الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

هشام أباظة: لن نتخلى عن تكفير الحاكم


هشام أباظة، أحد
هشام أباظة، أحد القيادات التاريخية لجماعة الجهاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
· نعمل بالسياسة لتشكيل شخصية إسلامية للدولة
· سيد إمام قضى على جماعة الجهاد
· سنقف مع الجماعة الإسلامية لمقاومة الرئيس الديكتاتور
· أقول للإسلاميين بعد 30 يونيو: لا تكابروا وتتمسكوا بوهم كاذب
· الجهاد فكرة لا يجوز إلغا ؤ ها.. والتسرع في التكفير خطأ فادح
“,” “,”
أكد هشام أباظة، أحد القيادات التاريخية لجماعة الجهاد، أن الفكرة الجهادية ليست وليدة اللحظة بل قديمة، مشيراً إلى أن التكفير موجود ويتمثل في تكفير الحاكم وانتظار الحاكم الديني، وأن تنظيم الجهاد يعمل في السياسة لتشكيل شخصية إسلامية للدولة، مؤكداً عل ى وقوف جماعة الجهاد مع الجماعة الإسلامية في مقاومة الحاكم الديكتاتور، وأشار أباظة إلى أن سيد إمام قضى على جماعة الجهاد حين قال: انتهينا من تكفير الأعوان وبقي تكفير الإخوان.
في هذا الحوار يطلعنا أباظة على التحول المهم لجماعة الجهاد من تنظيم سري عسكري، إلى حزب يمارس السياسة، وأسباب هذا التحول، ويجيب على السؤال الأهم، هل انتهى العمل العسكري للجماعة إلى الأبد؟.. وإلى نص الحوار..
أطلقتم أكثر من مبادرة، لكنها كلها كانت تدور في فلك واحد هو عودة مرسي، رغم أن ذلك بعيد عن الواقع تماماً؟
- بخصوص المبادرات أنت تعلم أن السياسة فن ومكر ودهاء هم يعتقدون أنهم برفضهم لنا، يدفعوننا للمربع الذي يريدوننا فيه، أو نسبة التنازلات تكون أكبر لكن ذلك لن يحدث، ومن يتوقع حلا ً خارقاً سريعاً للأزمة في مصر، فإنه لن يجده.
لماذا لا تعترفون بأخطائكم أولاً قبل طرح مبادرات لحل الأزمة؟
- نحن نعرف أن الأحداث أرجعت الدعوة سنوات طويلة إلى الوراء، وأحدثت فجوة كبيرة بين الإسلاميين وبين الناس، لكن الفرصة غير مواتية الآن للمراجعة .
ألا ترى أن الجماعات الجهادية مختلفة، وأنه أصبح من الصعب قراءة سلوك سياسي على الأرض ؟
- الفكرة الجهادية ليست وليدة اللحظة بل هي قديمة، وتوجد مجموعات لا علاقة لها بالتنظيم، وتنادي بالفكرة، والمنحنى الجهادي بعد الثورة يهبط ويصعد، لأننا نتنظر ونقف، كي نبلور سلوك الحاكم، ونعرف ما هو سلوكه الجديد، وهل يتوافق مع الإسلام أم لا، وتعدد أفكار الجهاد يرجع إلى الحاكم، وفكرة التنظير تأخذ فترة، فالبعض يقولون إننا لن نتمرد، وآخرون يقولون نعطي له فرصة، وآخرون لا يتحركون إلا بعد أقصى درجة في الديكتاتورية .
هل هذا هو ما أدى إلى الانشقاق بينكم؟
- الانشقاق يحدث في الأغلب بسبب الارتباك في تفسير حالة الحاكم، مثلما حدث في السبعينيات، والثمانينيات، وتتكرر نفس الأخطاء حول تفسير الحاكم، هل يحكم بما أنزل الله، أم لا، وفكرة ظلم الحاكم والكفر البواح، وهناك من يطلق الحكم المطلق للشريعة، ويحدث النزاع بين التيارات، واحد يفسر الجهاد على الحاكمية، وآخر يفسره على الحدود، وآخر على سيطرة الحاكم من أول وهلة وتغييره ما هو مخالف مثل الكازينوهات، وساعتها يحكم على الحاكم، وتفترق التنظيمات، وهذا حدث معنا أيام السادات، ومبارك وفي عهد مرسي .
