الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

في ضيافة "البوابة نيوز".. باحثون ومنشقون عن الإخوان يشرحون توابع أزمة الجماعة.. اتفقوا على انتهاء التنظيم فعليًا.. و"الهلباوي": فشلت منذ تعاونها مع "الجهادية"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ظل حالة الصراع المتجددة، التي تشهدها جماعة الإخوان منذ عشرة أيام، بين القيادات التاريخية للجماعة ومتزعمها القائم بأعمال المرشد العام، محمود عزت، والقيادات الشبابية التي تقيم في الداخل، استضافت "البوابة نيوز" مجموعة من الباحثين والمنشقين عن الإخوان لقراءة الأزمة، التي اتفقوا على أنها الأعنف في تاريخ الجماعة.

حيث ذهب الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث باسم جماعة الإخوان سابقًا، إن الجماعة انتهت فعليًا في مصر، مشيرًا إلى إن السبب الرئيسي في ذلك هو موافقتها على التعاون مع السلفية الجهادية.
وبدأت الأزمة منذ مايو الماضي، عندما اجتمعت القيادات التاريخية وقررت إن نتائج الانتخابات التي أجريت في فبراير 2014 وأتت بالشباب إلى إدارة الجماعة، غير معمول بها، ما اعتبر وقتها "انقلابا" من القيادات التاريخية على الشباب لاستعادة السيطرة على الجماعة. الأزمة تلك انخفض صوتها تدريجيًا إلى أن اشعلها مرة أخرى الظهور الأول للأمين العام للجماعة محمود حسين، المحسوب على القيادات التاريخية، على فضائية الجزيرة القطرية، الجمعة 11 ديسمبر الجاري، حيث أكد "حسين" خلال اللقاء على إنه مازال الأمين العام وأن القيادات الشبابية في مصر تحاول أن تأخذ صلاحيات أكبر من المسوح لها بها، ما اعتبره القيادات الشبابية استمرار لمحاولات قيادات الخارج المعروف بـ"مكتب لندن" لإلغاء نتائج انتخابات فبراير 2014. 
الأزمة لم تتوقف هنا، بل صعد "مكتب لندن" بقيادة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، عندما وجد ردود فعل الشباب غاضبة من حديث "حسين"، حيث اقال بعد يومين من لقاء "حسين" مع الجزيرة، المتحدث باسم جماعة الإخوان، محمد منتصر، اسم حركي، وتلقى الشباب الإقالة بالرفض، معلنين تمسكهم بـ"منتصر" في موقعه. واستمر الموقف على هذا إلى أن اجرت قناة الجزيرة مباشر اتصال تليفوني مع "منتصر" ليشرح فيه وجهة نظره ويؤكد على إنه مازال في منصبه كمتحدث، وإن من أخذ قرار إقالته هو محمد عبد الرحمن، رئيس اللجنة الإداري للإخوان في الداخل، والمحسوب على القيادات التاريخية.
لحق اتصال "منتصر" باستقالة أعلنها أربعة من أعضاء لجنة إدارة الأزمة في الخارج، وهم ممثلي فريق الشباب داخل اللجنة، ما دفع محمود عزت، أمس الإثنين، بإعلانه حل اللجنة متهمها بأنها لم تلتزم بالدور الذي جاءت من أجله، ما اعتبره البعض خطوة تراجع من قبل القيادات التاريخية لاحتواء الشباب.
وفي قراءة من الباحثين ذهبوا إلى أن قرار "عزت" لن يساعد في تهدئة الأزمة، متفقين على أن الجماعة انهارت فعليًا ولم تعد أمامها أي فرص للبقاء.


