رغم مرور أكثر من 10 سنوات على تأسيس تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن عام 2015 هو من أبرز الأعوام التي تكتب في تاريخ التنظيم، حيث تحاول من تنظيم محلي داخل العراق وسوريا إلى الانتشار في جميع الدول العالم، وأصبح الخطر الذي يهدد العالم أجمع، خاصة بعد إعلانه عن عدد ولايات جديدة واستحداث اساليب الانتقام من أعدائه.
حيث بدء هذا العام وكان التنظيم يبدء في التنامي والانتشار، إلى أن وصل نهاية العام كان التنظيم الإرهابي رقم واحد على مستوي العالم، في الاحاديث الإعلامية والرسمية بين الدول.
الولايات التي يستطر عليها التنظيم
حاول التنظيم بالكذب والتدليس على شعوب العالم، إطلاق كلمة ولاية على أي منطقة قام بالسيطرة على جزء صغير منها، وهي محاولة لتكبير جسده وزعم أنه أصبح دولة مترامية الاطراف.
حيث زعم التنظيم الإرهابي أنه سيطر على 21 ولاية، بعضم مزعوم مثل ولاية الجزيرة، والآخر مناطق بها تواجد للتنظيم دون أن يحكمها مثل ولاية سيناء وولاية خراسان، أما البقية فهي ولايات تقع تحت يديرها ويحكمها التنظيم، وهم في سوريا 7 ولايات، أبرزهم "ولاية الرقة (عاصمة الخلافة المزعومة) - حمص – حلب – البركة (مدينة الحسكة) – الخير (مدينة دير الزور) – دمشق – الجنوب"، والعراق 9 ولايات، وهم "ولاية نينوى (بها الموصل عاصمة التنظيم في العراق)– صلاح الدين – الأنبار – الفرات – الفلوجة – ديالي – دجلة – بغداد – شمال بغداد"، وأفغانستان وباكستان وتدعي ولاية خراسان، واليمن وتتمثل في ولاية حضرموت، أما السعودية ودول شبه الجزيرة العربية تدعي "ولاية الجزيرة "، وأخرهم ليبيا وتدعي ولاية برقة، ومصر ولاية سيناء، اما الدول الأجنبية فلا يوجد كلمة ولاية فهي تعتمد على عمليات الذئاب المنفردة من الحين لأخر.
أعداد التنظيم
لم تستطع أية جهة بحثية أو مسئولة أو مخابراتية تحديد العدد الإجمالي لمقاتلي التنظيم على وجه الدقة، حيث قدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان العدد بـ 50 ألف مقاتل، وقدّرته هيئة الأركان العامة الروسية بـ 70 ألفًا، ووصلت بعض الدراسات إلى تقديره بمائتي ألف مقاتل، خبراء عسكريون في العراق قالوا إن عديد مقاتلي داعش يقارب الـ 100 ألف، صحيفة الاندبندنت البريطانية نقلت عن الجنرال "مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان في كردستان أن 200 ألف عنصر يقاتلون في صفوف داعش.
استحداث أساليب الانتقام
برع تنظيم داعش الإرهابي في ارتكاب الجرائم التي يشيب لها الولدان، واخذوا يتفننون في إعدام الرهائن والأسرى، كان أشهر تلك الجرائم إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، حيث قام التنظيم بإحراق الطيار حيا بعدما سقطت طائرته خلال عمليات قوات التحالف ضد داعش قرب مدينة الرقة.
ونشر التنظيم إصدارا مرئيا، تناقلته مواقع مقرّبة من جماعتها على شبكة الإنترنت يظهر عملية إحراق الكساسبة، فقد طالبت داعش بالإفراج عن السجينة ساجدة الريشاوي التي حكمت بالإعدام بعدما شاركت في تفجيرات عمان، عاصمة الأردن، عام 2005 في مقابل الإفراج عن الكساسبة، ولكن فشلت جميع عمليات التفاوض لمقايضة الكساسبة بالسجينة ساجدة الريشاوي فتم إعدامه حرقا.
وفي جريمة أخرى نشر تنظيمداعش الإرهابي، إصدارا مرئيا يظهر قيامه بإعدام 16 شخصًا في شمال العراق بتهمة "التجسس" بالتعاون مع القوات العراقية في تقديم إحداثيات عن مواقع له تعرضت بعد ذلك للقصف الجوي، مستخدمًا وسائل وحشية جديدة شملت الحرق داخل سيارة والإغراق وفصل الرءوس باستخدام متفجرات.
