السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الإخوان والسلفيون غرام وانتقام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع قرب حلول الذكرى الخامسة لأحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ والتي أطلق عليها زورًا وتزييفًا أحداث ثورات الربيع العربى لا بد أن نجرى تحليلا وثيقا للعلاقة بين لاعبين رئيسيين كان لهما دور كبير في تحريك وتوجيه هذه الأحداث وهما الإخوان أو جماعة الإخوان الإرهابية التي اختارت مسار العنف والإرهاب واستعدت المجتمع كله وليس السلطة فقط، والطرف الثانى هم السلفيون الذين استغلوا حالة الفوضى والانفلات للدخول إلى عالم السياسة من باب الدين أيضا مثل الإخوان.
وظهور السلفيين وقيامهم بإنشاء ذراع سياسية لهم ألا وهو حزب النور السلفى بل عدة أذرع سياسية أخرى منها أحزاب الأصالة والفضيلة والوطن أثار العديد من علامات الاستفهام حول هدف السلفيين من عالم السياسة هل هو الوصول للحكم والإطاحة بالإخوان أم المشاركة معهم في الحكم واقتسام الثورات والغنائم وهو ما ظهر بعد اختيار رئيس حزب النور السلفى المستقيل الدكتور عماد عبدالغفور النائب الأول بل أصبح الوحيد للإخوانى المعزول محمد مرسي.
ولعل أولى بوادر تقسيم الغنائم بين الطرفين في مرحلة ما أطلق عليها مرحلة الغرام بينهما هو تقسيم مقاعد أول برلمان بعد أحداث ٢٥ يناير وهو البرلمان اللقيط، حيث حصدت كتلة السلفيين كأحزاب وجبهة سلفية نحو ١٠٦ مقاعد واحتلوا المركز الثانى داخل البرلمان اللقيط وشعروا بنشوة الفوز وأنهم الحزب الوصيف للحزب الإخوانى الحاكم المنحل الحرية والعدالة واقتسموا معا الغنائم البرلمانية استمرار لمرحلة الغرام.
ولا أحد ينكر من دعاة السلفية وقيادات حزب النور السلفى أنهم عاشوا معا فترة غرام امتدت على مدى عام الحكم الإخوانى بل كان عام العسل وليس شهر العسل بعكس ما كانوا يدعون أنهم يعارضون حكم الإخوان ويرفضون الأخونة دون أن يقدموا دليلًا عمليا على هذه المواقف سوى بالتصريحات الناعمة ثم يلتقون سرًا مع أعضاء مكتب الإرشاد ونائب الإخوان المحبوس خيرت الشاطر الذي كان يدير عجلة القيادة للجبهة السلفية.
حتى مع قرب اندلاع وانفجار ثورة ٣٠ يونيو ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية ونزلت الملايين إلى الشوارع وظلت الجبهة السلفية وأحزابها على مواقفها في مرحلة الغرام وأعلنت الحياد وعدم النزول إلى الشوارع والميادين وأوهمت البسطاء والسذج أنها تحافظ على الدولة وعدم نشوب حرب أهلية رغم أن قواعدها بأكملها كانت في خندق الإخوان وفى ميدان رابعة والنهضة معتصمة مع دعاة الإرهاب.
فحالة الغرام الإخوانى - السلفى ظل مستمرًا حتى بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة بعكس ما يدعون، بل إن المرجع السلفى الأكبر والأب الروحى لحزب النور السلفى سعى بكل الوسائل لإعادة الإخوان إلى المشهد وقاد مجموعة من السلفيين إلى مقر وزارة الدفاع لخداع قائد القوات المسلحة ووزير الدفاع وقتها للرئيس عبدالفتاح السيسى وارتدى ثياب الحمل الوديع بينما كان يخفى تحته ذئب يريد أن تتحول مصر إلى فريسة جديدة لافتراسها.
وعندما شعرت الجبهة السلفية وذراعها السياسية حزب النور أن حالة الغرام بينها وبين الإخوان حلفاء الأمس سوف تتكشف بدأت محاولات صناعة مرحلة الانتقام ليس من الإخوان ولكن ادعاء أن الإخوان يخططون ويسعون للانتقام من السلفيين وبدأت الخطة أو التمثيلية بتعرض دعاة السلفيين وخاصة برهامى لاعتداءات خارج مصر وفى داخل الحرم الملكى وهو يؤدى العمرة ولم تنطل هذه الخدعة على أحد..
وواصلت الجبهة السلفية اصطناع قصص وروايات حول انتقام الإخوان منها وتعرض مرشحيها للاعتداء من عناصر الإخوان أيضا مقار حزب النور السلفى دون تقديم دليل واحد أو حتى المبادرة بتقديم بلاغ في أقسام الشرطة أو النيابة ضد عناصر جماعة الإخوان التي تنتقم من السلفيين وأصبح الأمر مجرد تصريحات إعلامية في المواقع الإلكترونية السلفية في محاولة منها لكى تستدر عطف وشفقة المصريين عندما اقتربت عملية إجراء الانتخابات البرلمانية.
وشعرت الجبهة السلفية وذراعها السياسية حزب النور مع إجراء الانتخابات أن مرحلة الغرام مع الإخوان لم تحقق لها المكاسب التي كانت تنتظرها وأن اللجوء لمرحلة الانتقام ربما يحقق لها هذه الأهداف والمكاسب في ظل العداء الشعبى الجارف للإخوان والتعاطف الشعبى مع كل من يتعرض لعدوان إخوانى، إلا أن الشعب المصرى رفض التعاطف مع السلفيين وحزبهم الذي اصطنع تمثليات الانتقام رغم أن الغرام مستمر مع الإخوان ولم ينته.
ولعل الرد الشعبى المصرى في صناديق الانتخابات كان كاشفا عن حقيقة خداع السلفيين للشعب المصرى وأن الشعب لم ينس مرحلة الغرام مع الإخوان والتحالف معهم وقضاء عام من العسل بينهما وأن اصطناع تمثليات ومسرحيات الانتقام الإخوانى منهم لم تنطل على المواطنين المصريين لأن الغرام قد يتحول إلى هجر وليس إلى انتقام وبعض قادة السلفيين الهاربين مع الإخوان ودعاة السلفيين ما زالو يدافعون عن الإخوان وأن العلاقة بدأت بالغرام ومستمرة حتى الآن بالغرام وليس بالانتقام.