الواقع الحياتي بطريقة أقرب إلى الساخرة في أدائها، والواقعية في مقصد
معانيها، ممزوجة بوصلات من التفاؤل والرومانسية وحتى التقيد والحرية، مع لهجة
محلية أردنية وروح جماعية ربطت أعضائه، ومع تراكات حفرت في أذهان جماهيره، مثل
"استنى شوي"، و"سيبك من أساليبك"، و"مش قادر"، صنع اوتوستراد لنفسه في وقت قياسي
"أيقونة" سماعية خاصة به، وسط ازدحام المجال الموسيقي المستقل بالباندات
والتجارب الغنائية، ليتفرد برايته بين الجميع، ويتخطى بصداه حدود الأردن إلى ما
يقارب العالمية، وخطف آذان مستمعيه من حول العالم العربي بشكل عام، وقاعدة
جماهيرية لا يستهان بها في أم الدنيا بشكل خاص.
وأخيرًا، قرر الباند الأردني بعد طول انتظار العودة من جديد إلى جمهوره في
مصر، بعد تركهم على نار الاشتياق منذ آخر زياراته الخاطفة في شهر أبريل الماضي،
والتي تستقبلها ساحة نادي كايرو جاز كلوب، في العجوزة، وذلك في العاشرة مساء السبت
12 ديسمبر، أحد أبرز مساحات المزيكا الليلية المتبنية لاحتضان باندات الساحة
المستقلة بالعاصمة.
مفاجأة العودة حملت في جعبتها جانبين من ردود الفعل الجماهيرية من عشاق
اوتوستراد، فبين السعادة المفرطة لرجوع الباند لمصر من جديد، وبين استياء البعض
لمحدودية الجولة الاحتفالية هذه المرة بحفلة واحدة، في مساحة معروفة بقواعدها
الصارمة من حيث اختيار الجمهور، وشروط أن لا يقل السن عن 25 سنة، وعدم الدخول سوى
لـ"الكابلز"، بجانب بالطبع تأخر معاد الحفل لما يشبه السهرة الموسيقية
الخاصة "لوش الصبح"، مما لا يتناسب مع أغلب القاعدة الجماهيرية من صغار
السن، هذا ما أدى لاندلاع حملة "سوشيال ميديا" عبر هاشتاج
"اوتوستراد برة كايرو جاز"، لمطالبة البعض آملين بتقديم الفريق حفلة
كبرى أخرى خلال زيارته للقاهرة، متناسين فكرة "الصعوبة" التي يواجهها
منظمي الحفلات حاليًا لتقديم حفلة "تجمهر" في مكان مفتوح خاصة مع قوانين
النقابة الجديدة الخاصة بالضبطية القضائية، و"التغليس" من حيث تقديم
التصاريح الأمنية اللازمة لإقامة الحفل، ما أدى إلى إلغاء العديد من المحاولات
لإقامة حفلات كبرى وحتى كرنفالات غنائية خلال الفترة الماضية لنفس السبب أو الحجة "لدواع
أمنية".