الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

حصان وعروسة المولد.. "حلوة أيام زمان"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع اقتراب الاحتفال بالمولد النبوي تتجلى العديد من المظاهر للاحتفال به، والتي توارثت عبر الأزمنة المختلفة إجلالا لذكرى مولد الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) والتي تحتفي به مختلف الشعوب الإسلامية.
ولأن مصر من أوائل الدول التي احتفلت بذكري المولد النبوي والتي تم بها ابتداع عروسة المولد نسلط الضوء عليها ومعرفة ذلك المظهر الذي إجتاز العالم لتقلده باقي الشعوب الأخرى خلال احتفالاتها المتنوعة، تعتبر مصر أول الدول التي بدأت صناعة عروسة المولد خلال عصر المصريين القدماء، حيث ارتبطت لدى المصريين بايزيس آلهة المصريين القدماء، ثم بعد ذلك تجدد شكل العروسة خلال العهود والعصور المختلفة فتحدث شكلها وصنعت منها قوالب من السكر خلال العصر الطولوني وتطورت في عهد الفاطميين عقب دخول الخليفة المعز لدين لله الفاطمي لمصر عام 973.

واختلف الروايات حول تفاصيل صنع حلاوة المولد، فهناك من قال إن حلاوة المولد دخلت مصر في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله حينما قام صانع الحلوي بصنع قالب حلوي على شكل عروسة كناية إلى زوجة الحاكم بأمر الله التي خرجت معه في أحد المواكب بيوم المولد، وهناك من المؤرخين من يقول إنها تطورت على مر العصور بعدما تم صنعها أول مرة في مصر القديمة.
ومن المعروف أن فكرة عروسة المولد من المعروف إنها مصرية خالصة، كانت في بداية الأمر تصنع على شكل قالب من الحلوي التي كانت تزين ويتم تجميلها بأشكال وألوان مختلفة لتعطي مظهرا جذابا وكان يوضع بجانبها دائما حصان أو جمل مما كان يجعل هناك إقبالا كبيرا عليها في تلك الفترة من الزمن التي لم يكن هناك طفرة في الصناعة كما تشهده في يومنا الحاضر.
مع مرور الوقت إنقرضت عروسة المولد المصنوعة من الحلاوة بسبب الوعي الصحي والتقدم العلمي الذي أكتشف أن عروسة الحلاوة يوجد بها مركبات غذائية ضارة تؤثر على الصحة فحل محلهما العرائس المصنوعة من البلاستيك والتي تزين وتشكل بمختلف الأشكال التي تضفي طابعا جمليا فائقا جذابا كما يتم كسوتها بالأقمشة المختلفة ذات اللون الأبيض.
وتزرع عروسة المولد البهجة في نفوس البنات والأطفال وتلقى قبولا كبيرا من قبل الأطفال صغار السن لما تتمتع به من أشكال وألوان مختلفة ولطبيعة الفتيات اللاتي يحببن العرائس، كما يهديها الخطيب لخطيبته أيضا في تلك المناسبة والتي تكون في الغالب كبيرة الحجم وباهظة الثمن عن باقي أنواع العرائس المخصصة للأطفال الصغار.
وتتميز عروسة المولد بأنها تلقى قبولا كبيرا في أماكن بعينها عن غيرها من الأماكن وخاصة المناطق الشعبية والريفية.
وتتنوع أشكال عروسة المولد فهناك من الصناع من يجعلها تضع يدها على خصرها وتارة أخرى نجد نوعا آخر يحمل زهور أو ورد خاص وغيرها من الأشكال التي يختار من بينها المواطنين.
ويبدء البائعون ومصانع العرائس في عرض المنتجات قبل بداية المولد النبوي والتي يتجه فيه البائعين إلى بيعها جملة وقطاعي أيضا وبأسعار متفاوته في متناول الجميع وعلي حسب طريقة تصنيع كل عروسة 
وتتركز أماكن بيع العرائس داخل المناطق الشعبية وخاصة داخل محافظة القاهرة التي يوجد بها مراكز صناعة عرائس المولد بالقرب من تمركز القاهرة الفاطمية القديمة في مناطق مثل باب البحر وباب الشعرية والموسكي وحارة اليهود وغيرها من الأماكن القريبة من القاهرة الفاطمية القديمة، وتبدأ أسعار العروسة المصرية من أقل من 10 جنيهات إلى 60 جنيها كحد أقصى بالنسبة للعروسة الواحدة 
ومع ظهور الأضرار الصحية الضارة التي تسببها عروسة الحلوي بدء التصنيع للعرائس بواسطة البلاستيك والخشب.
وعلي الرغم من غزو العرائس الصيني التي يتم إستيرادها من الخارج إلا إنه مازال هناك إقبالا على الصنف المصري باعتباره منتج محل ثقة إلا أن البعض يتجه إلى شراء الصيني لرخص تكلفته أيضا والذي يتميز بأنه تكون العروسة مغلفة تغليفا خاصا.

حصان المولد
يرجع ظهور حصان المولد النبوي الشريف في في جمهورية مصر العربية يرجع إلى إلى عهد الدولة الفاطمية قبل نحو ألف سنة ماضية، وتقول إحدى الروايات إن هذه الحلوى ظهرت خلال عهد الحاكم بأمر الله سبب الذي أمر بخروج إحدى زوجاته معه يوم المولد النبوي، فظهرت في الموكب بردائها الأبيض، ليجسد صانعو الحلويات الأميرة والحاكم بأمر الله وهو يمتطي حصانه في قوالب من الحلوى بهذه الموقف كان بداية لتاريخ حلوة حصان المولد النبوي الشريف ويعد من أهم مظاهر احتفال المصريين بالمولد النبوي الشريف، وتزدحم المتاجر بجميع انحاء الجمهورية لشراء هذه الحلوى الخاصة المصممة على شكل حصان وعروس.

وتذكر رواية أخرى أن الحكام الفاطميين شجعوا الرعية على عقد قرانهم في يوم المولد النبوي، فأنتج صانعو الحلوى حلويات على شكل عروس، والحصان الذي يعلوه فارس "العريس" واصبحت استخدام حلوة المولد النبوي الشريف أو زيادة الاقبال على شرائها عادة قديمة حرص عليها المصريون دون غيرهم من الشعوب الإسلامية والعربية، للاحتفال بالمولد النبوى الشريف منذ أكثر من ألف عام، ويستخدم ألوان مبهجة لتزين عروس المولد وحصانها الحلاوة، يمثلون فيها أبطال الاحتفال على مدى السنوات الماضية، لم يستطع الزمان أن يمحيها من قلوب وعقول أحباء الحبيب المصطفى صلي الله عليه وسلم.

مع العلم أن حصان المولد يمر بالعديد من المراحل قبل وصولهما إلينا في الشكل الذي نعرفه تبدأ بصهر السكر الخام على درجات حرارة مرتفعة، ثم يتم صبها في قوالب مختلفة الأشكال والأحجام للعرائس والأحصنة، ثم تترك ليبرد السكر الساخن الموجود بداخلها، ليتم بعد ذلك فك تلك القوالب وتركها تبرد تمام، ومن أكثر الأماكن انتشارًا لحصان المولد في مصر في محيط مسجد السيدة زينب بالقاهرة.