مفاجآت كثيرة رصدتها "البوابة نيوز" عن صناعة
الطوب وخاصة في منطقة الصف وعرب أبوساعد بمحافظة الجيزة التي يتركز بها صناعة الطوب
الطفلي ليس على مستوى العمال فحسب وإنما على مستوى إهمال الدولة لتلك المصانع التي
تعد أساسا من الصناعات المهمة للتشييد والبناء وهو الأمر الذي يعتبر لغزا كبيرا.
يقول خالد لطفى، أحد ضحايا مصنع الطوب
بمنطقة الصف، انه كان يعمل بصورة يومية داخل مصنع من المصانع داخل مركز الصف إلا أنه
في إحدى المرات تعرض أثناء عمله في مصنع الطوب للمخرطة داخل المصنع والتي عادة ما ينتج
عنها ضحايا على حد علمه بسبب عدم وجود معايير الأمان في العمل بها وهو الأمر الذي أسفر
عنه بتر ساقه وقال انه رغم أنه كان يؤدي عمله بتفان إلا أنه لم يسأل عنه أحد ولم يحصل
حتى على تعويض مادي جراء ما حدث له نظرا لنظام العمل الذي يجعل الفرد يعمل وهو غير
معين وبدون حقوق أو تأمين على حياته.
ولفت عبدالحي إلى أن فترات العمل تزداد
عن 11 ساعة يوميا بأجور لا يأخذونها أسبوعيا وتتفاوت على حسب كمية الإنتاج وكمية ما
يحمله كل فرد من طوب إلى السيارات النقل.
وشدد أبوهيب على أن ذلك اقل شىء يجب أن
يؤخذ في الاعتبار لاسيما أن العمال في المصانع معرضون يوميا للحوادث والاصابات كبتر
ذراع أو رجل أو سقوطه بالخلاط وفرمه ووفاته على الفور قائلا: نحن لا نطلب المستحيل
فقط نطلب وحدة صحية داخل المنطقة الصناعية لإسعاف المصابين.
ويذكر هاني خالد، عامل، أنه لا يوجد داخل
مصنع الطوب الذي يعمل به أو بمحيط المنطقة أي مظاهر تدل على معاملتهم معاملة آدمية
حيث يضطرون لشرب المياه من براميل محملة بالمياه فوق سيارات نصف نقل.
وأشار إلى أنه بعد ذلك بدأ 50 مصنعا من
المصانع تعمل بالغاز الطبيعي منذ عام 2004 بعد توقيع المنحة الكندية ثم بعد ذلك جاءت
فكرة أخرى من أصحاب المصانع بالتعاون مع وزارة البيئة وبمنحة من البنك الأهلي والبنك
الدولي باستكمال باقي المصانع بالغاز الطبيعي وبحلول عام 2011 كان 281 مصنعا تعمل
بالغاز الطبيعي.
وأضاف سنجر أنه بدأت الأزمة تظهر في عام
2012 و2013 حيث قللت الدولة ضح الغاز الطبيعي داخل المصانع بنسبة تتراوح من 30 إلى
40% من الإنتاج، بعد أن كان اعتماد المصانع الكلي يعتمد على الغاز الطبيعي لعمل تلك
المصانع، لافتا إلى أنه بدأ التردي في عمل المصانع وفي إنتاجها الذي يتناقص لعدم توافر
الوقود حيث لم يتوفر الغاز الطبيعي ولا المازوت من وزارة البترول والشرقة القابضة للغازات
حيث احتار اصحاب المصانع بينهم.. مشيرا إلى أن عددا كبيرا من المصانع قام بتسديد فواتير
الغاز والتي تصل في الشهر الواحد لـ300 ألف جنيه مع الانتظام في تسديد ما لم تسدده تلك
المصانع من ديون بعد تراكم تلك الديون بعد ثورة يناير بسبب عدم التسديد لفترة زمنية
طويلة.
وأضاف سنجر أنه إلى وقتنا الحالي والعمل
داخل مصانع الطوب في حالة تردي داخل السوق المصرية للعديد من العوامل التي أنهكت وما
زالت تنهك الصناعة من صراعات بين المديونيات وصراعات مع شركات الغاز وتردي السوق ومشاكل
المنطقة الأخرى، الأمر الذي هدد المصانع بالغلق وبالفعل تناقص عددها من 350 مصنعا أساسيا
بها لتصبح نحو 280 مصنعا قابلة للتناقص كذلك، في الوقت الذي تعد صناعة الطوب من الصناعات
كثيفة العمالة التي تحتاج إلى عمالة كبيرة، مشيرا إلى أن تلك الأوضاع ساهمت في تهديد
نحو 45 ألف عامل يعملون تحت مظلة تلك المصانع إضافة إلى نحو 45 ألف عامل أيضا من ورش
وسائقين وغيرهم، وهو ما أسفر عن تكبد خسائر للمهنة وللعمل بالمليارات من الجنيهات
علاوة عن حالة التردي التي تعاني منها العمالة داخل تلك المصانع التي من المفترض أنها
تمد مصر بـ70% من الإنتاج للطوب الطفلي ويعمل حاليا 50: 60% من المصانع فقط تقريبا
في حين أن باقي النسبة من المصانع لا تعمل وانخفضت نسبة العمالة للنصف.
ولفت عبداللطيف إلى أنه يعمل مختلف الفئات
العمرية من أطفال وحتى كبار السن، لافتا إلى عدم وجود أي معايير تكفل حمايتهم من مخاطر
المهنة المتعددة التي يتعرضون لها من الحرق بسبب عملهم على المخرطة أو الموت بواسطتها
أو عبر المحارق التي يسقط بها العمال والتي تم رصد الكثير من الحالات التي تعرض لها
الكثير من العمال، وهو الأمر الذي يثير استياءه واستياء العاملين بمصانع الطوب من المسئولين
بمحافظة الجيزة في الوقت الذي لا يسمع أحد عن العمال وعن المخاطر التي تحيط بهم.