لكن هناك بالطبع الاختلافات حول الاستراتيجية لجماعة الجهاد؟
- بلا شك، فهناك تفسيرات حول الاستراتيجية التي أرادها البعض زمان مثل مجموعة “,”علوي“,” من خلال الجيش، وآخر أراد التغلغل داخل الجيش والدعوة بين الشعب، لكن في الحقيقة أن أفكار التكفير التي طرأت على جماعة الجهاد هي ما قسمت الجماعة .
هل كانت أفكار التكفير طارئة، أم كانت موجودة في أدبيات ومرجعيات الجماعة الفقهية؟
- أفكار التكفير موجودة من البدايات مثل تكفير الحاكم، والانتظار لتطور الحاكم الديني والسياسي، لكن محطة شكري مصطفى كانت مهمة حيث أثر على التيار الجهادي كله، لأن التنظيمات تتجاذب بعضها بعضا، وفكر شكري كان منظراً في أبحاث، ولما فشل، بدأت هذه المجموعات تنفصل عن التكفير، ودخلت إلى جماعة الجهاد، وحملت ملامح جديدة لها مثل مجموعات دمياط.
هل الآن مجموعتكم التي مارست العمل السياسي في الحزب الإسلامي تؤصل لفكرة الجهاد دون تكفير؟
- نحن من البداية لم نؤصل لفكرة التكفير، فنحن امتداد لأفكار حسن الهلاوي وسالم الرحال اللذين أصلا لفكرة القتال دون تكفير، والقتال حول الحرية للأمة، وحول السلوك السياسي للحاكم، لكن “,”الملأ“,” كان قضية جوهرية في تنظيم الجهاد، فهناك قطاع كبير يكفرون “,”الملأ“,” وهم من يلتفون حول الحاكم الفرعون، وداخل السجون تبادل الفريقان الأفكار، وساهم القهر في انتشار فكرة التكفير .
كيف كنتم في جماعة واحدة تتباين فيها الأحكام الفقهية ما بين التكفير والعذر بالجهل؟
- لم نكن متوحدين، ولكن الفكرة وحدتنا، فكرة التكفير، والحريات، والجهاد، وبمجرد انتهاء الحدث الذي جمعنا يدافع كل واحد عن فكرته، لكن وقت المعركة يحتفظ كل فريق بأفكاره ومعتقداته في قلبه وعقله، وهو ما جرى داخل سجون مبارك، فينظر كل فريق من المنظور الذي دخل به، وبعد الخروج من السجون عاد كل فريق لأصله، ودائماً أنا أقول إن القتال يسبق التنظير داخل الجماعات الإسلامية .
هل كان يدرك الأمن هذه الفروق عندما كان يتعامل معكم ؟
- التصنيف الأمني كان شيئاً، وأفكار الناس كانت شيئا آخر، فمثلاً فكرة العذر بالجهل، والتعامل مع النصوص بجمود، لا علاقة لها بالأمن، وستكون موجودة طالما لا يوجد اتفاق حول الشخصية المصرية، وسيحدث اختلاف، حول من يحيط بالنظام الذي لا يطبق الشريعة، هل هم مسلمون؟ هل هم طائفة ممتنعة؟ وماذا عن الأعوان؟ وستظل الأفكار القديمة مستمرة.
كيف نصف التمايز بينكم وهل نستطيع التفريق بينكم وبين السلفية الجهادية ومجموعات سيناء الآن؟
- الفروق بيننا ستلاحظها بمسائل التكفير، التي دخلت للجماعة على يد سيد إمام الذي اعتبر هو من قضى على جماعة الجهاد، ولهذه قصة فالظواهري اشترك في 81 بعدما قتل السادات، وكان الجهاد منقسما حول الاستراتيجية، وخرجوا بنفس الانقسام، فيما يتعلق بالتصنيف الشرعي، وأننا لا نستطيع أن نخرج على الحاكم، وأننا لا نملك القدرة، كما كان هناك تصور للفكر الجهادي في مصر، أدخله مؤسس حركة الجهاد الفلسطينية الدكتور فتحي الشقاقي، أن القضية الفلسطينية هي المركزية، والصراع ليس مصرياً بل عالمياً، والوصول للحكم عن طريق الثورة الشعبية، واختلف تنظيم الجهاد حول الخروج على الحاكم، هل هو ثورة شعبية مطلقة، أم انقلاب، أم حرب عصابات، وثورة شعبية مدعومة بعناصر عسكرية ومدنية، ونظر الظواهري لفكرة تنظيم الجهاد الواحد، بغض النظر عن هذه الاختلافات، واجتمعنا حول مقاتلة الروس، لكن سيد إمام طرح فكرة تكفير الأعوان، مجلس الشعب والضباط، وحدث تصدع داخل التنظيم، وتكون بعدها تنظيم القاعدة، على يد عصام جيد، وأبو عبيدة البنشيري .
