السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

إعلام الفوضى والمؤامرة!!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعلامنا المصري في القنوات الخاصة مشغول بنشر الفضائح وخلق المشاكل وتضييع الوقت في اتجاه مزيد من التسطيح الفكري وتجريف وعي المتلقي ونتناسى أن هناك ملامح واقع مؤلم حولنا وفي منطقتنا ولا نرهق أنفسنا في محاولة قراءة متأنية له لعلنا نستطيع أن نرسم أبعاد الصورة التي يجب أن نتعامل معها صورة شعب وأمة وعالم ملامحه قد تكشف لنا حجم المؤامرة التي حيكت للقضاء على العالم العربي وفي مقدمته قلبه النابض "مصر" هكذا تعلمنا منذ نعومة أظفارنا عندما كانت لدينا منظومة للتربية قبل التعليم أن مصر هي القلب للعرب ولا عروبة بدونها. 
ولكن يبدو أن البعض آثر إلا أن ينظر سوى إلى مواقع أقدامه فقط وقام بغض الطرف عن حقائق الواقع دولة اسمها إسرائيل تحولت إلى مثال للتحضر والمدنية ودول عربية حولها في العراق وسوريا وليبيا واليمن تحولت إلى خرائب وأطلال فيما ينشغل البعض الآخر عندنا بكيفية الاتساق مع أهداف الخارج الذي يتربص بنا من بعد ويريد أن يتحرك هذا البعض ضد الحركة الطبيعية لعجلة التاريخ وهو الحفاظ على حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ونتذكر أنه كان هدفهم في الداخل والخارج حتى قبل ثورة الـ30 من يونيو 2013 أن تسقط الدولة المصرية. وبعد نجاح هذه الثورة الشعبية التي ترجمت إرادة المصريين زاد التربص وتغولت المشاعر ليس لشيء سوى منع نهوض الأمة من كبوتها وتمثل ذلك في مرة بمحاولة ضرب الاقتصاد ومرة أخرى التشكيك في قدرة الحكم على الإنجاز ومرة ثالثة افتعال أزمات غير حقيقية وتزامنت مع كل هذا محاولات مضنية لتشوية صورة مصر والعرب والمسلمين في ذهنية الآخر خارج الحدود بينما نحن في داخلها ما زلنا نكلم أنفسنا ولا يتعدى صوتنا حدودنا وحتى حديثنا عبر وسائل إعلامنا لا ننصت إليه أو نعيه إنما نحن أمام حوار "طرشان" يتناول موضوعات غريبة لا تساعد أحدًا على الاستيعاب أو الفهم. 
من هنا ينزلق الإعلام تحديدًا في مستنقع الفوضى وتصبح الإثارة بكل ما تحمله من معاني سيدة الموقف الإعلامي ولا أحد يُحاسَب ولا أحد يطبق معايير وقيم الآداء الإعلامي وكنت أتصور أن ثورة يناير عندما قامت ستغير أوضاعًا وتقيم نظمًا جديدة من بينها النظام الإعلامي الجديد لكن يناير اختطفت جهارًا نهارًا عندما اختفى الثوريون الحقيقيون وتصدر المشهد أصحاب البطولات الزائفة ما انعكس على الإعلام فسيطر على مجرياته أصحاب المصالح وأشباه الإعلاميين والدخلاء على المهنة التي أصبحت مهنة من لا مهنة له في غياب نقابة مهنية. ومن بين تفاصيل الصورة خرجت الجماهير تطالب من جديد بالتغيير وتسترد ثورة ضاعت معالمها في ظل حكم الإخوان الذي أدخل البلاد إلى دوامات عدم الاستقرار وقذف بها إلى نفق مظلم لولا أن قامت ثورة من جديد في 30 يونيو في لحظة تأكد خلالها أن مصر ستظل محروسة بإذن الله. ويقر الشعب دستورًا للبلاد ويتم انتخاب رئيس للجمهورية فوضه الشعب والتف حوله ومنحه ثقته ثم انتخب برلمانًا من المفترض أن من وظائفه أن يراقب ويحاسب ويشرع ولكن الوظيفة الأهم أنه مع السلطة التنفيذية والقضائية يحمي الاستقرار ويواجه كل أشكال التآمر من الداخل والخارج.
على أي حال تكتمل الاستحقاقات بينما الإعلام يظل على حاله رغم أن بيان الثالث من يوليو الذي رسم خريطة المستقبل حدد أن الإعلام هو الاستحقاق الرابع وينتظر جموع الإعلاميين في إعلام الدولة والإعلام الخاص هذا الاستحقاق الذي يتمثل في إنشاء المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع ونقابة الإعلاميين وميثاق الشرف الإعلامي. وأخشى أن ينعقد مجلس النواب ويظهر من له مصلحة لإبقاء الوضع على ما هو عليه ويؤخر إنقاذ الإعلام من حالة الفوضى والانفلات التي يعانيها ونظل ندور في حلقة مفرغة وننتقل من الفوضى إلى مزيد من الفوضى دون إدراك أن استمرار هذا التردي الإعلامي سيدعم خيوط المؤامرة التي يحاول البعض الترويج لها والعمل على تنفيذها وليس دعاوى 25 يناير القادم سوى جزء منها!!.