الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"البشير" يواصل تضليله للشعب السوداني.. فرط في جنوب بلاده ويدعي أن حلايب وشلاتين ضمن حدوده.. خبراء: كلامه للاستهلاك المحلي.. "رسلان": وطنه عاد مجددًا للمحور التركي الإيراني

الرئيس السوداني،
الرئيس السوداني، عمر حسن البشير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في حلقة جديدة من مسلسل التضليل الإعلامي الذي يمارسه نظام جبهة الإنقاذ الإخوانية ضد الشعب السوداني الشقيق أعلن عمر البشير أنه تقدم بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي يختصم فيها القاهرة زاعما أن حلايب وشلاتين أراضي سودانية. 
وقال رئيس السودان الذي يستضيف نظامه أكثر من 20 ألف إرهابي جلهم من مصر إن حلايب وشلاتين كانت سودانية حتى العام 1995. الجدير بالذكر أن الرئيس السوداني وعقب وصوله إلى سدة الحكم في انقلاب دعمته جماعات إرهابية وهو حريص على توسيع الهوة بين الشعبين الشقيقين المصري والسوداني وطالما ما استغل مسالة حلايب وشلاتين لتضليل الشعب السوداني في محاولة منه لكسب ولاء هذا الشعب بادعاه زورا وبهتانا أنه متمسك بان مثلث حلايب وشلاتين أراضي سودانية في الوقت الذي فرط فيه في جنوب السودان فقط من أجل ضمان استمرار بقاءه في السلطة. 
وقد وصف نظام البشير بأنه نظام انتهازي يعتمد براجماتية السمسار فهو يقيم علاقات مع إيران وفتح الحدود السودانية الشرقية للنشاط العسكري الإيراني، ثم ينقلب على إيران ويعلن اغلاق المراكز الثقافية الإيرانية في الخرطوم ويهرول إلى السعودية ليقيم تحالف معها ضد مواجهة المد الشيعي. وللتغطية على الأزمات التي يعاني منها الشعب السوداني نتيجة فساد نظام الحكم يدعي أنه ظل الله على الارض وأنه خليفة المسلمين ويستضيف الجماعات المتطرفة من كل حدب وصوب بهدف استغلال الدين في تضليل الراي العام السوداني، واليوم يحاول المتاجرة في حلايب وشلاتين للفت انتباه الراي العام السوداني بعيدا عن الأزمات التي يعاني منها ليفتح النقاش في مسألة هي في الحقيقة منتهية فما هي غاية البشير من المتاجرة سياسيا في منطقة حلايب وشلاتين وادعاء بأنها سودانية على الرغم من يدرك تماما أنها أراضي مصرية 100 %، وإن هذه المسالة محسومة وغير قابلة للنقاش ؟ .
يقول السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية: إن حديث الرئيس السوداني عمر البشير عن حلايب وشلاتين، مجرد كلام للاستهلاك المحلي، بهدف التغطية على بعض المشاكل في الداخل، بحسب وصفه.
وأوضح رخا، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أمس السبت، أن مسألة حلايب وشلاتين منتهية ومحسومة، فهي أرض مصرية، ولا يمكن النقاش حولها، فخط الحدود 22 هو الفاصل بين الأراضي المصرية والسودانية.
ويؤكد الدكتور هاني رسلان الباحث المتخصص في الشئون السودانية والأفريقية أن نظام جبهة الإنقاذ في السودان يوجه حملة إعلامية ضخمة للنيل من العلاقة بين الشعبين المصري والسوداني.
وأوضح رسلان في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" معلقا على تصريحات الرئيس السوداني عمر البشير اليوم حول حلايب وشلاتين: أن العلاقات المصرية السودانية شهدت تواترات عديدة عقب وصول البشير إلى السلطة مدعوما بجماعة الإخوان فطالما ما وظف هذه المسألة لخدمة سياساته وتصوير مصر على انها خصم للسودان، وأن هذا الأمر ونتيجة سياسات البشير ارتفع إلى مستوى مسألة الكرامة بالنسبة للسوادانيين الذين باتوا يتحسسون كثيرًا من أشقائهم المصريين.
وأشار رسلان: إلى أن سبب تصريحات الرئيس السوداني هو الإقبال الكبير في دائرة حلايب وشلاتين بالانتخابات البرلمانية الأخيرة والذي تجاوز نسبة الـ57% وهو السبب المباشر وراء تصعيد النظام السوداني للأمر إلى الحد الشكوى بمجلس الأمن الدولي، لكن هناك أسباب أخرى عديدة أهمها أنه منذ وصول زعيم جبهة الإنقاذ الإخوانية إلى السلطة في السودان، وهناك حملة عدائية على مصر أسهمت في تدهور العلاقات بين البلدين حتى وصلت لمستوى غير مسبوق من التراجع، عمقها استضافة السودان لمنفذي عدد من العمليات إرهابية وتورطه في تمويل أعمال عنف وتفجيرات في مصر، وصلت ذروتها مع محاولة اغتيال مبارك. 
وتابع رسلان: أنه ومع سقوط نظام مبارك، أصبح يوصف من قبل النظام السوداني، بأنه كان عميلًا للولايات المتحدة والصهيونية العالمية والإمبريالية العالمية، ومثل خنجرًا في وسط السودان، وذلك رغم ما حكم الدولتين من علاقات تعاون منها تقديم نظام مبارك الحماية للرئيس السودانى من المحكمة الجنائية الدولية التي طالبت بتوقيفه. 
وعقب ثورة 30 يونيو 2013، التزمت الحكومة السودانية الحذر، وأعلنت أن ما تم في مصر هو شأن داخلي مصري وكان هذا على المستوى الرسمي، لكن عمليًا تم تسيير مظاهرات أمام السفارة المصرية بالخرطوم، ضد ما حدث في مصر. ولكن فيما بعد قامت مصر بالاستجابة لمبادرة النظام السوداني المعروف بكونه برجماتيًا، حيث أرسل وفدًا رسميًا لتهنئة الرئيس السيسي بتوليه الرئاسة، وكانت الاستجابة المصرية بدلًا من الانزلاق في أزمة جديدة مع السودان، لكن تصريحات الرئيس السوداني الأخيرة تؤكد عودة النظام السوداني إلى المحور القطري التركي الداعم لجماعة الإخوان لا سيما وأن السعودية بدأت تفتح الباب لهذا المحور تحت ذريعة مواجهة المد الشيعي.