حينما وصلت هذا الأسبوع إلى باريس وجدت أن أشياء كثيرة قد تغيرت على الساحة السياسية الفرنسية بعد العدوان الغادر على باريس من شياطين داعش، أولا إجماع الرأى العام أن داعش عدو خطير يجب التصدى له ويجب التحالف مع القوى الغربية وروسيا لكسر شوكته.
وحتى على مستوى السياسة الداخلية الفرنسية وأمام انهيار توقعات الانتخابات المحلية القادمة، بالنسبة للحزب الاشتراكى الحاكم، وجد الرئيس الفرنسى François Hollande نفسه فى موقف يحتاج منه صرامة استثنائية، فأراد أن يغير بعض القوانين وبعض مواد الدستور ليستطيع سحب الجنسية الفرنسية من الذين يشاركون العدوان بجانب القاعدة أو داعش، حتى لمن ولدوا فى فرنسا طالما أن لديهم جنسية أخرى.
وحينئذ زادت شعبية هولاند واقتربت سياسته بالنسبة حتى للفرنسيين من أصول أجنبية من سياسة حزب أقصى اليمين لمارى لوبان، وكانت النتيجة خلافات داخل الحزب الأشتراكى حول هذا الموضوع، وانقلبت الموازين فأعطت التوقعات لنتائج الانتخابات المحلية القادمة، المكان الأول لمارى لوبان رئيسة حزب F.N الجبهة الوطنية لأقصى اليمين التى زارت مصر والتقت مع شيخ الأزهر، وصارحها بأنه قلق ولا يوافق على مواقفها المعادية للإسلام، وأجابته صراحة بأنها لا تعادى من المسلمين إلا الذين اختاروا لغة العنف والعدوان والاعتداء السافر على المواطنين.
أما حزب اليمين برئاسة الرئيس السابق ساكوزى، ففى ظل الأجواء الساخنة التى جاءت نتيجة العدوان الإجرامى لداعش، فقد أصبحت فرصه الانتخابية أيضا أعلى من الحزب الاشتراكى حتى ولو كانت أقل من حزب أقصى اليمين لمارى لوبان F.N.
إذًا انقلاب الموازين فى فرنسا هو الذى دفع بالرئيس الفرنسى أن يغامر باقتراح إجراءات جديدة بالغة التشدد بسحب الجنسية – كما قلنا – فى حالات التطرف.
أما إنجلترا، فبعد الاعتداء الإجرامى والإرهابى على باريس أعلنت أنها ستتضامن مع فرنسا فى إعلان الحرب على داعش، ونفذت بريطانيا جولة ثانية من القصف على حقول النفط التى يسيطر عليها داعش فى سوريا، بعد أيام من موافقة البرلمان البريطانى على ضرب أهداف التنظيم.
وبالتالى هناك بداية تحالف بين الدول الأوروبية لكسر شوكة داعش، وكانت الدول الأوروبية تأخذ موقفا شبه سلبى أمام عدوان داعش، مكتفية بالخطاب المهاجم فقط حينما كان يعتدى على ليبيا ومصر، أما وقد وصلت قنابل وانفجارات داعش إلى داخل حدود بعض الدول الغربية فقد تغيرت الموازين ولغة الهجوم التى أصبحت بمثابة حرب يخشى نتائجها على شعوب الدول الغربية، وجاء دور أمريكا التى طالما داعبت داعش فى الماضى ولم تعبأ بمن دفعوا الثمن فى ليبيا ومصر.. ثم جاء انفجاران لداعش داخل الولايات المتحدة الأمريكية فى كاليفورنيا أثناء مذبحة سان برناردينو، وانتقد كثير من الجمهوريين أوباما لأنه يقلل من خطر الإرهاب.
واكتشف الجميع أن خطر داعش لن يسلم منه أحد، لأن داعش يريدها حربا شاملة لا يرحم فيها أحدا. فقررت أمريكا أن تنضم للتحالف الأوروبى وتبعث بقواتها على حدود سوريا فى مواجهة مع قوات داعش.
