الأربعاء 15 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بلغاريا أسيرة صراع الناتو وروسيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مجددا يشتعل الصراع بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبية والولايات المتحدة، بعد قيام حلف شمال الأطلسي، بنشر قواعد للطائرات، وإقامة مستودعات للأسلحة الأمريكية الثقيلة تدريجيا في دول شرق أوروبا في عامي 2016 و2017، خصوصا بلغاريا.
الناطقة باسم الخارجية، ماريا زاخروفا، قالت إن موسكو تأمل في أن يدرك "مهندسو النسخة الجديدة من الحرب الباردة من وراء المحيط الأخطار والعواقب السلبية لعملية العسكرة المتسرعة".
ودعت زاخروفا، وفقا لبيان صحفي، واشنطن إلى التحلي بالإرادة السياسية والتخلي عن الخطط والأساليب التي تعود إلى عهد المواجهة. وعلى حد قول المسؤولة الروسية، فإن التحضيرات العسكرية الأمريكية في هذا النطاق الواسع بذريعة وهمية تتحدث عن حماية الحلفاء من "الخطر الروسي" غير الموجود لا تخدم مصلحة السلام والأمن في أوروبا فقط، بل وتؤكد مرة أخرى سعي واشنطن إلى تصعيد التوتر في القارة.
وكان البنتاجون أعلن مؤخرا أنه ينوي إقامة مستودعات أمامية للأسلحة الثقيلة العام المقبل في كل من بلغاريا ورومانيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا وإستونيا، على أن تقيم مستودعات ممثلة في المجر.
ويبدو أن هذا التوسع ليس الوحيد الذي يقض مضجع الروس، بل إن حلف الناتو يعتزم نشر قرابة 5 آلاف جندي في أوكرانيا خلال الفترة المقبلة.
كما أن توخي الناتو سياسة الباب المفتوح بدعوته الجبل الأسود الشهر الماضي للانضمام إلى الحلف ستكون تباعاته وخيمة، بحسب الخبراء والمحللين، فضلا عن التوتر القائم بين موسكو وأنقرة.
ورغم التعويل التركي على عضوية الناتو، فإن محللين سياسيين وأمنيين لا يتوقعون أن يتجه سلوك الحلف إلى ما هو أبعد من الموقف التضامني في المدى المنظور، وبما يتناسب مع تطور الخلاف مع موسكو.
لكن الروس ورغم ذلك يحاولون جاهدين التصدي لأي محاولات توسعية جديدة للناتو بشتى الوسائل، فقد حذر خبراء عسكريون من أن روسيا تطور سلاحا نوويا جديدا ينطلق من تحت الماء ويعمل دون قيادة بشرية مثل الطائرة دون طيار، وقالوا إنه يخطو بخطر الأسلحة النووية إلى عصر جديد تماما.
تركيا، هي الأزمة، فتخوف رجب طيب أردوغان الرئيس التركي، من الرد الروسي على إسقاط الطائرة، دفع "الناتو" إلى نشر المعدات العسكرية على الحدود الغربية من روسيا في دول البلقان.
فبلغاريا العضو بالحلف الأطلسي، تظل التركيبة الحاكمة فيها تعول على الروس الكثير، دفع وزير الدفاع البلغاري "نيكولاي ناشيف، إلى رفض نشر أسلحة على أراضيها تساعد في توتر العلاقات مع روسيا، وذلك بموجب المادة "130"، من قانون وزارة الدفاع، التي تنص على أحقية الجيش، في التحكم بالحماية الجوية والبحرية والبرية، وهو ما يتعارض مع رغبات "الناتو"، ونصوص الاتفاقية بينهما.
توقيع بلغاريا على اتفاقية الانضمام لحلف الناتو، في عام 2004، أدى إلى تقليص قواته إلى 35 ألف فقط، وذلك تحت ما يسمى بالجيش المحترف.
بلغاريا تتمتع بعلاقات تاريخية مع روسيا، وهو ما أثر كثيرا على علاقتها بـ"الناتو"، رغم وجود اتفاقية مع الولايات المتحدة، تسمح باستخدام القواعد العسكرية البلغارية البحرية والجوية والبرية، باستيعاب 6 آلاف جندي، إلا أن ذلك مازالا متعطلا بسبب عدم وفاء واشنطن، بضخ الاستثمارات الموعودة، بتحديث القواعد البلغارية، لكنها مازالت أسيرة لوعود العم سام.