الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بدل السكوت التاريخ لا يتكرر إلا مع الأغبياء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في فيلم “,”رصيف نمرة خمسة“,” للمخرج المبدع نيازي مصطفى، مشهد طريف حين يكتشف الصول “,”فريد شوقي“,” أن صديقه “,”زكي رستم“,” هو المجرم الحقيقي وزعيم العصابة، ويذهب إليه في المسجد، فيقف “,”زكي رستم“,” ويرفع يديه ليصلي مرة أخرى، فيقول له “,”فريد شوقي“,”: “,”لا يا عم.. عملناها قبلك“,”، قاصدا مشهدا له في فيلم “,”جعلوني مجرما“,” عندما هرب من الشرطة قفزا من النافذة بعد أن تظاهر بإقامة الصلاة.
المشهد العبقري يترجم لفكرة مهمة، وهي أن تكرار الحيل واستعادة نفس الأساليب ينم عن فشل ذريع، وضعف عام، وعدم قدرة على قراءة الواقع السياسي المحيط.
وبالمناسبة إن حزب الحرية والعدالة- الذي ليس له من اسمه نصيب- أعلن اعتزامه إصدار كتاب أسود لتقييم أداء الرئيس عدلي منصور ورئيس حكومته الدكتور حازم الببلاوي خلال مائة يوم، وقال صهيب سياف عضو اللجنة الإعلامية للحزب: إن الكتاب يتحدث عن زيادة الأسعار، واختلال الأمن، وانتشار عمليات السرقة والخطف، فضلاً عن التردي الاقتصادي الجاري.
والواضح أن الكتاب الأسود- برمته- فكرة قديمة قد تعود لزمن الصراعات السياسية فيما قبل يوليو 1952، إلا أن استعادتها بمناسبة مرور مائة يوم على حكم جديد، يذكرنا برجل وعد الناس بحل مشكلاتهم خلال مائة يوم وأخلف، وتعهد بتدفق المليارات على مصر خلال مائة يوم وفشل، وأكد تحقيق الأمن والنظافة والانسياب المرورى، وحل مشكلة الطاقة خلال ذات الفترة، ولم يحدث شيء.
المؤسف أن ما حدث في زمنه كان تدهورا سريعا ومزريا في كافة الخدمات، وفشلا واضحا في أداء حكومته، وانهيارا تاما على مختلف الأصعدة، كان ذلك الرجل هو الرئيس المعزول مرسي الذي صار أكثر الشخصيات كراهية لدى الناس بعد أقل من مائة يوم، وكان الملفت أن حزب الحرية والعدالة أصدر وقتها تقريرًا “,”مفبركا“,” عن تحسن الخدمات، واستقرار الأمن، وتراجع الأسعار.
يصور الحزب المتأسلم أن إصدار كتاب أسود عن النظام الحالي يمكنه أن يحرك الجماهير الغفيرة لضرب الاستقرار، ودلق الحبر الأسود على خارطة الطريق السياسية اعتقدوا- وكم أخطئوا الاعتقاد- أن تقليد النضال الشعبي ضد مرسي بنفس خطواته مع المستشار منصور والدكتور الببلاوي ممكن!!
لقد كان الإخوان المسلمون دائما يعانون من سوء تقدير لذكاء الناس، لذا فقد كانت معظم حساباتهم خاطئة، إن تحسن خدمات الأمن والعمل والرقابة على الأسواق والسلع واضح وجلي للجميع، وإن كانت هناك بعض المشكلات فهي مجرد توابع “,”تلخبطات“,” حكومة الإخوان، لم يكن هناك أمن ولا أمان، وصار الآن هناك بعض الأمن، لم تكن هناك خطة واضحة للأداء الاقتصادي، وصار لدينا خطة تفصيلية حققت أداء معقولا في وقت عصيب جدا، لم تكن هناك بسمة أو روح لدى الغلابة والعامة، واليوم عادت البسمة يوم 30 يونيو، يوم خرج الناس ألفافا ليعيدوا وطنهم.
إنني لا أكرر عبارة فريد شوقي في فيلم “,”رصيف نمرة خمسة“,” عن كتاب الإخوان الأسود بأننا “,”عملناها قبلكم“,”، وإنما نقول لهم عبارة إبراهام لنكولن الشهيرة بأن “,”التاريخ لا يكرر نفسه إلا مع الأغبياء“,”.