مع قرب استكمال تشكيل مجلس النواب الجديد برلمان ثورة ٣٠ يونيو ودعوته للانعقاد تنفيذا لخارطة مستقبل ثورة ٣٠ يونيو وبعد حصول قائمة فى حب مصر على الأكثرية ومبادرتها لتشكيل ائتلاف دعم الدولة المصرية تذكرت على الفور المسرحية الكوميدية الشهيرة «المتزوجون» للفنان القدير سمير غانم والفنانة المتألقة شيرين وهى تردد فى المسرحية كلمات «صرصار حبنا، وزير حبنا، وقلة حبنا» لأن البرلمان الجديد فى ظل حب مصر سيكون برلمان حبنا.
ولعل أكبر دليل على ذلك أن قائمة حب مصر التى تسعى لقيادة الأغلبية داخل هذا البرلمان رفعت شعارات عاطفية منها شعار «بالحب اتجمعنا» وبعد النجاح ودخول البرلمان واستلام كارنيه العضوية والحصول على الحصانة البرلمانية تبخر البحث على أبواب مجلس النواب عندما بدأت مرحلة البحث عن الغنائم البرلمانية وتوزيع مواقع رئاسة اللجان ووكالة البرلمان وغيرها من المواقع.
فبطل مسرحية برلمان حبنا هو اللواء سامح سيف اليزل منسق ائتلاف دعم الدولة المصرية الذى يخوض معركة شاقة من أجل الحفاظ على روابط الحب بين أعضاء قائمته وباقى أعضاء الكتل الحزبية والمستقلين ولكن انحيازاته الواضحة إلى أعضاء قائمة فى حب مصر ربما تجعله يفقد حب باقى ممثلى الكتل الأخرى التى يسعى لضمها وإدراجها فى هذا الائتلاف لتحقيق أول وأهم هدف له ألا وهو منح الحكومة الثقة ثم يذهب كل عضو إلى حال سبيله.
وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى من قبل حول إعداد الدستور وأنه تم إعداده بحسن نية ولكن النوايا الحسنة لا تبنى الأوطان فأيضا ائتلاف دعم الدولة المصرية يجرى إقامته وتشكيله تحت شعار الحب فوق الجميع ومن أجل برلمان حبنا إلا أن استمرار تماسك الأغلبية داخل البرلمان لا يتم ولا يستمر بالحب فقط، لأن كلمة النهاية لمسرحية برلمان حبنا ربما تكتب قبل الفصل الثالث والأخير منها، وسوف تختفى كلمات الحب من قاموس غالبية نواب برلمان حبنا.
وإذا كانت مسرحية «المتزوجون» ضمت بطلة واحدة فقط هى الممثلة شيرين فإن مسرحية برلمان حبنا تضم العديد من البطلات تحت قبة البرلمان الراغبات فى تولى المواقع البرلمانية بعد الفوز الكبير للمرأة المصرية وإن محدش أحسن من حد وإن البعض سوف يرفع شعار عاوزين حقنا فى برلمان حبنا، فهل البطل جاهز لإرضاء الجميع أم سوف يخسر الجميع؟!
وبطل المسرحية «برلمان حبنا» يظهر يوميا على خشبة المسرح ويطلق العبارات والتصريحات ومنها أن مصر كلها تجرى اتصالات به من أجل التعيين فى «برلمان حبنا» وبالتأكيد الذين يقومون بالاتصال يبحثون لهم عن دور داخل برلمان حبنا ويسعون لحجز مقاعد بجوار البطل فى القاعة الرئيسية وليس فى شرفة الصحافة أو شرفة كبار الزوار بعد أن تم ضم الشرفتين للقاعة الرئيسية بل إن قاعة البرلمان الآن أصبحت أشبه بقاعات المسارح والأوبرا لوجود الصالة والبلكون واللوج.
ولا أعتقد أن المصريين يمانعون من قيام اللواء سامح سيف اليزل بدور البطولة المطلقة والوحيدة فى برلمان حبنا، ولكن يمانعون ويرفضون أن يستعين بأشخاص ويمنحهم أدواراً لا يستحقونها أو يسعى لتسديد فواتير هؤلاء الأشخاص لكى يشاركوه أدوار البطولة لأن الشعب وقتها سوف يعزف وينصرف عن متابعة ومشاهدة مسرحية «برلمان حبنا» ويتبخر شعار بالحب اتجمعنا الذى ما زال مرفوعا على اللافتات الانتخابية حتى الآن.
والغريب أن من يتابع الترتيبات والاستعدادات لمسرحية برلمان حبنا قبل جلسة الافتتاح يلاحظ أن الجميع يعلم من هم أبطال المسرحية ويعلم أيضا من هو المنتج والممول لهذه المسرحية ولكن لا أحد يعلم على وجه الإطلاق حتى الآن من هو المخرج الحقيقى لها والذى يوزع الأدوار ويتحكم فى الإضاءة على الأبطال بل يحرك الأبطال على خشبة المسرح ولا يملك أحد أن يناقشه أو يرفض تنفيذ تعليماته.
فالمؤلف المبدع المرحوم فيصل ندا مؤلف مسرحية «المتزوجون» لو أتيح له قبل الرحيل أن يرى هذا البرلمان لكتب مسرحية برلمان حبنا وسلط الضوء فيها على ما دار قبل ولادة برلمان حبنا من سيطرة المال السياسى على أبطال المسرحية ووصل بهم إلى مقاعد برلمان حبنا وأن عددا منهم قد فاز حقا وصدقا بحب الناس له والبعض الآخر فاز بالمال السياسى وهؤلاء النواب ربما يشاركون فى مسرحية «مال حبنا».
فالحب شبه مفقود وضائع بين غالبية أعضاء «برلمان حبنا» بما فى ذلك غالبية أعضاء قائمة فى حب مصر، والذين ضحوا وباعوا حب مصر وبحثوا عن حب بديل أو اسم بديل للائتلاف السياسى بدلا من الحفاظ على اسم «حب مصر»، واختاروا اسم «اتئلاف دعم الدولة» رغم كل المشاكل والأزمات المثارة بسبب الدعم والحساسية لدى المصريين من هذه الكلمة واتجاه «برلمان حبنا» بعد فترة إلى الإطاحة بالدعم أيضا وإلغائه.