الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الحوارات التليفزيونية تقضي على ما تبقى من الإخوان.. "منتصر" يتحدى "عزت" بتأكيد بقائه في منصبه.. و"الهلباوي": انهيار كامل للإرهابية.."حبيب": الانتخابات غير واردة..."المليجي": الشباب سيتفوقون

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على غير عادتها خرجت جماعة الإخوان من سريتها، وقررت أن تحاور أطراف أزمتها القائمة عبر شاشات التليفزيون، المشهد هذا يؤكد لك أن ثمة اتصالا بين القيادات والشباب كان موجودا وانقطع، ليستبدل كلاهما الاتصالات السرية باللقاءات التليفزيونية والمشادات الكلامية.
وكانت قناة الجزيرة مباشر قد استضافت محمد منتصر، المتحدث المقال باسم جماعة الإخوان، مساء أمس الجمعة، لتعطي له الفرصة لطرح وجهة نظره بخصوص الأزمة الراهنة، بعدما كانت قد منحتها لفريق القيادات التاريخية، مجسدة في حوار أجرته، هذه المرة، الجزيرة الرئيسية، الجمعة الماضية، مع محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان.
وبحكم الخلاف القائم بين القيادات التاريخية والشبابية منذ مايو الماضي، خرج "منتصر" ممثل فريق الشباب؛ ليؤكد على عدة نقاط، أهمها رفضه لقرار إقالته من منصبه، قائلًا: "إنه بالعودة للجنة الإدارية العليا اكتشف أن هذا القرار لم يعرض عليها من الأساس"، ما يعني أن رئيس اللجنة الإدارية العليا محمد عبدالرحمن اتخذ هذه القرارات بصورة فردية، على حد قوله.
وأعرب عن استغرابه من إن إقالته جاءت بعد حديثه لوكالة الأناضول التركية عن وجود مقترحات لتعديل لائحة الجماعة، مشيرًا إلى أن قرار إقالته بهذا الشكل غير منطقي، لأنه يعاقبه على القيام بدوره وهو التواصل مع الإعلام.
ودعا "منتصر" الجميع داخل الجماعة للتنازل عن الأهواء الشخصية، مضيفًا أن الأمين العام للجنة الإدارية العليا هو من يدير الجماعة خلال هذه الفترة رافضا الافصاح عن اسمه.
ونوه إلى أن مقترحات تعديل اللائحة ما زالت قائمة، متعهدًا بإجراء انتخابات داخلية للجماعة بعد الانتهاء من تعديل اللائحة، وشدد على استمرار الشباب في التواصل في باقي القوى الشبابية من خارج الإخوان، للتنسيق للنزول في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير.
بعد ساعتين بالضبط من لقاء "منتصر"، جاء الرد من القيادات التاريخية، ظاهرًا في بيان لمسئول اللجنة الإدارية العليا دكتور محمد عبدالرحمن المرسي، الذي اتهمه "منتصر" بأنه اتخذ قرار إقالته بشكل فردي ودون العودة للجنة.

وقال "المرسي" إن "الحملة التي يقوم بها البعض في داخل صفوف الجماعة هو خروج فئة على شرعية العمل داخل الجماعة، ونتيجة لمحاسبة إدارية لخلل بعض الأفراد، مما أدى إلى قلب الأمور"، في إشارة منه إلى المجموعة التي يقودها "محمد منتصر".
وأكد "المرسي" في بيان له، إن هذه المجموعة هي امتداد لنفس المجموعة التي خرجت على ثوابت الجماعة التي تسعى إلى الانفراد والسيطرة وتسببت في أزمة مايو من العام المنصرم، من رفضهم لقرارات مجلس الشورى في يونيو الماضي رغم أن تشكيل اللجنة وحضورهم فيها كان بناء على هذه القرارات، ولتحديد أسس عملها الذي سيتجاوز تلك الأزمة وما نشأ عنها من مشاكل.
