"مكت رع" هو خازن بيت مال الملك وحامل الختم، في عصر الملك "منتوحتب الثالث"، وتعرضت مقبرته للسرقة والنهب ولم يتبق منها إلا القليل.
وقال الباحث الأثري محمد حماد: إن بعثة متحف "المترو بوليتان" عثرت على مقبرة "مكت رع"، في عام 1922م حين كشف الأثري "وينلك" عن وجود سرداب لم ينهب وكان مخصصًا لحفظ تماثيل ووضع فيه تماثيل وماكيتات للخدم وأصحاب الحرف والصناعات.
وأوضح حماد، أن المقبرة المكتشفة تتكون من تمثالين لسيدتين ترتديان ملابس ملونة بألوان زاهية، وتحملان القرابين على رأسهما وفي يد كل منهما أوزة حية وترتدي السيدتان الشعر المستعار ورداء طويل (تمسكه حمالتان عريضتان) تغطيان الصدر اللذي يزينه الخرز الملون، والرداء جميل مزين بالزخارف، وتضعا الخلاخيل بأرجلهما، وأفراد يمسكون مبخرة وإناء ونسيج من الكتان سيدات تعمل بالنسيج في مكان مخصص لصناعة النسيج، ويحضرن الكتان ويضعنه في إناء في حين تقوم ثلاثة أخريات بغزله ويقفن ثلاثة أخريات وفي يدهن اليسري مغزل تحركه باليمنى ونساء أخريات ينسجن على "نولين"، وأعمال النجارة، حيث يقوم البعض بسن الآت النجارة بجانب صندوق كبير يضم المناشير والأزاميل وباقي أدوات النجارة تحت الجزء المسقوف، وفي الجزء غير المسقوف نرى النجارين يقومون بقطع الأخشاب ومن ثم صقلها وتقطيعها إلى ألواح ونرى آخر جالسًا ويقوم بثقب الخشب.
ولفت الباحث الأثري إلى أنه تم العثور على صورة "مكت رع" في ردهة أمام بيته ومعه ابنه وبجواره أربعة كتبة يقومون بالتدوين وأمامه المواشي يتم عمل إحصاء لعدد المواشي ويقف رئيس الرعاة منحنيًا لتقديم التقرير بينما يقوم العمال بتنظيم سير المواشي، كما عثر على العديد من النماذج للسفن والقوارب التي تجري في البحر والنهر والمستنقعات، ونرى في سفنه الملاحين والرعاة والرماة والظباط، ونرى في بعضها السفن الشراعية والبحارة يشدون حبال الشراع، وسفن للصيد بها رجلان يجدفان وفي وسط القارب صيادو الأسماك وهم يجرون شبكة الصيد.
