الإثنين 30 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

هاجر تهامي تكتب: أنا امرأة جبانة

هاجر تهامي
هاجر تهامي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا أحمل القوة التي أدعيها، فأنا أجبن من أن ينقطع الكهرباء، فما بالي إن انقطع عني كل شئ وصار المأوى تحت التراب، أعلو بصوتي كي اخفي ضعفي، اضحك بأصوات مرتفعة فأخفي ألمي، ازوغ بعيني أو أرتدي نظارتي الشمسية كي لا يقرأني أحد فلا يعلم بمرضي، أنا أمرأة جبانة.
أدعيت الشجاعة رغم الخوف المطلق، كلما رن هاتفي المحمول أنتفض "يارب سلم"، كلما سمعت جرس المنزل يخفق قلبي "يارب خير"، وكأن الموت في إنتظار أن يأتيني عبر الباب أو التليفون فقط، أنا حقا امرأة جبانة.
أغلقت منزلي جيدا وأغلف باب غرفتي داخل المنزل ثم أغلقت هاتفي المحمول، وأغلقت سبل الاتصال الإلكتروني، في محاولة طفولية لأن أهرب، وحتى الآن لم أستطع الهرب.
إن فكرة الموت تؤلمني، فمجرد ذكرها أو رؤيتها عبر شاشات السينما أصاب بالبكاء المتواصل والخوف من هذه الظلمة التي لا اعرف مداها، كما لا زلت اغمض عيني عند رؤية المشاهد المخيفة أو العنيفة، بل اضع يدي في أذني لعلي لا اسمع صراخ أولاد العمارة، فكيف لي أن أسمع صرخات العذاب داخل القبور، فكيف لي أن اكون وحيدة في أكثر اللحظات الأشد إحتياجا إلى أحد، أن الله موجود، ولكن ماذا إن كان الله هو الحكم.
لا أحب الموت وحيدة، كما لا احب العيش وحيدة، فلا احب أن يتركني أحد، قد لا يكون أحد بحاجة إلى ولكني بحاجة كل أحد، مازالت لم أكمل ضحكاتي على الاشياء والمواقف، مازلت بحاجة إلى أن أضحك بصوت مرتفع، وفي القبور لا يضحكون بأصوات مرتفعة.
الموتى يحبون الهدوء وانا احبه ولكن نصف الوقت، ثم أني ارغب في الحديث إلى امي لأخبرها عن حالي فهي دائمة قلقة على، واريد أن اخبر الحبيب اني بخير بعد أن اصرخ في وجهه عن نسيانه لي، اما اصدقائي فلازالت لم اكتفي من مغامراتهم التي لا تنتهي، وأخواتي لازلنا نتعلم سويا آليات المشاكسة.
انا لا أملك صفات الموتي، ولذلك لن أموت، فلازلت بحاجة لبعض الوقت كي افرح لكني لن اضحك بمفردي ،فكيف لي أن أضحك دون أن اشارك الجميع، يا الله أجعلني دائما برفقة محبيني ولا تخذلني في أحد، دع الجميع يحبني فأنا لا اعيش دون الحب.
لا اريد أن ادعو الله بطول العمر فما يدريني أن كنت سأحيا بصحة جيدة أم دون ذلك فلا يحتملني أحد، كما لا استطيع أن ادعو بطول العمر فاقدة لأحد فما يدريني قدرتي على تحمل البقاء وحدي، فليختار الله الأفضل.
اريد أن اطمئن الجميع أن الخير لازال قائما هنا وان الموت ليس مخيفا، اخبرهم بالتوقف عن البكاء في وداع المحب، فهناك حياة أخرى قد سبقها إلية في انتظار مجيئه ليحيا ويستمتع معه، اريد أن خبرهم أن لامانع من الرقص والغناء وإقامة الأفراح وشرب الكولا، لا مانع من اصطحاب هاتفك المحمول، وجهاز اللاب توب الخاص بك، لامانع من استدعاء بعض المحبين، بل لك الحق في أن تكتب ما تريد وتفعل ما تريد، والمحصلة يمكنك اصطحاب حياتك الدنيوية معك إلى عالمك الآخر.
لن ادعي أن لا أحد يشغلني خاصة بعد موتي، لكن في الحقيقة كل صغيرة وكبيرة تشغلني، بل أحاول جاهدة أن اخفف من وزني رغم اتفاق الجميع أني لست بحاجة إلى ذلك، لكني في الحقيقة أردت خسارة وزني لئلا يشعر حاملي بالضيق عند الذهاب لوضعى في التراب، فيذكرني بخفة الوزن.
كل شئ يخيفني، فماهذه الحياة التي احياها خوفا من الموت، بحقك يارب هل هذه حياة !؟