كنت ضيفًا صباح الخميس الماضى على برنامج «١ شارع مجلس الشعب»، الذى يقدمه المتألقان أحمد خيرى وأحمد الطاهرى عبر راديو « ٩٠٩٠»، امتد الحوار بيننا لساعتين، اتسع صدرهما لما قلته، وأعتقد أن هناك بعض الأفكار التى تستحق التسجيل والتوثيق هنا.. من بين ما قلته:
(١) المشهد الانتخابى يؤكد نجاح الحكومة فى تنظيم العملية إجرائيًا وفشل الشعب فى الأداء، فقد أخفق فى اختياراته لنوابه إلا قليلا، وسيطر المال السياسى على الصورة، فنشر بقعًا سوداء كبيرة على الثوب الذى حاولنا أن يكون أبيض.
(٢) عدم الاختيار الصحيح لبعض المرشحين يعود إلى جهل عام من الناخبين بحقيقة دورهم، وكسلهم عن مجرد البحث عمن يجب أن يمثلوهم فى برلمان هو الأهم على الإطلاق.
(٣) البرلمان سيلعب دورًا مهمًا فى تخفيف الأعباء عن كاهل الرئيس، الذى يدير البلاد بعقلية ونفسية الأب الذى يريد أن يطمئن على أن كل شىء تمام، ولذلك يجرى كثيرًا من المقابلات بنفسه، حتى تكتمل لديه صورة ما يحدث على الأرض، رغم أن كثيرًا من المقابلات يجب أن يقوم بها جهازه التنفيذى.
(٤) مصر تواجه إعلامًا خارجيًا يمكن أن نضعه فى خانة إعلام العدو، لكن للأسف الإعلام الرسمى صعدت روحه إلى بارئها، ولا يستطيع أن يخوض المعركة دفاعًا عن الدولة المصرية، فقد فشل فى كل الاختبارات التى دخلها دون استثناء.
(٥) لا يمكن لأحد أن يتجاوز عن أخطاء الداخلية، فإهدار الكرامة ولو لمواطن واحد لا يمكن أن نغفره، وعلى بعض ضباط الداخلية أن يتحرروا من العقدة النفسية التى تحركهم تجاه أفراد الشعب بسبب ما حدث فى ٢٥ يناير.
(٦) كان هناك استغلال سياسى للأطفال فى الانتخابات البرلمانية، بعض الناخبين استبدلوا التليفونات المحمولة بهم، جعلوهم يدخلون اللجنة ليعرفوا لمن صوت الناخب قبل أن يحصل على ثمن صوته خارج اللجنة، فقد استباح بعض الناخبين كل القيم من أجل أن يحصلوا على الكرسي.
(٧) أبدع بعض الناخبين فى تقديم الرشاوى الانتخابية، فقد دفعوا لناخبين أموالًا مزورة ليحصلوا على أصواتهم، وكأننا أمام مسخرة كبيرة، فلا أحد يثق فى أحد، المرشح يرى أن المواطن مستعد لبيع صوته، والناخب يرى أن المرشح لن يمثله فى البرلمان... والمفاجأة أن بعض الناخبين حصلوا على الرشوة، ولم يمنحوا أصواتهم لمن قبضوا منهم... فساد المصريين وصل إلى الرشوة أيضًا.
(٨) البرلمان المقبل عليه أن يتصدى لتنظيم الإعلام بجرأة، لكن عليه أن يبحث عن المشكلات التى نعانى منها قبل أن يطالبنا بأداء واجباتنا، وأخشى أن يتعامل بعض أعضاء البرلمان مع الإعلام بروح انتقامية.
(٩) هناك حالة تحرش رسمى وشعبى بالإعلام، وليس من العقل أو المنطق أن نحمله مسئولية كل ما يحدث فى مصر من مشاكل، فليس من مصلحة أحد أن يظل الإعلام متهمًا طوال الوقت.
(١٠) الإعلامى يسرى فودة أصبح مثل الموظف الذى خرج على المعاش... تفرغ تماما لتقييم زملائه مثل العجوز الذى يجلس فى البيت وكل عمله أن يسجل ملاحظاته على زوجته وأبنائه، وهو ما يسبب لهم إزعاجًا ويجعلهم يتمنون سكوته وخروجه من حياتهم إلى الأبد.