ولكن يجب أن نقولها صريحة، إن الدولة الوحيدة التى واجهت الموقف مع داعش بقوه وشجاعة هى روسيا وعالجت العدوان على الطائرة الروسية التى وقعت على أرض سيناء بذكاء، ولم تحول الموقف هجوما على مصر، وفى أول مناسبة فى مؤتمر المناخ بباريس التقى الرئيس السيسى بالرئيس بوتين لكى تهدأ الأجواء، بل إن روسيا أكدت أنه يحتمل أن تعود السياحة الروسية إلى مصر قريبا.
وبجانب ذلك بدأت روسيا تتعامل مع فرنسا وأوربا بلغة التقارب والتحالف من أجل ضرب داعش، ومن موسكو أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف إلى أن معظم الطائرات بدون طيار تكثف استخدامها فى الشمال السورى، وتقوم بطلعات استطلاعية على الحدود التركية السورية التى يتم من خلالها تهريب نفط داعش.
وكانت روسيا هى الدولة التى لم تتردد فى ضرب حقول البترول التى كانت تنقلها وتبيعها كل يوم وكونت من وراء ذلك ثروات هائلة، واستطاع داعش أيضا أن يشترى أسلحة متطورة ساعدته فى ضرب دول كثيرة.
والعجيب أن أحدا لم يسأل يوما عن مصادر البترول والأسلحة التى يملكها داعش ويدمر بها قوى كثيرة.
والعجيب أيضا أن داعش استطاع أن يجند أبناء وبنات كثير من الدول الغربية وبعض الدول العربية، ونجح فى عملية «غسل العقول» ليجعل منهم إرهابيين يعتدون على أوطانهم.
والأمل كبير مهما طال الوقت أن تستطيع التحالفات الغربية أن تنتصر على داعش ورجاله وأسلحته، فيظهر الحق ويذهب الباطل الذى ارتكب أصحابه أكبر جريمة فى التاريخ حينما أساءوا إلى صورة إسلام العدل والسماحة، ليتهم هذا الدين ظلما بالعنف والظلم.
وحتى على مستوى السياسة الداخلية الفرنسية وأمام انهيار توقعات الانتخابات المحلية القادمة، بالنسبة للحزب الاشتراكى الحاكم، وجد الرئيس الفرنسى François Hollande نفسه فى موقف يحتاج منه صرامة استثنائية، فأراد أن يغير بعض القوانين وبعض مواد الدستور ليستطيع سحب الجنسية الفرنسية من الذين يشاركون العدوان بجانب القاعدة أو داعش، حتى لمن ولدوا فى فرنسا طالما أن لديهم جنسية أخرى.
وحينئذ زادت شعبية هولاند واقتربت سياسته بالنسبة حتى للفرنسيين من أصول أجنبية من سياسة حزب أقصى اليمين لمارى لوبان، وكانت النتيجة خلافات داخل الحزب الأشتراكى حول هذا الموضوع، وانقلبت الموازين فأعطت التوقعات لنتائج الانتخابات المحلية القادمة، المكان الأول لمارى لوبان رئيسة حزب F.N الجبهة الوطنية لأقصى اليمين التى زارت مصر والتقت مع شيخ الأزهر، وصارحها بأنه قلق ولا يوافق على مواقفها المعادية للإسلام، وأجابته صراحة بأنها لا تعادى من المسلمين إلا الذين اختاروا لغة العنف والعدوان والاعتداء السافر على المواطنين.
أما حزب اليمين برئاسة الرئيس السابق ساكوزى، ففى ظل الأجواء الساخنة التى جاءت نتيجة العدوان الإجرامى لداعش، فقد أصبحت فرصه الانتخابية أيضا أعلى من الحزب الاشتراكى حتى ولو كانت أقل من حزب أقصى اليمين لمارى لوبان F.N.
