دعا المرجع الأعلى لشيعة العراق علي السيستاني القوى العراقية والأطراف السياسية الداخلية إلى إيجاد خطة للتوافق الوطني بينها بما يمنع التدخلات الخارجية الساعية لتقسيم العراق، وقال: إنه "في الوقت الذي تسجل ساحات القتال انتصارات على داعش آخرها في مدينة الرمادي فإن القوى والأطراف العراقية مدعوة الى تكثيف جهودها وأن تزيد من مساعيها للتوافق على خطة وطنية مكتملة تفضي إلى تحرير ما تبقى من مناطق ترزح تحت سلطة داعش".
ونبه ممثل المرجعية الشيخ عبدالمهدي الكربلائي - في خطبة الجمعة بالصحن الحسيني بكربلاء- إلى ضرورة أن تكون خطة التوافق بعيدا عن المخططات المحلية والإقليمية والدولية التي تستهدف تقسيم العراق وتحويله إلى دويلات متناحرة لا ينتهي الصراع بينها إلى أمد بعيد.
وأكد أن خلاص العراق وتجاوزه للأوضاع الصعبة لا يكون إلا على أيدي العراقيين أنفسهم إذا ما اهتموا بالمصالح العليا لبلدهم وقدموها على المصالح الشحصية والمناطقية والفئوية وما نحوها، لافتا إلى أن المصالح الإقليمية والدولية لا تتطابق بالضرورة مع المصلحة العراقية وليكن هذا في حسبان الجميع.
سياسيا، اعتبر نائب رئيس الوزراء السابق بهاء الأعرجي أن قصف معسكر "زلكان" في بعشيقة في الموصل يهدف لإطالة أمد العدوان التركي على العراق وإضفاء شرعية على التدخل العسكري في نينوى.
وقال الأعرجي- في تصريح صحفي اليوم- إن تركيا بعدما انتهكت السيادة العراقية بدأت تعمل باتجاه إيجاد مشروعية لعدوانها على العراق لا سيما بعد المطالبات المحلية والدولية بضرورة إنهاء هذا التعدي، والتوجه لمجلس الأمن.
وأضاف: أن "أنقرة خرجت علينا بمسرحية استهداف معسكر زلكان والتي لا تمثل سوى حركة تكتيكية تهدف لإضفاء الشرعية على الاعتداءات التركية على العراق، وذلك بتصوير تركيا وكأنها مستهدفة من قبل داعش وهذا ما سينفي عنها تُهم التعاون مع تلك العصابات، فضلاً عن أن هذا الاستهداف سيمثل مبررا لتركيا للبقاء في العراق بحجة الرد عليه والأخذ بثأر جنودها".
ورأى أن الغاية من وراء ذلك إيجاد الفرقة بين مكونات الشعب العراقي وإعطاء الحرب ضد داعش صبغة طائفية تنافي حقيقة الواقع العراقي.
