نويل». على الجانب الآخر، وقف «حسن أحمد» الطفل ذو الـ١٠ سنوات، يصر على التقاط صورة بمفرده مع شخصية الكريسماس، يقول «حسن»: «كل سنة باجى أستنى أتصور معاه وأحط الصورة على الفيس البوك وأوريها لأصحابى، مش بشوف بابا نويل في حتة تانى».
تقول كاميليا زاخر صاحبة الفكرة: «كل سنة بيبقى عندنا بابا نويل في الكنيسة وبيفرح الأولاد، بس من ٣ سنين قررنا إننا نشارك جيراننا بفرحتنا ونفرح أطفال المنطقة كلهم»، في السنوات الماضية كان يتجول «بابا نويل» في الشارع والشوارع المجاورة، يطرق الأبواب وينادى عليهم ليعطى الأطفال هداياهم، أما هذا العام فبسبب الأمطار، جلس أمام الكنيسة وأتى الأطفال إليه، تتحدث «كاميليا»: «قلنا للأولاد ينادوا أصحابهم وقرايبهم وييجوا قدام الباب لأننا مش هنقدر نمشى ومش عايزين نلغيه ونحرمهم من فرحتهم».
بعد توزيع الهدايا البسيطة والتقاط العديد من الصور، والحديث المضحك مع «بابا نويل»، يذهب «يوسف يعقوب» لتغيير ملابسه، يقول «يوسف»: أنا السنة دى طلبت آجى أتفرج وأتصور معاهم، بس هما قالولى ألبس شخصية بابا نويل، ودى حاجة حلوة إنى بفرح الولاد، وبيتصوروا ويتبسطوا، وكل سنة هاجى حتى لو مش هلبس أنا الشخصية».