إذًا انقلاب الموازين فى فرنسا هو الذى دفع بالرئيس الفرنسى أن يغامر باقتراح إجراءات جديدة بالغة التشدد بسحب الجنسية – كما قلنا – فى حالات التطرف.
أما إنجلترا، فبعد الاعتداء الإجرامى والإرهابى على باريس أعلنت أنها ستتضامن مع فرنسا فى إعلان الحرب على داعش، ونفذت بريطانيا جولة ثانية من القصف على حقول النفط التى يسيطر عليها داعش فى سوريا، بعد أيام من موافقة البرلمان البريطانى على ضرب أهداف التنظيم.
وبالتالى هناك بداية تحالف بين الدول الأوروبية لكسر شوكة داعش، وكانت الدول الأوروبية تأخذ موقفا شبه سلبى أمام عدوان داعش، مكتفية بالخطاب المهاجم فقط حينما كان يعتدى على ليبيا ومصر، أما وقد وصلت قنابل وانفجارات داعش إلى داخل حدود بعض الدول الغربية فقد تغيرت الموازين ولغة الهجوم التى أصبحت بمثابة حرب يخشى نتائجها على شعوب الدول الغربية، وجاء دور أمريكا التى طالما داعبت داعش فى الماضى ولم تعبأ بمن دفعوا الثمن فى ليبيا ومصر.. ثم جاء انفجاران لداعش داخل الولايات المتحدة الأمريكية فى كاليفورنيا أثناء مذبحة سان برناردينو، وانتقد كثير من الجمهوريين أوباما لأنه يقلل من خطر الإرهاب.
واكتشف الجميع أن خطر داعش لن يسلم منه أحد، لأن داعش يريدها حربا شاملة لا يرحم فيها أحدا. فقررت أمريكا أن تنضم للتحالف الأوروبى وتبعث بقواتها على حدود سوريا فى مواجهة مع قوات داعش.
ولكن يجب أن نقولها صريحة، إن الدولة الوحيدة التى واجهت الموقف مع داعش بقوه وشجاعة هى روسيا وعالجت العدوان على الطائرة الروسية التى وقعت على أرض سيناء بذكاء، ولم تحول الموقف هجوما على مصر، وفى أول مناسبة فى مؤتمر المناخ بباريس التقى الرئيس السيسى بالرئيس بوتين لكى تهدأ الأجواء، بل إن روسيا أكدت أنه يحتمل أن تعود السياحة الروسية إلى مصر قريبا.
وبجانب ذلك بدأت روسيا تتعامل مع فرنسا وأوربا بلغة التقارب والتحالف من أجل ضرب داعش، ومن موسكو أشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشنكوف إلى أن معظم الطائرات بدون طيار تكثف استخدامها فى الشمال السورى، وتقوم بطلعات استطلاعية على الحدود التركية السورية التى يتم من خلالها تهريب نفط داعش.
وكانت روسيا هى الدولة التى لم تتردد فى ضرب حقول البترول التى كانت تنقلها وتبيعها كل يوم وكونت من وراء ذلك ثروات هائلة، واستطاع داعش أيضا أن يشترى أسلحة متطورة ساعدته فى ضرب دول كثيرة.
والعجيب أن أحدا لم يسأل يوما عن مصادر البترول والأسلحة التى يملكها داعش ويدمر بها قوى كثيرة.
والعجيب أيضا أن داعش استطاع أن يجند أبناء وبنات كثير من الدول الغربية وبعض الدول العربية، ونجح فى عملية «غسل العقول» ليجعل منهم إرهابيين يعتدون على أوطانهم.
والأمل كبير مهما طال الوقت أن تستطيع التحالفات الغربية أن تنتصر على داعش ورجاله وأسلحته، فيظهر الحق ويذهب الباطل الذى ارتكب أصحابه أكبر جريمة فى التاريخ حينما أساءوا إلى صورة إسلام العدل والسماحة، ليتهم هذا الدين ظلما بالعنف والظلم.