الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

رقابة الموظفين "21"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أخبرنى شاكر عبداللطيف برفض مسرحيتى (الكلمة الآن للدفاع) من قبل المسرح القومى. فابتسمت فقد كنت قد نسيتها وأسقطها من حساباتى منذ بدأت أكتبها. لكنى سألته هل هى الرقابة؟ رغم أنه لم يكن بها ما يعترض عليه. فأجاب بالنفى فهى لم تقدم أصلا للرقابة، ولكن لأن ممثلة بالمسرح وهى نادية رشاد كانت قد أصبحت مديرة لجنة النصوص فى المسرح بالانتخاب! فقرأتها وقررت أنها لا تصلح وكان مبررها أن المسرحية قاتمة وحزينة! وكأن المسرح القومى مخصص للكوميديا فقط! وكأن هاملت وعطيل وباقى تراجيديات شكسبير وغيره لا تناسب المسرح القومي! وهكذا تأكدت مما كنت أعتقده وهو أن كل موظف فى أنحاء الدولة قد أصبح بمثابة ملك متوج حتى لو كان ممثلا متوسطا أو ضعيفا! (بالمناسبة بعد ثورة ٢٥ يناير أعادوا تعيين الإدارة بالانتخاب!) وحتى اليوم لم تظهر هذه المسرحية التى لم أقدمها لأى جهة كالعادة واكتفيت بنشرها. ومازلت أنساها لكنها ساعدتنى وقتها على أن أتأكد أنى لى علاقة بالمسرح والدراما وكتبت فى مذكراتى بعد الانتهاء منها بثقة وغرور (شعرت أننى سأكون أفضل كاتب مسرحى فى مصر ولا شك عندى أنها ستظهر يوما ما. بعد كل هذه الأعوام. وحتى لو كان هذا بعد رحيلى). 
أعود إلى مارس ٧١ فقد فكرت عندما وافق التليفزيون على تمثيلية (بيت سيئ السمعة) التى أعددتها عن قصة نجيب محفوظ واتصلت به أعرف رأيه فقال إنه أعجب بها كثيرا. وعرفت رأيه أيضا عن طريق الأستاذ فوزى فهمى. وهنا فكرت أن إعداد النصوص ولو مؤقتا يمكن أن يجعل الرقابة تقبلها وقد رفضت لى عدة أفكار أو تمثيليات مكتوبة بالفعل ومنها (لا وقت للخوف) وكالعادة ستقدم لكن بعد سنوات وهكذا عكفت على قصة (امرأة متمردة) التى حدثتك عنها لأحولها من فيلم إلى سباعية تليفزيونية. لكن أجور التليفزيون المنخفضة كانت فضيحة. وكان ظهورها يستغرق وقتا طويلا رغم أن أجرى عن التمثيلية قفز من ١٦ إلى ٢٠ جنيها مرة واحدة وهذا قبل استقطاع الضرائب طبعا! وكان الانفتاح قد بدأت ظواهره فسمح للقطاع الخاص بالإنتاج وإن كان إنتاجها لا يعرض غالبا فى مصر وإنما فى بلاد الخليج وبلاد عربية أخرى. وطلب منى أحد المنتجين أن أعطيه تمثيلية ولما كان العمل لن يذاع فى مصر ولن يتسنى لى أن أراه أنا نفسى، فأعطيته تمثيلية أخذتها عن قصة أجنبية منشورة بالإنجليزية محتفظا بأفكارى الخاصة لى. ولكنى فوجئت بالممثلين وليس المنتج أو المخرج يطلبون أن أعدل بعض المواقف بحيث لا يجتمع رجل وامرأة فى غرفة واحدة بلا رقيب. حتى لا تتعرض التمثيلية للمنع. ولكنى ركبت رأسى ورفضت نصائحهم. وفرضت رأيى. وبدأت فى إعداد سباعية عن قصة (الجريمة والعقاب) لديستوفسكى ولكن الممثلة مديحة كامل طلبت زيادة مساحة دورها فرفضت تماما، لأنها فى القصة لا تشغل مساحة كبيرة رغم أن المسلسل سيصور فى ألمانيا وقد لا أراه أصلا، لأنى لن أسافر معهم إلا أنى أخذت الأمر على أنه مسألة مبدأ. ووقف المخرج أحمد بدر الدين فى صفى. وفى هذا الوقت تعرفت على الأستاذ صلاح أبوسيف الذى كان عنده فكرة لفيلم جرىء باسم (مدرسة الجنس) وأخذ رأى الدكتورة نوال السعداوى وكذلك رأى سعاد زهير (أى أمى) وجلس الثلاثة يتناقشون حول الموضوع أكثر من مرة فى منزلنا وقد أخذ أيضا رأى علماء نفس واجتماع ومشايخ من الأزهر وأنا أحضر المناقشات وأتحدث قليلا. ولما كان الأستاذ صلاح لم يفكر فى كاتب السيناريو بعد فقد فكر فى شخصى، خاصة وقد رأى بعض أعمالى التليفزيونية. واستمع إلى آرائى فقرر أن يتبنانى كما قال وأسند لى كتابة السيناريو معه وكان يحضر إلى بنفسه كلما انتهيت من بعض المشاهد ليراجعها ويبدى ملاحظاته وأناقشه فى بعضها وكان يقتنع أحيانا وظل هذا لعدة شهور وكانت تجربة ممتعة لى. وفيما بعد كتبت له ثلاثة سيناريوهات أخرى علاوة على فيلم من تأليفى وحدى. وقد رفضت أن أكتب سيناريو لكاتب قصة لم تعجبنى فلم يغضب منى وكانت علاقتى به من أفضل العلاقات التى كونتها فى حياتى.
وقد جاءنى يوما وأنا أكتب فى سيناريو مدرسة الجنس وقال إنه كان يصلى فى أحد الجوامع فخطب الشيخ خطبة متعجبا من الذين يسمون أبناءهم بأسماء غريبة مثل اسم لينين وقال بثقة أن مثل هؤلاء لن يوظفوا فى وظائف شرعية أبدا! وضحكنا ولكن...