وكأننا أمام حالة دكتور جيكل ومستر هايد وهو فيلم رعب مأخوذ عن رواية للأديب الإسكتلندى الشهير روبرت لويس ستيفنسون. أنتج عام ١٩٣١ ومثل فيه فريدريك مارج وحصل من خلال هذا الفيلم على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عام ١٩٣٢ وهذه النسخة أنتجت مرة أخرى عام ١٩٤١ من بطولة سبنسر تريسى ولانا تيرنر وإنجريد بيرجمان.
قامت أنجريد برجمان بأداء دور بارع وهو خادمة دكتور جيكل الذى يقوم بعمل دواء فى مختبره يحوله لمجرم دميم لكى يكون بشخصيتين الأولى طبيب مرموق والثانية مجرم دميم يتسبب فى قتل كثير من الضحايا الأبرياء حتى يلقى حتفه فيموت جيكل وهايد فى وقت واحد.
تلك هى الحالة التى نشهد عليها أداء الشرطة المصرية.
مئات من الشهداء على يد الإرهاب الأسود ولا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ عن سقوط أحد أبطال الشرطة.
فى مقابل هؤلاء الأبطال نجد القتلة ولا يكاد يمر يوم دون أن نقرأ عن سقوط أحد المواطنين ضحية على يد أحد رجال الشرطة.
خلال الأيام القليلة الماضية وفى محافظة الإسماعيلية اقتحم ضباط الشرطة صيدلية الدكتور عفيفى حسن واعتدوا عليه، ثم اقتادوه للقسم وواصلوا تعذيبه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، مجاملة لصاحب العقار الذى تقع فيه الصيدلية، والذى توجد بينهما خلافات منذ فترة طويلة.
وأصدر الاتحاد بيانا أكدوا خلاله أن الضباط اقتحموا الصيدلية دون إذن نيابة واعتدوا بالضرب على الطبيب داخل الصيدلية، ثم اقتادوه إلى القسم بالقوة مخالفين القانون وواصلوا تعذيبه حتى فارق الحياة.
وبعد أن انتشر الخبر، أعلن اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية، وقف الضابط المتهم بقتل المواطن عن العمل لحين انتهاء التحقيقات معه، كما أصدر النائب العام قرارا بانتداب الطبيب الشرعى لتشريح جثة الصيدلى وإعداد تقرير بسبب الوفاة.
وفى القليوبية قال محامى قتيل آخر إن الضباط عذبوا موكله حتى يعترف بمسئوليته عن واقعة سرقة لم يرتكبها، مما أسفر عن إصابته بنزيف داخلى داخل الحجز حتى لقى مصرعه، وبعدها تم تلفيق قضية مخدرات له!
كما شهدت مدينة الأقصر احتجاجات مستمرة، تخللتها اشتباكات مع الأمن وقطع للطرق الرئيسية بسبب تعذيب مواطن حتى الموت.
ودشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى هاشتاج يحمل اسم كلنا_طلعت_شبيب للتضامن مع أسرته والمطالبة بالقصاص له.
وخرجت مظاهرة حاشدة عقب صلاة الجمعة احتجاجا على مقتل شبيب، كما رفع المتظاهرون لافتات مكتوبا عليها عبارة «مفيش حاتم بيتحاكم» فى إشارة إلى عدم محاسبة ضباط وأمناء الشرطة المتورطين فى تعذيب المواطنين وقتلهم.
وفى محاولة لامتصاص الغضب من جانب أهالى الضحية، أرسلت وزارة الداخلية وفدا من قيادات الوزارة لتقديم العزاء لأسرة القتيل مساء الجمعة ذاتها، وأعلنت انتظارها لنتائج تحقيقات النيابة لمعاقبة الجانى أيّا كان منصبه.
وقبل ذلك كانت النيابة قد أمرت يوم الخميس بحبس ضابط شرطة ٤ أيام لتهديده سائق تاكسى بتلفيق قضية مخدرات له بعد الخلاف على أولوية المرور وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو يظهر الاعتداء على السائق، وتهديد المارة الذين حاولوا التدخل مستغلا نفوذه.
وأعلنت وزارة الداخلية كذلك إيقاف الضابط عن العمل إلى حين انتهاء تحقيق النيابة.
وفى مدينة الشيخ زايد أطلق ضابط شرطة النيران على مواطن،، بسبب مشادة كلامية بينهما على أولوية السير أمام مسجد الشرطة بالشيخ زايد.
وفى الجيزة أطلق أمين شرطة بمديرية أمن الجيزة، الرصاص على مكوجى بمدينة قليوب بالقليوبية، وذلك إثر حدوث مشاجرة بينهما تدخل على إثرها آخرون لمساعدة المصاب ومحاولة الاستيلاء على سلاح الشرطى، فخرجت منه الطلقة لتسفر عن تلك الإصابة.
