"إحنا مش هنّعيد السنة دي".. "العيد السنة دي ملهوش طعم".. "إحنا مش هنروح الكنيسة السنة دي.. الناس تقول علينا إيه".. "لازم اللي مات دة ياخد حقه في الحزن".. "إحنا هنلبس أسود في العيد".. "مش هنشتري لبس العيد ولا هنجيب أكل كتير".. كل هذه العبارات دائمًا ما نسمعها من قبل عائلات فقدوا أحد أفرادها ورحل عن عالمنا.
نعم، هناك عائلات وأفراد يتألمون لفراق عزيز لديهم، يحتفلون بالمسيح ولكن دموعهم لا تزال على خدودهم، كلنا نحتفل بذكرى ميلاد السيد المسيح "له المجد" نعم، نحتفل ونبتهج ونتهلل..
لماذا ولد السيد المسيح؟! لأننا حملنا خطية موروثة، وكنا حزانى وفاقدي الأمل.. وحينما أتى المسيح عمت الفرحة قلوبنا، فلماذا الحزن والمسيح أتى من أجلنا؟!
نعمـ فقدان ابن أو أخ أو أب أو أم أو حبيب ليس بالأمر البسيط، والقلوب تعتصر وجعا، ولكن أدعوكم أن تفسحوا الطريق أمام الفرح الإلهي الذي أعلنه بميلاد المسيح ..
أدعوكم ألا تنجرفوا وراء حيل الشيطان التي تدعوكم للحزن والكآبة.. أدعوكم أن تستقبلوا الميلاد بفرحة معلنة من وجدانكم وقلوبكم .. صلوا من أجل الذين رحلوا عنكم.. استعدوا لكي تذهبوا أيضًا لمن رحلوا قبلكم..
لماذا تحزنون والراحلون عنكم فرحون في السماء؟! أدعوكم أن تتقلص أحزانكم، وتنتهي بمجيء الأعياد
أعترف أن هذا الأمر صعب تحقيقه؛ لأنني عاشرته وجربته بعد وفاة أبي، ولكن صدقوني رغم حزني الشديد لفقدان الأب.. فرحت كثيرا بميلاد الأب الأكبر، الابن السماوي، الروح القدس المعزي لنا جميعا، ذهبت إلى الكنيسة في العيد لأداء عملي، ولم أسمع قط ما قالوه لي: "إزاي هتروح قداس العيد وأبوك سافر للسمام لهوش شهرين ونص" .. هذه المقولة التي يستخدمها الشيطان حتى لا أحتفل بالمسيح.
أعترف أن مظاهر الاحتفال تكون منعدمة في ظروف "الوفاة"، ويقولون الكثير من العبارات المؤلمة والحزينة، ولكن أسألكم: "هل حينما تحزنون وتبكون يفرح فقيدكم في السماء؟!" أعتقد لا.
علينا جميعا ألا نستسلم لحزن الشيطان، وألا نستسلم لمظاهر لا ترضي من خلقنا ومن أتى من أجلنا..
علموا أولادكم أن مجيء "السيد المسيح " فرحة بهية، ابتسموا أمامهم، وغنوا ورنموا معهم "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة.. اهتفوا قائلين: "بارك إكليل السنة بصلاحك يا رب" .. فما ذنب أطفالنا؟! إنهم ملائكة لا يدركون مظاهر الحزن والسواد.
"من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني، ومن أحب ابنًا أو ابنة أكثر مني فلا يستحقني".. هكذا قال الرب .. "فكّر فيها".