ضربة قوية وجهها أبو محمد الجولانى زعيم جبهة النصرة لمؤتمر الرياض والذى عقد في السعودية وأسفر عن تشكيل هيئة عليا للتفاوض مع الاسد تضم 6 ممثلين من الائتلاف الوطني السوري، الجسم الأكبر للمعارضة، و10 من الفصائل العسكرية، و5 من هيئة التنسيق و6 مستقلين، كذلك تم الاتفاق على أن يضم وفد المفاوضات 15 عضواً بعدما أعلن الجولانى رفضه نتائج المؤتمر .
وكشف الجولانى أنه لم توجه لدعوه للجبهة للحضور والمشاركة كما انه يرفض اى تفاوض مع بشار الأسد مطالبا برحيلة دون تفاوض متحججا بأن النظام السوري يسيطر على 20% فقط من سوريا وهى غير كافية لكى يتم التفاوض معه .
تصريحات الجولانى تسببت في صدمة للنظام السعودي والذى عول كثيرا على موافقة النصرة الانضمام للمؤتمر لانه ستعطى قوة كبيرة للتفاوض بحكم سيطرتها على قطاع كبير من سوريا كما أنها أكبر الفصائل المقاتلة هناك ووفقا لمصادر جهادية من جبهة النصرة أكدت أن سبب الخلاف الرئيسى هو تكرار طلب السعودية وقطر النصرة التخلى عن بيعتها لتنظيم القاعدة.
وكشفت المصادر أن الجولانى رفض أى إشتراطات سعودية خاصة وانه لايحتاج لتمويل منها بعد سيطرت التنظيم على العديد من الموارد الهامة في سوريا وعلى العديد من مصادر السلاح "غنمها " من قوات الأسد مؤكدة أن هناك مخاوف كبيرة لدى الجولانى من نقض بيعته مع الظواهرى لما سيكون له تأثير بين أنصاره
من جانبه انتقد أبرز قياديي الفصائل الإسلامية في سوريا (أحرار الشام، جيش الإسلام، أجناد الشام، الجبهة الشامية)، خطاب "أبو محمد الجولاني" زعيم تنظيم "جبهة النصرة"، مؤكدين أنه يقف أمام حل الأزمة مما اشعل حرب التخوين بينهم لجأت لوصف كل منهما بـ"الخوارج".
واعتبر قادة الفصائل أن "خطاب الجولاني احتوى على مزايدات واضحة على من وصفوهم بـ"المجاهدين".
واعتبر محمد علوش، القيادي في "جيش الإسلام"، أن "الجولاني" يعادي بتصريحاته الشعب السوري، قائلا: "الجولاني، أنت تناطح شعبا عجزت الجيوش عن تركيعه، فرحم الله امرأ عرف قدره".
وقال إسلام علوش، الناطق الرسمي باسم "جيش الإسلام": "هجوم غير مسبوق من النظام على المرج ليقسم الغوطة إلى قسمين، نطلب من الجولاني مؤازرة عسكرية لهذه النقاط كونهم لا يرابطون إلا على 5 نقاط رباط!!".
القيادي في حركة "أحرار الشام"، أحمد الشيخ "أبو عيسى"، علّق على خطاب "الجولاني" قائلا: "لغة المزاودات داء عضال، ومرض قتّال يفتك بالأفراد، ويقضي على الجماعات، فالمؤمن الصادق أبعد الخلق عنه".
وتابع: "حلال علينا حرام على غيرنا، من يده بالنار ليس كمن يده بالماء. الهدنة يقدرها أهلها، فليس بشرعنا ما يحرمها، ولكن المزاودات بضاعة المفاليس وجميعنا يجيدها"، في إشارة إلى تصريح الجولاني برفضه لهدنة الغوطة الشرقية، ومحاولة إفشالها.
أبو محمد الفاتح، القائد السابق للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، غرّد قائلا: "ما منيت أمتنا بشيء أشد ولا أوجع من الغلو والتنطع، لا تغيب عبارات الوصاية والاستكبار من تصريحات مرجعياتهم، وما أسرع التخوين والتحقير في خطابهم!".
وبدورها أعلنت جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا دعمها لمخرجات الهيئة العليا للتفاوض مع نظام الأسد والتى عقدت فى عاصمة السعودية الرياضة كرد على رفض الجولانى زعيم جبهة النصرة المؤتمر ورفض المشاركة فيه او إعتماد نتائجة .
وقالت الحركة فى بيان رسمى نشرته على موقعها الرسمى أمس الأثنين أنها ستدعم الهيئة بشرط إلتزامها بما تم الإتفاق به فى المؤتمر من نتائج أبرزها رحيل الأسد وإقامة نظام ديموقراطى ووقف التهجير القسرى مؤكدة أنها تثمن دعوة السعودية للمعارضة السورية الإجتماع لديها .
وأضاف بيان الجماعة التي شاركت في مؤتمر الرياض، ممثلة بمحمد فاروق طيفور: "رغم رؤيتنا المختلفة لبعض النقاط حول نسب التمثيل وآليّات التعامل مع الأجهزة الأمنية والعسكرية، إلا أنّ نجاح المؤتمرين في التوافق على الثوابت الوطنية، والرؤية المسقبلية لحلّ سياسي لم يكن ليتم لولا توفيق من الله ودعم لوجستي موفق من المملكة مؤكدة دعمها لحل سياسي يحقق أهداف الثورة السورية .