بدأت الواقعة بورود بلاغ للنقيب محمد رفعت أبوسريع، معاون مباحث مركز قليوب، بحدوث مشاجرة بمنطقة «منطي» بدائرة المركز، وإطلاق رصاص وإصابة أحد الأشخاص، فانتقلت على الفور قوة أمنية من المركز لمكان الواقعة.
ومن جانبه أفاد التقرير الطبى بمستشفى قليوب العام، بتعاطى أمين الشرطة لمادة كحولية تفوح رائحتها من فمه.
وكُلفت إدارة البحث الجنائى بالتحرى عن الواقعة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم ٢٠١٣ إدارى مركز قليوب لسنة «٢٠١٥م»، وجار العرض على النيابة العامة للتحقيق.
وفى الشرقية أطلق ضابط شرطة بمطار القاهرة، النار على سائق داخل أحد مواقف السيارات بمدينة بلبيس، بسبب مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة بينهما بسبب أولوية المرور، وتم نقل المصاب إلى المستشفى العام، وإخطار نيابة بلبيس للتحقيق فى الواقعة برئاسة المستشار أمير نوار رئيس نيابة بلبيس، وبإشراف المستشار أحمد الفقى المحامى العام لنيابات جنوب الشرقية.
وتبين من التحريات أن الضابط كان أمين شرطة وتمت ترقيته. تحرر محضر بالواقعة رقم ٧٤٤٠٥ جنح مركز بلبيس لسنة ٢٠١٥، وجار العرض على النيابة.
وفى مدينة ٦ أكتوبر أمر المستشار أحمد حامد رئيس نيابة أكتوبر، بحبس ضابط شرطة ٤ أيام احتياطيا على ذمة التحقيقات بتهمة التعدى على «سائق» بمدينة ٦ أكتوبر قبل أيام.
واتهمت النيابة العامة الضابط باستغلال النفوذ، وحيازة مواد مخدرة، والتزوير فى محرر رسمى. وكان الضابط المتهم قد اختلف مع السائق حول أولوية المرور، وهدده وتعدى عليه بالقول، ولفق له قضية حيازة مخدرات، وحرر محضرا يفيد بضبط السائق وبحوزته مخدر الهيروين، غير أن التحريات أكدت عدم صحة الواقعة الواردة بالمحضر المحرر، وأن السائق ليست له صلة بالمواد المخدرة المضبوطة.
كل هذه الانتهاكات وجرائم القتل حدثت خلال أيام قليلة من العشرة الأواخر لشهر نوفمبر ولا يمكن الحديث عنها على أنها حوادث فردية.
المشكلة الأكبر وهو ما ينبغى على قيادات الداخلية والدولة أن تعيه أن تلك الحوادث تبدد من رصيد أبطالنا الشهداء من رجال الشرطة، حيث أصبحت تلك الحوادث أهم من أخبار الدور البطولى الذى تقوم به الشرطة فى سيناء وغيرها من محافظات مصر لدحر الإرهاب وما ينتج عن ذلك من سقوط واستشهاد رجال الشرطة وهو ما تنبه إليه ضابط أقل رتبة لكنه أكثر وعيا وكتب النقيب فادى جاد فى تدوينة: تعقيبا على الكام واقعة اللى حدثت هذا الأسبوع من بعض الأفراد من جهاز الشرطة والمنتمين إلينا بالغلط.. هو سؤال بسيط لزملائى دول بجد.. هو لازم لما تقبض على متهم بمخدرات أو بأى تهمة لازم تضربه هو أنت أبوه علشان تربيه.. أنت مالك أنا مش قادر أفهمكوا بجد والله (هو إحنا مش درسنا فى الكلية إن إحنا جهة جمع استدلالات فقط) أنتوا عايزين مننا إيه بجد..أنتوا كرهتوا الناس فينا وخسرتونا أصحابنا وإخوتنا مش عارفين نتكلم مع حد بسببكوا...دوالله حرام إخوتنا إللى ماتوا فى مأموريات إحنا بنسىء ليهم وهما فى تربتهم وبنتشتم ونتهان رغم إن إحنا طافحين الدم كل يوم وناس كتير بتتبهدل فى كل حتة فى البلد وأنتم بتضيعوا تعبنا هدر.. والله منكم لله أنت عار علينا وعار على جهاز الشرطة كله ده فى ظباط وعساكر مش بتنام وبيضرب عليهم نار كل ثانية.. إنتوا بتحطوا الوزارة كل يوم فى حرج قدام الشعب كله.. الحجج كلها خلصت عليكوا بس والله حرام عليكوا اتقوا ربنا فينا وفى البدلة اللى لبسينها وفى الناس.. حرام الناس اللى ماتت حتى لو كانوا متهمين فعلاً.. هنقول لربنا إيه!