واقتاد عناصر من التنظيم المجموعة الأولى التي ضمت أربعة أشخاص مقيدي اليدين والرجلين، إلى داخل سيارة قبل أن يقفلوا أبوابها، وقام عنصر ملثم بإطلاق قذيفة صاروخية باتجاه السيارة التي احترقت بفعل الانفجار.
أما الجزء الثاني، فاظهر عنصرًا ملثما يقتاد خمسة أشخاص إلى داخل قفص من الحديد، قبل أن يغلقه بقفل، وترفع رافعة القفص وتغرقه في بركة سباحة، وجهز القفص بكاميرتين صورتا معاناة الأفراد الخمسة تحت الماء، قبل أن يرفع مجددا وتبدو فيه خمس جثث.
أما المجموعة الثالثة فكان أفرادها السبعة جاثمين على ركبتيهم جنبا إلى جنب في ما يبدو أنه سهل، قبل أن يقوم عنصر ملثم بلف حبل ازرق اللون حول رقبة كل منهم، واظهر التسجيل الحبل ينفجر، ما أدى إلى انفصال الرءوس عن الأجساد وتصاعد غبار كثيف.
وسبق للتنظيم أن نشر مواد دعائية تظهر قيامه بتنفيذ عمليات إعدام بحق مئات الأشخاص على الأقل، من خلال الذبح والحرق وإطلاق النار والرجم والرمي من مبان مرتفعة.
وارتكب التنظيم جريمة بشعة بحق عنصرا من القوات السورية حيث ظهر في شريط فيديو مصور وهم يعدمون الرهينة دهسا بواسطة دبابة وكان يرتدي "اللباس البرتقالي" ويجثو على ركبتيه".
أبرز عمليات التنظيم
أعلن تنظيم "داعش" على مدى عام 2015 عن تنفيذ عشرات الهجمات الإرهابية حول العالم، والتي تركز أغلبها في منطقة الشرق الأوسط، وتبنى "داعش" العديد من الهجمات التي لم يثبت تورطه بشكل مباشر في تنفيذها، بل نفذها أنصاره أو أشخاص يعتنقون فكر التنظيم.
ونرصد فيما مجموعة من أبرز الهجمات حسب التسلسل الزمني:
9 يناير:
مقتل أميدي كوليبالي، المتورط في الهجوم على صحيفة "شارلي إبدو"، بعد قتله 4 رهائن في متجر يهودي بباريس.
27 يناير:
هجوم على فندق في طرابلس بليبيا يخلف 10 قتلى، من بينهم 5 أجانب.
29 يناير
سيارة مفخخة تستهدف نقطة أمنية في سيناء، وتخلف 26 قتيلا وأكثر من 40 جريحا.
14 فبراير:
مسلح يهاجم منتدى لحرية التعبير، ويطلق النار قرب كنيس يهودي بالدنمارك، ما أدى لمقتل شخصين وجرح خمسة من عناصر الشرطة.
15 فبراير:
تنظيم داعش يبث مقطع فيديو لعملية قطع رءوس 21 قبطيا مصريا في ليبيا.
18 مارس:
هجوم على متحف باردو في تونس يخلف 23 قتيلا من بينهم عدد من السياح الأجانب.
20 مارس:
تفجير مسجدين في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 137 شخصا وجرح نحو 357 آخرين.
18 أبريل:
تفجير انتحاري أمام بنك في جلال أباد بأفغانستان ما أدى إلى مقتل 33 شخصا على الأقل.
3 مايو:
فتح مسلحان النار خارج موقع مسابقة لرسم كارتوني للنبي محمد في دالاس. قتل المسلحان وجرح شرطي.
22 مايو:
تفجير انتحاري يقتل 21 شخصا في مسجد الإمام على في القديح بالسعودية.
26 يونيو:
مسلح يقتل 38 شخصا على الأقل ويجرح 40 آخرين في هجوم بمنتجع في سوسة بتونس.
20 يوليو:
تفجير انتحاري يقتل أكثر من 30 شخصا في تركيا قرب الحدود مع سوريا.
10 أكتوبر:
انفجاران في أنقرة بتركيا يخلفان 97 قتيلا على الأقل و250 جريحا.