وقال الدكتور كمال الهلباوي، المتحدث باسم جماعة الإخوان في الخارج سابقًا، إن الأزمة الراهنة التي تمر بها الجماعة مختلفة عن سابقتها، مرجعًا السبب إلى أمراض قال إنها استوطنت الجماعة ولم تكن متواجدة حتى فترة السبعينات.
وأوضح إن الجماعة وصلت لدرجة من التطرف التي يمكن أن نقول إن الإخوان الآن بلا تيار إصلاحي، ما ترجم في تصعيد الأزمة للحد الذي وصلت إليه. وقال إن الإخوان على مدى تاريخها كان بداخلها تيار معتدل وأخر متشدد، قائلًا إنها الآن جميع أطرافها متشددة، ما يبرر سماحها بأن يمثلها عناصر مثل صفوت حجازي، الداعية المتشدد، عندما قال "من يرش محمد مرسي بالماء سنرشه بالنار".
وتابع إن الجماعة انتهت عندما وافقت على التعاون مع السلفية الجهادية، ولا تنتظر أزمة مثل الراهنة لتطيح بها. 
وفي استعراضه للأزمة قل إن الإخوان الآن انقسمت لأربع مجموعات، شارحًا إن المجموعة الأولى هي الأشد تطرفًا، " تكره كل من يختلف معها، سواء داخل الجماعة أو خارجها" على حد قوله. أما المجموعة الثانية فهي مختلطة بين العنف والسلمية، مشيرًا إلى أنها تضم كل القيادات التاريخية، وعلى رأسهم القائم بأعمال المرشد العام محمود عزت، وتتبنى فكر متشدد.
وأشار إلى أن المجموعة الثالثة، هي عناصر كانت غير منتمية لجماعة الإخوان قبل الثورة، ولكنها انضمت لها فيما بعد، منتهيًا إلى أن المجموعة الرابعة وهي المجموعة المحبطة والتي "لا ربما تتجه نحو العنف. 
وبخصوص المشهد من داخل مصر، فقال إن المكاتب الإدارية للجماعة منقسمة منها التابع لفريق الشباب والثاني متضامن مع محمود عزت، أم الثالث عاجز عن اتخاذ موقف محدد.


نسبيًا اتفق معه أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، الذي قال خلال الندوة التي جاءت بعنوان " الإخوان من الصراع على السلطة إلى الصراع الداخلي"، حيث قال "بان" إن الإخوان انتهوا، "نحن لن ننتظر بيانا من الجماعة ليقول إنهم انتهوا، المشهد واضح ويؤكد هذا الاحتمال".
وشكك أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن تكون جماعة الإخوان قد شهدت أي انتخابات منذ فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، من الأساس، قائلًا أن هذا أمر صعب تصديقه.
وتابع: إن البيانات الصادرة في هذا الشأن تتحدث عن مشاركة 70 عضوًا من أصل 118 لهم حق التصويت في الانتخابات، وشدد على أن حضور هذا العدد غير منطقي وسط حالة الاعتقالات في صفوف الجماعة.
وقال إن الأزمة الراهنة للجماعة تبدو وكأن كل مجموعة تمسك بأحشاء الأخرى، مستبعدًا وجود حل قريب. 
واختلف مع "الهلباوي" في وجود فصيل إصلاحي داخل الجماعة في أي وقت من الأوقات، مشيرًا إلى أن كل محاولات الإصلاح كانت فردية وجميعها كانت تقابل بالرفض ما أدى لفشلها.
وذهب "بان" في حديثه إن الإخوان يقابلها الآن ليس أزمة الإدارة فقط، بل أزمة اتجاه عدد من شبابها للالتحاق بتنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضح إن الجماعة كانت تدعم هذا الاتجاه، مشيرًا إلى إنها ارسلت ما يقرب من 300 طالب إخواني إلى السودان وتركتهم للجماعات الإرهابية هناك، متوقعًا إن يكون ملف التحاق الإخوان بـ"داعش" أكبر من الحجم المكشوف أمامنا.

بدوره ذهب طارق أبو السعد، المنشق عن الإخوان، إلى أن الإخوان ستنتهى إذا ما استمرت الأزمة الراهنة لثلاثة أشهر، مشيرًا إلى أن كل الترجيحات تدعم ذلك.
وقال إن الإخوان تملك منهجا "ذئبيا" يزداد كلما اقتربت من السلطة، موضحًا إن هذا المنهج هو ما افشل الجماعة ودفعها الآن لأكل نفسها.
وتطرق إلى التربية الإخوانية ودورها في أزمة الجماعة الراهنة، موضحًا إن الفرد الإخواني يعيش في ثلاثة أوعية تتسبب في هذا النمط الإخواني.
وأشار إلى أن الوعاء الأول هو الدعوي والديني، ويتقاطع ذلك مع الوعاء التنظيمي والإداري، ويغلف كل ذلك وعاء فكري "صممه مؤسس الجماعة حسن البنا". 
ولفت إلى أن التجربة الإخوانية تجربة شخصية تختلف من فرد للثاني حسب الوعاء الذي سيستحوذ على الفرد، مشيرًا إلى أن منهم من يتجه نحو الدين وآخر يأخذ لنفسه لقب مفكر، وذلك عبر اتجاهه نحو الوعاء الفكري الذي غلف "البنا" جماعته به.