الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

بالفيديو.. "سامعينك" في الدقهلية.. أطفال "اللطايفة" للرئيس: أنقذنا من الغرق في الرشاح

أطفال اللطايفة
أطفال "اللطايفة"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طيور جاءت إلى الدنيا لتحلق بجناحي البراءة والأمل، في فضاء رحب فردوا ذراعيهم للحياة علها تجد لهم متسعا لأحلامهم الغضة، ورود تفتحت في ربوع الريف البسيط الذي تحلي بالطهارة والبساطة وامتزجت فيه هموم الجميع مع الأفراح، أطفال لم يحظوا بالفتات من الاهتمام، لم تلتقط ملامحهم العدسات ولا ميكروفونات من يتحدثون ليل نهار عن حقوق الطفل في المحافل الداخلية والخارجية، شمس لم تر النور بعد تنتظر من يحجب عنها سحب وغيابات الإهمال والتقصير باتت أحلامهم معلقة وهاهم على مقاعد الانتظار يترقبون، أنهم أطفال وقرى محافظة الدقهلية.
في زيارة امتدت لساعات داخل أروقة ريف عزب وقري محافظة الدقهلية، قمت بها أنا والزميل عبد الله المصور بدأناها من موقف "عبود" متجهين لموقف المنزلة –دقهلية، حيث حطت أقدامنا عند مركز سلسيل فوجدنا وفدا ينتظرنا من أهالي قرية اللطايفة ممن اصطحبونا للقرية التي تضم آلاف البشر المنسيين لأكثر من 15 عزبة لا يعرف عنها المسئولون سوي الأسماء، وبناء على طلب من الأهالي البالغ عددهم 20 ألف نسمة أو يزيد، توجهنا حيث يسكن الأحياء الأموات بلا أدنى خدمات تذكر، لبينا النداء منطلقين بين البيوت التي لازالت على فطرتها من الطين وبين السواقي التي تتسابق على ري النباتات، والطبيعة القروية النقية التي لوثثتها أياد لم تتحمل قسطها من المسئولية، لكن شيئا تملكني أثناء السير في وجوه الأهالي الذين طالبونا بالزيارة، حالة من الحزن والاستياء الممزوج باللوم والعتاب وكأن لسان حالهم يقول "أين أنتم ولماذا تركتونا وسط كل هذا الكم من الإهمال"، فعلمنا أن الجرح كبير والمشكلات أكبر وأن فقراء" اللطايفة "قد سقطوا سهوا من قوائم المسئولين ورؤساء المحليات ممن على رءوسهم الطير.
هنا في عزبة" اللطايفة" مركز سلسيل - محافظة الدقهلية، وقبل أن نبدأ لقائنا مع الكبار التقطنا الصغار ببراءتهم المعهودة فاستوقفونا لعمل أحاديث صحفية معهم والاستماع لشكواهم وعن أقصى أمنياتهم في الحياة تحدثوا بابتسامات عريضة تحدت مرارة الإهمال الذي تعايشوا معه من أجل مواصلة الطريق للغد.
ماهى أمنياتكم أو مطالبكم سؤال طرحناه على أطفال "اللطايفة" فاذا بالأطفال يكونون دائرة على الفور وضع كل منهم ذراعه على كتف صديقه الملاصق وطأطئوا الرءوس في حلقة دائرية خرجت منها همهمات لم توشي بالحديث وكأن هناك أمرا هاما استدعى التشاور في الحال، وبعد ثوان معدومة انفرجت الدائرة واصطف الأطفال وطلبوا منها فتح الكاميرات وإذا بهم وبصوت جماعي على قلب طفل واحد يقول "عاوزين نادي نلعب فيه يا ريس، عاوزين مركز شباب يا ريس، رددوها 3 مرات ثم انهوا الحديث بابتسامتهم المعهودة".
أما محمد ومروان فلم يشغلهم وجود مركز الشباب بقريتهم الفقيرة بقدر ما شغلهم التفكير العملي وطلب إماطة الأذى عن الطريق، حيث قالا: "الطريق وحش أوي مليء بالقمامة والقاذورات والمخلفات والدبش هنا دا غير العربيات اللي رايحه جاية، الطريق ضيق جدا وموجود فيه منزلق كبير بنقع منه واحد ورا التاني في الرشاح وأطفال كتير وعربيات كارو وموتوسيكلات غرقت بسبب المنزلق دا، نفسنا المسئولين "يدبشوا "الطريق لأن نهايته المدرسة وكل شوية يغرق مننا عيل ولا اتنين.
"أبويا مسافر زي معظم الأطفال هنا، يأتي إلينا شهر كل عام، ولا توجد في القرية أي وسائل ترفيه، العيال الصغيرة 10 و12 سنة هنا وبتشرب سجاير وتقعد على القهاوي يا أبلة، لو عندنا نادي حلو مش هنسيب القهوة ونروح نتريض فيه"، سؤال منطقي طرحه العبقري الصغير "عبد الله".
أما فتحي وعبد الرحمن وآدم، فانحصرت مطالبهم في التقاط صور جماعية لهم ونشرها على الموقع فما كان منا إلا أن لبينا الطلب على الرحب والسعة ربما نكون سببا في إدخال السعادة على قلوب شاخت قبل أن تشب.
"مركز شباب يضم الأطفال القصر والبالغين إلى جانب تأمين الطريق الذي أصبحا فخا يلتهم أرواح الأبرياء، فقط كانت مطالب أطفال الفقراء، فهل تعد تلك المطالب "فئوية " صعبة المنال سؤال ننتظر إجابته من محافظ الدقهلية ورئيس مجلس مدينة سلسيل عبر الأيام القادمة.