31 أكتوبر:
قنبلة تفجر طائرة ركاب روسية فوق سيناء ما أدى إلى مقتل 224 شخصا.
12 نوفمبر:
تفجيرات انتحارية في بيروت بلبنان تؤدي إلى مقتل 43 شخصا على الأقل، وجرح 239 آخرين.
13 نوفمبر:
سلسلة من الهجمات على 6 مواقع في باريس تخلف 130 قتيلا على الأقل وأكثر من 350 جريحا.
2 ديسمبر:
أطلق سيد فاروق رضوان وزوجته تاشفين مالك النار ما أدى لمقتل 14 شخصا وجرح 21 في سان برناردينو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
إنجازات داعش في 2015
1- توريط البريطانيين
نجح تنظيم داعش الإرهابي في جذب العديد من الشباب البريطاني للقتال في صفوفه، مثل الطالبات أميرة عباس، وجميما بيجوم، وزوجة الجنيد حسين، فضلًا عن الجهادي جون محمد إموازي، كويتي الجنسية.
2- ضرب السياحة
ألقى "داعش" بظلاله على الدول العربية التي فشل في دخولها، مثل مصر وتونس، من خلال شن هجمات إرهابية هدفها ضرب السياحة، إذ فتح المسلح سيف الدين رزقي، النار على سياح منتجع سوسة التونسي، ما أسفر عن مقتل 38 شخصًا، وذلك في يونيو الماضي.
وادعى "داعش" أيضًا أنه أسقط الطائرة الروسية "إيرباص 321" في سيناء، 31 أكتوبر الماضي، ما أسفر عن مقتل 224 شخصًا، وترتب عليه تعليق روسيا وعدد من الدول الأوروبية رحلاتها لمصر.
3- إرهاب باريس
تمكن التنظيم من تغيير الصورة الذهنية عن العاصمة الفرنسية باريس «مدينة النور»، إلى المدينة المستهدفة من الجماعات الإرهابية، بدءًا من قتل 11 شخصًا في هجوم على مكاتب المجلة الساخرة "شارلي إبدو"، إلى هجوم سوبر ماركت، يوم 9 يناير، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص واحتجاز عدد من الرهائن.
والحدث الأكبر كان في نوفمبر الماضي، عندما نفذ داعش هجمات إرهابية منسقة ومتزامنة، في 6 مواقع بباريس، قُتل فيها 130 شخصًا تقريبًا.
4- الوصول لأمريكا
أبرز عمليات «داعش» في الولايات المتحدة، كانت في ولاية كاليفورنيا، عندما فتح الزوجان "تشفين مالك" و"سيد فاروق" النار على 14 شخصًا، في سان بيرناردينو.
وشجع تواجد التنظيم في أمريكا المرشح للرئاسة الأمريكية "دونالد ترامب"، على الدعوة لحظر دخول المسلمين الولايات المتحدة، بل وتعقب المسلمين المقيمين فيها.
5- توحيد العالم
ومن أهم إنجازات «داعش»، في 2015، توحيد القوى العالمية في مواجهة الإرهاب، إذ تمكنت القوات العراقية من استعادة العديد من الأراضي بغطاء من قوات التحالف الدولي، كما اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قرار التدخل عسكريًا في سوريا.
وفي سلوك همجي لا يفرق بين البشر والحيوان والجماد، ولا يفرق بين سني أو شيعي أو مسيحي أو أي ديانات ومذاهب، نشر تنظيم "داعش" فيديو جديدا يظهر عملية حرق 4 أشخاص من الشيعة، وهم أحياء، بتهمة الجاسوسية.
ويظهر في الشريط الأشخاص الأربعة وهم يرتدون الزي البرتقالي ويقرون بأنهم من محافظات ذات غالبية شيعية، وينتمون إلى ميليشيات الحشد الشعبي العراقي، والذي يقاتل إلى جانب القوات الحكومية.
وبدا هؤلاء الأشخاص في المقطع وقد قيّدت أيديهم وأرجلهم بسلاسل في عمود خشبي والنيران مندلعة أسفلهم حتى التهمت أجسادهم بالكامل.
يسعى "داعش" من خلال نشر تلك المشاهد المؤسفة إلى نشر الخوف والصدمة وتثبيت سطوته على المناطق التي يسيطر عليها، والتي يطبق فيها تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية.
