الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إلى وزير الداخلية.. مصر أهم من الأُلتراس والأهلي والزمالك

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استطاعت وزارة الداخلية أن تتعامل مع الخارجين على القانون، من رابطة مشجعى «الألتراس» قبل مباراة الأهلى وسموحة، التى أقيمت باستاد بتروسبورت بحكمة واقتدار، حيث كان يقيم فريق الأهلى فى أحد الفنادق القريبة من إقامة المباراة، وحاول مشجعو الألتراس بالبلطجة وبأسلوب غير مسئول، أن يمنعوا فريق الأهلى من ركوب الأتوبيس، بهدف عدم إقامة المباراة، وتأخرت المباراة لأكثر من ساعة ونصف الساعة، حتى وصل فريق الأهلى فى مواصلات مختلفة، ونجحت الأجهزة الأمنية فى إقامة المباراة، وقد تعاملت أجهزة الشرطة مع هذا الموقف المؤسف، وغير المسئول بحكمة وحنكة، خاصة أن الفندق الذى كان يقيم فيه الأهلى، وشهد هذا السلوك غير المتحضر ممن يسمون أنفسهم الألتراس، كان ينزل بهذا الفندق بعض السياح العرب والأجانب.
والسؤال: هل ما حدث كان جزءًا من مؤامرة استهداف الشرطة، كما حدث من قبل فى مباراة المصرى والأهلى ببورسعيد التى استشهد فيها 72 مشجعًا أهلاويًا، أو مثلما حدث فى مباراة الزمالك وإنبى التى استشهد فيها 20 مشجعًا زملكاويًا؟.
وأعجبتنى تصريحات المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية اللواء أبوبكر عبدالكريم، مساعد الوزير للعلاقات والإعلام، عندما أكد أن وزارة الداخلية تعاملت مع الخروج على النص للألتراس بعقلانية، ولكن الخارجين على القانون، سوف تتم محاسبتهم وتقديمهم للنيابة العامة.
وفى تقديرى أن وزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار، لديه مسئوليات جسام أهم من «الألتراس» وأهم من الأهلى والزمالك.. لديه وطن يقع عبء الحفاظ على أمنه القومى على خير أجناد الأرض: الجيش والشرطة بعدالة القضاء والشعب المصرى حائط الصد للمؤامرات والنكايات.
ووزارة الداخلية لن تكون «مخلب قط» أو «شماعة» للمؤامرات والتجاوزات والخروج على القانون، من قبل تنظيمات وحركات وروابط أندية تسعى لإشاعة الفوضى فى البلاد وتهديد العباد، وأظن أن الألتراس يجمع بينه وبين التنظيم الإرهابى للإخوان العديد من المفردات، منها إشاعة الفوضى وعدم احترام القانون وكراهية المؤسسة الأمنية، وأظن أيضًا أن مثل هذه الروابط قد أساءت لجمهور كرة القدم الذى ساند الكرة المصرية فى الكثير من المحافل والانتصارات.
ولو كنت مكان وزير الداخلية لاتخذت قرارًا فوريًا بعدم تأمين الوزارة للمباريات، ومن الممكن لوزارة الشباب واتحاد الكرة والأندية الاستعانة بشركات أمن لهذا الغرض، ويكفى الشرطة عبء مكافحة الإرهاب والجريمة بجميع أشكالها.
أما الأحداث المؤسفة التى قام بها مشجعو «الألتراس» وعدم احترام سيادة القانون، وبث الرعب وإشاعة الفوضي، فهى تشبه إلى حد كبير تصرفات الجماعة الإرهابية التى اخترقت بعض روابط الأولتراس خاصة الإرهابى خيرت الشاطر نائب المرشد الجاسوس.
ولابد لوزارة الداخلية أن تضرب بيد من حديد الخارجين على القانون، والذين يسعون لنشر الفوضى الخلاقة، وإثارة الرأى العام بالحشد من أجل ٢٥ يناير، وأنا على يقين أن هذا الحشد هو حشد فقط على المواقع، لأن شعب مصر وثق فى قيادته السياسية، واختارها بالأمر للحفاظ على الدولة الوطنية المصرية، والشعب يساند أبناءه المخلصين من رجال الجيش والشرطة وفوضهم لاقتلاع جذور الإرهاب والمؤامرات.
ولا يزال الشعب المصرى العظيم يتذكر أعظم انتصاراته فى ٣٠ يونيو، عندما استشعر الخطر يهدد أمن وسلامة البلاد، خرج إلى الشوارع والميادين أسقط الحكم الفاشى للجماعة الإرهابية وأفشل المؤامرة الصهيو ـ أمريكية المدعومة من عملاء قطر وتركيا وحماس لتفتيت وتقسيم مصر.
ومصر لديها كل الثقة فى قواتها المسلحة وشرطتها الوطنية، على مواجهة التحديات والمؤامرات، وسوف تنتصر مصر لأنها تبنى وتعمر، وسوف ينهزم الإرهاب لأنه يهدم ويخرب.
وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه للأمة بمناسبة المولد النبوى الشريف: «الجندى الذى يستشهد عشان ٩٠ مليون مواطن يعيشون».
ولا يزال حماة الوطن من رجال القوات المسلحة والشرطة، يحمون أرض الكنانة، وبفضل شجاعتهم وتضحياتهم، نعيش الآن فى أمن واستقرار، والشرطة قدمت منذ ٢٠١١ وحتى اليوم أكثر من ١١٠٠ شهيد من الضباط والجنود، بالإضافة إلى شهداء القوات المسلحة، ويقينى أن «بيادة» الضابط أو الجندى فى الشرطة أو الجيش، هى أفضل عند كل المصريين من كل الخونة والعملاء والإرهابيين والمتاجرين بالأوطان بثمن بخس، مليارات الدولارات، لكن الشعب كشفهم وفضحهم وعرفهم، ويا ويلهم من الشعب قريبًا.