السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بيت الطاعة الإخواني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شعار جميع الإخوان المنشقين عن جماعة الإخوان هو «الداخل مفقود والخارج مولود»، لأن من يدخل وينضم لهذه الجماعة الإرهابية، فهو يدخل بقدميه وبمحض إرادته لبيت الطاعة الإخوانى، دون إنذار قانونى أو صدور حكم قضائى بإلزامه بالدخول لبيت الطاعة، رغم أن الدخول لبيت الطاعة من النساء لا بد أن يتم بالإكراه، والإجبار، وبحكم قضائى، وإلا أصبحت نشازا وتفقد كل حقوقها.
ورغم أن بيت الطاعة فى الأساس تدخله النساء المتزوجات، ولكن بيت الطاعة الإخوانى منذ أن أقامه وأسسه «حسن البنا»، ويدخله الرجال من الشباب والشيوخ، ويدينون بالسمع والطاعة لرب ومرشد هذا البيت، دون نقاش ودون أن تتوافر الشروط الشرعية والقانونية فى مواصفات بيت الطاعة الإخوانى.
فالحقيقة المؤكدة لكل من انضم لتلك الجماعة الإرهابية، أنه يعلم منذ لحظة انضمامه أنه سيدخل بيت الطاعة الإخوانى، وأن هذا البيت له قدسية على أى بيت آخر، كما أنه أقوى من أى بيت ولا يمكن أن تهزه العواصف والرياح العاتية، ولا يهدمه أحد حتى يشعر كل من يدخل هذا البيت بالضعف والهوان وهو داخله.
وأيضًا الحقيقة المؤكدة لكل من انضم لتلك الجماعة الإرهابية، أن بيت الطاعة الإخوانى هو بيت المذلة والهوان لأعضاء الإخوان مثله مثل بيت الطاعة للزوجات الشاردات والمتمردات على أزواجهن، رغم أنه لا يمكن لأى إخوانى مهما علا شأنه أن يتمرد على بيت الطاعة الإخوانى، بل يحاول إشعار نفسه، أن المذلة هى العزة المفقودة لكل من يعيش خارج هذا البيت، وأن الهوان هى القوة الضائعة لكل من يفتقد هذا البيت الإخوانى.
ورغم الانهيار الذى أصاب هذه الجماعة الإرهابية، والضربات القوية التى وجهت لبيت الطاعة الإخوانى، وثبت أنه من الوهن والضعف مثله مثل بيت العنكبوت، كما وصفه القرآن الكريم أنه أوهن وأضعف البيوت، ويتماثل مع بيت العنكبوت فى أنه يلتف حول فريسته، ويقتلها داخل هذا البيت، ويسلب منها أعز ما تملك، وهو العقل حتى تظل داخل بيت الطاعة.ولأن بيت الطاعة الإخوانى لم يُقم ويُؤسس على التقوى، ولكنه أسس على الباطل والضلال وجدرانه هشة بسبب الكذب والغش لهذه الجماعة، وثبت أنه من أوهن البيوت وأضعفها وتأبى جماعة الإخوان وقياداتها المحبوسون والهاربون أن يعترفوا بذلك، وأن يعلنوا نهاية عصر بيت الطاعة، ويقرروا هدم هذا البيت المقام حاليًا داخل نفوس أعضاء الجماعة، ويحبسون أنفسهم داخله.
فحالات الانشقاقات التى تشهدها جماعة الإخوان الإرهابية حاليًا، ترجع فى المقام الأول إلى رغبة البعض، ليس للخروج من بيت الطاعة الإخوانى، ولكن من أجل بناء بيت جديد للطاعة، تنفرد هذه القيادات بإدارته وفرض نفوذها، وسيطرتها على من يدخل فيه من الأعضاء القدامى، وأيضًا الأعضاء الجدد، لأن كلا الطرفين يتصارعان على ملكية بيت الطاعة الإخوانى، ولا يوجد فريق منها يعلن رفضه لهذا البيت الإخوانى.
فالجبهات المتصارعة داخل بيت الطاعة الإخوانى، لا تملك القدرة على اتخاذ قرار هدم وتحطيم هذا البيت، وتركه والانفصال عن الجماعة لأن الجميع أصبح عبدًا وأسيرًا لهذا البيت، ولطاعة مرشد هذا البيت واستبدال مرشد بآخر بدلًا من شق عصا الطاعة على المرشد المحبوس الخائن لوطنه، والمحرض على قتل أبناء وطنه وشرطتها وخير جنود الأرض.
فأهل بيت الطاعة من قيادات، وأعضاء، وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، تحاول بقدر طاقتها ترميم هذا البيت الآيل للسقوط، والذى انهار سقفه فوق رءوسهم جميعًا، وتتوالى انهيارات جدران هذا البيت جدارًا تلو الآخر إلا أنهم ما زالوا يصرون على الاستمرار فى العيش داخل هذا البيت، وتقديم فروض السمع والطاعة لمرشدهم المحبوس والمحكوم عليه بالإعدام.
فالجماعة الإرهابية، التى توهم أعضاءها بقوة بيت الطاعة الإخوانى وصلابة واستمراره، تخفى عليهم أنها على مدار تاريخها تعودت أن تدخل إلى بيوت طاعة أعداء الأمة العربية والإسلامية، فقد دخلت بيت الطاعة الإنجليزى فى عهد «البنا»، ودخلت بيت الطاعة الأمريكى فى عهد مرشدها المحبوس «بديع»، بل دخلت أيضًا بيت الطاعة الإسرائيلى، لأنها جماعة الطاعة منذ عهد «البنا»، وحتى «بديع» وجماعة الإرهاب داخل وخارج بيت الطاعة الإخوانى.