وأشار "المرسي" أن المجموعة التي تسببت في الأزمة الحالية "يريدون صلاحيات مطلقة رافضين أي إشراف أو محاسبة، متوهمون أنفسهم كأنهم مكتب إرشاد صاحب صلاحية كاملة، وهذا مخالف للائحة وللطريقة التي تم اختيارهم بها"، رافضين وجود الإشراف من القائم بأعمال المرشد رغم قرارات مجلس الشورى التي تنص على "أن اللجنة تعمل تحت إشراف فضيلة القائم بعمل المرشد باعتبارهم لجنة مؤقتة مدتها 6 شهور ولمهمة محددة حسب قرار مجلس الشورى" رغم إعلامهم بذلك منذ أول يوم، ووضوح اختصاصات اللجنة المشكلة لأداء مهمتها.
وفي قراءة للمشهد المتطور داخل الجماعة، ذهب الدكتور كمال الهلباوي، القيادي المنشق عن الجماعة، إلى أن حديث "منتصر" ورد "المرسي" عليه يعني أن كل طرف متمسك برأيه، مستبعدًا أن تستطيع الجماعة تجاوز الأزمة الراهنة.
وأوضح إن الجماعة تفتت فعليًا وتتجه نحو الانهيار الأخير لها، مشيرًا إلى أن وجود كيان بعد ذلك يدعى "جماعة الإخوان المسلمين" لم يعد واردًا.
وتوقع أن تعجز كل المحاولات المتدخلة لتجاوز الأزمة بما فيها مساعي الدكتور يوسف القرضاوي، القيادي الروحي للجماعة، ورئيس ما يعرف بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، منوهًا إلى أن "القرضاوي" يعلم مدى صعوبة الأزمة وكيف أنها قضت على الإخوان.
اتفق معه في الرأي عضو مجلس شورى جماعة الإخوان السابق، السيد عبدالستار المليجي، الذي استبعد تدخل القرضاوي من الأساس، متوقعًا أن يقف على الحياد إلى أن يتفوق طرف على الآخر ويقف معه، متابعًا:" هكذا تعودنا من القرضاوي".
وأضاف أن الإخوان تمر بمرحلة عاصفة، محملًا المسئولية لفريق القيادات التاريخية التي قال إنها ساهمت بسياساتها في إفشال الجماعة، وتوقع أن تحسم الأزمة لصالح القيادات الشبابية، قائلًا: إنهم سيسعون إلى إعاة بناء الجماعة.
من جانبه، قال سامح عيد، المنشق عن الجماعة: "من الطبيعي أن تُجري الجماعة انتخابات جديدة وتصدر لائحة جديدة لأن اللائحة القديمة لا تصلح بأي شكل من الأشكال لإدارة الأزمة، حيث تعتمد على أسلوب تصاعدي في الانتخابات، من انتخاب المكاتب الإدارية إلى الشعب الأكبر إلى مجلس شورى الجماعة إلى مكتب الإرشاد إلى مكتب الإرشاد للتنظيم الدولي". 
وأوضح لـ"البوابة نيوز" أنه لا يمكن إجراء الانتخابات في مصر بهذا الشكل، وبالتالي يجب تعديل آليتها، مؤكدًا أنه في جميع الأحوال لن تعترف القيادة الخارجية بأي انتخابات تُجرى في مصر.
وقال محمد حبيب، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، أنه من المستبعد إجراء انتخابات داخل الجماعة أو إصدار لائحة جديدة، وأوضح في تصريحات لـ"البوابة نيوز": "إجراء الانتخابات يحتاج إلى تحديد شكل هذه الانتخابات وطبيعتها والشروط الواجب توافرها في المترشح للمناصب المطلوبة، وهو ما يستلزم اجتماع الأطراف المتصارعة داخل الجماعة واتفاقها على هذه النقاط، وحتى إصدار اللائحة التي تحددها يتطلب الاجتماع والتوافق والذي يُعتبر مستحيلًا في الفترة الحالية". 
وفيما اعتبر حبيب أن الصراع داخل الجماعة جاء على غير إرادة طرفيه، قال عيد إن قيادات الجماعة تتعمد تمرير هذا الصراع مع الشباب وقيادات الداخل في مصر والتغاضي عنه، حتى تتكون فئة من الشباب الداعم لمحمد منتصر، المتحدث باسم الجماعة المعترف به في الداخل، متجهة نحو انتهاج العنف في معارضة النظام والقيام بعمليات تستهدف عناصر الجيش والشرطة ولا سيما في الذكرى القادمة لثورة الخامس والعشرين من يناير، بحيث يمكنها التبرؤ من هذه الفئة كونها غير تابعة لها ولا تطيعها.