ونحن مقتنعون أن طرح فكرة تكفير الأعوان، هو ما دمر تنظيم الجهاد، كما أن فكرة غير المقدور عليه، وهل يكفر أم لا، صدعت التنظيم أكثر، وكانت هناك مجموعة القاعدة التي لا تفكر في ذلك فانفصلت عن الجماعة وانضمت لبن لادن، وأيمن الظواهري استمر، حتى دخل القاعدة بعدها، وما بين هؤلاء وهؤلاء، دمر إمام التنظيم، وكانت الطامة حين قال انتهينا من تكفير الأعوان وبقى تكفير الإخوان، وقالوا علينا إننا خنا الفكرة، وحدثت مواجهة بيننا وبينهم، ولما دخلنا السجون قلنا إننا لا نكفر، فقالوا إننا تراجعنا عن فكر تنظيم الجهاد، وهذا غير صحيح، فنحن جماعة الجهاد، وليس عشوش أو سيد إمام، بل هم من غالوا وأفرطوا، وجماعة الجهاد لم تكن معنية بالقتال ضد حسني مبارك، وكنا لا نحمل سلاحا، فكيف نراجع أنفسنا في أشياء لا نعمل بها، ولما قلنا بذلك بدأوا لا يعذروننا ويكفروننا .
هل هذه الخلفية هي السبب التي جعلكم تتحولون للعمل السياسي؟
- التحول للعمل السياسي حدث بعد الثورة، من أجل المساهمة في تشكيل شخصية مصرية جديدة، ناس تقول مفيش دستور، وناس تعمل لجنة دستورية، وحينما تستقر الأمور نرى ماذا نفعل، رؤيتنا أن الدولة تتشكل من جديد قانونيا وسياسيا، وارتأينا المشاركة كي نكون فاعلين، ولم تكن هناك دواع للتكفير أو إعلان الحرب علي الدولة .
هل دخولكم للعمل السياسي، ألغى فكرة القتال والجهاد؟
- فكرة القتال لا تلغى، فعندنا أثيوبيا مثلاً، وإسرائيل، أيضا الجهاد قائم ضد الحاكم الذي نتيح له الفرصة، فإذا لم يطبق الشريعة نطالب بإزاحته، لكننا في مرحلة تكوين أردنا أن نكون فاعلين فيها.
كان للقتال والمواجهة فلسفة، فما هي فلسفة العمل السياسي؟
- جماعة الجهاد كما هي لكنها تمارس العمل السياسي لتحقيق تشكيل شخصية إسلامية للدولة، وإذا حدثت ممارسات غير صحيحة، سنرى من سيتقلد الأمور، وهل سيمارس الديكتاتورية والعنف ضد معارضيه، وساعتها سنفكر وندرس في الجهاد من جديد، وهذا ليس بين يوم وليلة .
وماذا عن فكرة التكفير؟
-فكرة التكفير لها ضوابط، والمسارعة في التكفير خطأ فادح .
ما الفرق بينكم وبين الجماعة الإسلامية الآن؟
-أصبحنا قريبين من الجماعة الإسلامية جدًا، وكنا نتميز عنها بالعمل السري وكل هذا انتهى، لكن هناك أماكن في العالم نتعامل فيها بسرية، مثل سوريا مثلاً، وما يتعلق بشخصيتنا، هو الاصطفاف الوطني الذي نحاول أن ندشنه، وساعتها سنقف معاً في مقاومة الحاكم الديكتاتور.
كيف ترى حل مشكلة الإسلاميين الآن بعد 30 يونيو؟
- أرى أن بداية الحل تتمثل في أن يستوعب الإسلاميون الصدمة، وألا يكابروا وينكروا الواقع، ويتعلقوا بآمال وهمية.