الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تجييش وحدة للدفاع الفني والإعلامي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كُتب على وزارة الدفاع القيام بدورها فى الدفاع عن الوطن وحدوده ومجاله الجوى والبحرى، وبمهام الآخرين من المقصرين فى مؤسسات الدولة، لتقوم بالدور الأبرز فى البناء والتنمية مما جعلها متفردة بالعالم، فحملت على أكتافها حفر القناة فى زمن قياسى وتخطيط وإنشاء شبكات الطرق فى المناطق الوعرة لتعمير الصحراء، ناهيك عما يصيبنا من كوارث طبيعية تجعل المسئولين يضربون أخماسا فى أسداس، فيسرع رجالنا الأقوياء للإنقاذ وتصحيح أخطائهم!!.. ولأن الحرب التى نخوضها الآن هى ثقافية فى المقام الأول وتستهدف القضاء على هويتنا وقيمنا، والتى تُواجه بالعشوائية والقصور من المؤسسات الإعلامية والثقافية التى تعد المسئول الأول عما وصلنا إليه من تغييب وتدهور، مما جعلنى أتمنى أن ينشئ الفريق أول صدقى صبحى وحدة بالنظم العسكرية المنضبطة للدفاع الفنى والإعلامى بعد تفشى حالة الفوضى الإعلامية والفنية وما لها من آثار سلبية تستنزف قوانا دون أن ندرى.. فإذا كانت القوات المسلحة قد أنشأت إدارة الشئون المعنوية إدراكا منها بأهمية القدرة المعنوية التى تعد إحدى قدرات الدولة الشاملة، فنحن نحتاج الآن لتوسيع نشاطها واختصاصاتها أو إنشاء وحدة جديدة تهدف لمجابهة حالة التدنى فى الفنون والثقافة لتقدم رؤية واعية ومتطورة تواجه الغزو الثقافى والعبث بالشخصية المصرية وقيمها وسلوكها، وهناك العديد من الشباب طامحون وموهوبون ويستطيعون تغيير الخريطة الفنية والإعلامية فى الوطن العربى ولكن توصد الأبواب فى وجوههم.. وهناك تجربة رائعة قام بها عملاق الإدارة الموهوب اللواء دكتور سمير فرج ابن المؤسسة العسكرية والحاصل على دكتوراه فى الإعلام، عندما حمل أمانة المركز الثقافى القومى والذى كان مدينا بما يقارب العشرة ملايين من الجنيهات، وكان يستمع للفنانين كل منهم يستعرض إمكانياته الفذة ويطعن فى منافسيه ثم استمع إلى د. سميحة الخولى، ود. رتيبة الحفنى وغيرهما كممثلين للخبرة، فاستطاع التعامل بحيادية لاستيعاب الكل، وبعد دراسة متأنية وضع إستراتيجية للنهوض بدار الأوبرا جعلته يسدد ديونها فى عامه الأول.. وأسرع بتشكيل لجان من الخارج وعلى أعلى مستوى لتقييم الفنانين بموضوعية حتى يضع كل فنان فى موقعه وكانت النتيجة خروج فنانين كبار من الأوبرا لضعف الأداء!!.. ثم نهض بالغناء الشرقى وذلك بإنشاء معسكر من كبار الملحنين للبحث عن الأصوات المتميزة لينشئ جيلا من المطربين والمطربات على مستوى عال فى الأداء بجانب الاهتمام بالقيم والأخلاق التى لم تلوث من تجار الفن، وأخضعهم لتدريبات مكثفة وخرج إلى النور «نجوم الأوبرا»؛ شباب موهوب يعلم قيم وآداب الوقوف على خشبة المسرح والسلوك الذى يليق بالفنان، وأتى ببيوت الأزياء حتى لا يترك لهم الظهور كل حسب طريقته ومستواه الاجتماعى وحرر لهم عقودا كانت مرضية وقتها ولم تتحرك بعدها وحتى الآن!!.. واستمتعنا بفنهم الراقى فى الحفلات الرئاسية قبل أن يتركهم صاحب المشروع دكتور سمير ليتحمل مسئولية مدينة الأقصر التى حولها بمهارته الفذة إلى «محافظة» عامرة حديثة ومنتجة وليست أثرية وسياحية فقط، عمل خلفاؤه على إطفاء بريقها حتى يمحوا ذكر الصانع، وتفننوا فى خنق الإبداع والابتكار لصالح قانونهم فى الإدارة «علشان تعلى وتعلى لازم تطاطى تطاطى». أصبح هؤلاء النجوم يحيون حفلات أو فى الواقع يموتون فى حفلات بظهورهم بشكل رتيب بلا روح ليؤدى كل منهم أغنية على استحياء حين يكلفون بالغناء كل فترة حتى لا ينهوا تعاقداتهم، فالأوبرا لم تهتم بهم ولم تصعدهم ولا هى تركتهم!!.. وهم أيضا استكانوا لعدم استطاعتهم مجاراة متطلبات السوق أو السوء الفنى.. فالابتذال سيد الموقف ولا يستطيعون الانصياع للمنتجين.. وزاد الأمر سوءا بالاستعانة بنجوم السوق ممن هم أقل من أبنائها فى الكفاءة ولكنهم نجوم برامج المسابقات!!.. فبدأ بعض مطربى الأوبرا يلهثون وراء برامج المسابقات حتى تسلط عليهم الأضواء، وبالفعل فتحت لهم أبواب الأوبرا على مصراعيها وكأنها لم تكتشف مواهبهم إلا بعد ظهورهم فى هذه البرامج!!.. لذلك نبتت فكرتى وأضعها بين أيدى الوزارة المنجدة والمنقذة ليستطيع رجالها الحامون الحدود والأرض والعرض من الكوارث الطبيعية والإنسانية أن يحمونا من مخاطر الانفلات الإعلامى والفنى.. فقد أصبحت احتفالاتنا تقوم على أكتاف أموات إلا فيما ندر، فقد توقف خلق الإبداع ويعيش شبابنا فى جلباب أجدادهم.. أتمنى الاهتمام بالفكرة لخلق قامات فنية وإعلامية مدربة ومحافظة على القيم والأخلاق، لنمتلك أحد أسلحة القوة الناعمة لنجابه بها ما يواجهنا من حرب ناعمة غربية وتركية وإيرانية، وهو دور وطنى يماثل باقى أدوارهم الحامية للأمن القومى ويستوعب الشباب الواعد والمؤثر ويعطيهم الأمل عندما يرون الواجهة والوجوه براعم نضرة، وكفانا الوجوه التى سئمنا رؤيتها وأسلوبها من إعلاميين تساقطت أقنعتهم المتعددة، إلى فنانين هلكت وجوههم بعمليات التجميل فأصبحوا تماثيل شمع.. فلنحم هذا الجيل من أيدى مسئولين يدمرون المؤسسات الكبرى خوفا من تألق الأجيال الجديدة متناسين سنة الحياة المتجددة والتى لو وقفت لم تكن لتصل إليهم.. فيحجبون عنهم الأضواء، ليحصلوا هم عليها بالدعاية المضللة على أيدى الأرزقية!!.. احموا هذا الجيل من الابتذال والتدنى والأحقاد لخلق قامات عالية كالسابقين، ولا تجعلوهم نسخا ممسوخة تحيا على ضفاف المقابر!!