السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حياة بلا خوف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الخوف هو مرض العصر وهناك أنواع كثيرة من الخوف.. فبعض الناس يعانون من الخوف من المستقبل.. وكثيرون يعانون من الخوف من المجهول فهم لا يحددون فى الأساس مما يخافون ولذلك لا يعرفون كيف يتغلبون على تلك المخاوف.
إنه مرض العصر وهو أساس كل الأمراض النفسية التى نعانى منها فى حياتنا فمن منا لا يفكر كثيرا فى مخاوفه ويستنفذ كثيرا من الوقت والمجهود فى اللا شىء.
كل منا يجرى فى حياته لما يسمى تأمين مستقبل الأولاد وينسى دائما أنه لا يستمتع بأى شكل من أشكال حياته.
نحن شعوب مستهلكة غير منتجة ولا نفكر أبدا فى كيفية حل هذه المشكلة فنستهلك حياتنا فى الاستهلاك فقط ونقضى نصف حياتنا متخوفين من ألا نجد مصدر الرزق الذى سيؤمن لنا هذا الاستهلاك.
لو بذلنا قليلا من الجهد لنفكر فقط فى تحديد مشاكلنا والاعتراف بها فسنصل فى هذه اللحظة لنصف الحل فالاعتراف بالمشكلة نصف الحل.
والمشاكل تبدأ من الفرد وبالتالى تتمدد للمجموعة ونجدها قد أصابت الوطن كله.
والحلول تبدأ أيضا من الفرد لنجدها فى آخر الأمر قد وصلت للوطن كله.
وهنا نذكر قصة بسيطة تبين كيف ندير أمور حياتنا بلا خوف..
كالمعتاد سائق الباص فى طريقه من محطة إلى أخرى، وبينما هو فى طريقه توقف بإحدى المحطات، صعد أحد الركاب وهو شاب عملاق كأنه بطل كمال أجسام، وعلى وجهه علامات الشر التى تركت على وجهه آثار المشاكل، فسأله السائق عن التذاكر، فأجابه والشرر يتطاير من عينيه: «المعلم ميمى ما بيدفعش تذاكر»، فتركه السائق على استحياء وتابع طريقه، وفى اليوم التالى ركب نفس العملاق ونظر إليه السائق برعب وسأله نفس السؤال بنبرة مرتعدة، فأجابه العملاق بغلظة: «المعلم ميمى ما بيدفعش تذاكر»، وتكرر هذا المشهد مرات ومرات، نفس السؤال ونفس الإجابة، دون أن يتجرأ السائق أو حتى يفكر فى مناقشة العملاق.
فارق النوم عين السائق وأصابته الكآبة والخجل من نفسه ومن الركاب الذين ينظرون إليه على أنه جبان وبدأ يتغيب عن العمل فى محاولة منه للهروب من المشكلة ولكنه قرر أن يواجه نفسه ويتحداها.
فذهب بجسمه النحيل وقامته القصيرة إلى أحد مراكز التدريب وسجل نفسه فى دورات تدريب كمال أجسام، كونغ فو، جودو، وكاراتيه، ومضت أشهر وهو يكافح ويناضل من أجل تحرير نفسه من الخوف حتى أتقن كل فنون الدفاع عن النفس ونال منها أشكالا من الميداليات وألوانا من الأحزمة، حتى حانت لحظة المواجهة مع المشكلة.
فعاد إلى عمله المعتاد واتجه إلى نفس المحطة، وهو يبحث عن هذا العملاق وما أن صعدت الفريسة الباص حتى نهض السائق وسأله بنبرة يملؤها الثقة بالنفس: «تذاكر»، فأجابه العملاق بنفس الطريقة: «المعلم ميمى ما بيدفعش تذاكر».
فأمسك السائق بقميص العملاق من رقبته وسط ذهول الركاب وصاح بصوت عال وعينين تشتعل منهما النار، المعلم ميمى ما بيدفعش تذاكر ليه يعنى؟ فأجابه العملاق بصوت خافت: المعلم ميمي معاه اشتراك!
من فن الإدارة
التأكد من وجود مشكلة قبل بذل أى مجهود لحلها، فكثير ما تسيطر أوهام الخوف أو التردد علينا، وتجعلنا نبذل مجهودا مضاعفا بلا فائدة أو نفع، حيث إن من طريقة حل المشكلات:
أولا:ً تحديد المشكلة.
ثانياً: التعرف على أسباب المشكلة.
ثالثاً: وضع الحلول.
رابعاً: تقييم الحلول واختيار الحل المناسب.
خامساً: تنفيذ الحل المناسب.