الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

لائحة شباب الإخوان تزعج إرشاد "عزت" في الخارج.. إخوان الداخل يتحدثون عن انتخابات مجلس شورى الجماعة.. و"منير" ينفي.. "هاشم": إجراء انتخابات خيالي.. "أبوالسعد": القيادة التاريخية تريد إلغاءها

محمود عزت
محمود عزت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تطورات جديدة تشهدها جماعة الإخوان بعد البيانات المتبادلة بين قياداتها التاريخية، المتواجدة في الخارج، من ناحية، ونظيرتها الشبابية التي تتولى إدارة الجماعة منذ فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، قبل عامين ونصف من الآن.. وكانت القيادات الشبابية قد قالت في تصريحات لوسائل إعلام إخوانية، على لسان المتحدث باسم الجماعة، محمد منتصر، اسم حركي، إن تطورات جديدة تم إدخالها على الجماعة تتمثل في تعديلات طرحت للنقاش على اللائحة، علاوة على ترجيحات بقرب إجراء انتخابات على مجلس شورى الجماعة. التصريح الذي خرج عن "منتصر" لحق بتصريح مقابل على لسان إبراهيم منير، نائب القائم بأعمال مرشد الجماعة، حيث نفى ضمنيًا كلام "منتصر"، قائلًا إنه من غير الوارد إدخال أي تعديلات على اللائحة.

ويلاحظ نبرة المهادنة في خطاب "منتصر" عن الخلافات مع القيادات التاريخية؛ مبررها بتفاوت في البيئة والثقافة والروئ بين الشباب وقياداتهم التاريخية.. وتجاهل "منتصر" التعليق على الاجتماع الذي عقده محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام للجماعة والمتزعم للقيادات التاريخية، في تركيا منتصف نوفمبر الماضي، ودعا فيه 15 فقط من مجلس شورى الجماعة المعروفين بولائهم له.. وخرج الاجتماع ببيان تبرؤ من دعوات العنف، فيما قال محللون إن الأهم من البيان الصادر هو دلالة الاجتماع التي لخصوها في رغبة "عزت" في التأكيد على استمرارية إحكام سيطرته على مفاصل الجماعة.

ورأى باحثون في الإسلام السياسي إن اللائحة ليست هي الأزمة الأساسية، إنما هي ورقة جديدة تجدد معها الخلاف القائم منذ مايو الماضي، حيث القيادات التاريخية تحاول استرداد إدارة الجماعة مقابل رفض القيادات الشبابية القائمة على إدارة الجماعة منذ فض رابعة.


وقال صلاح هاشم، الباحث في الإسلام السياسي، إن الأزمة الحالية التي تمر بها الجماعة ترسخ حقيقة إنها باتت كيانا مفككا، مشيرًا إلى أن الخلافات القائمة ليست على المرجعية الفكرية ولكنها على أمور إدارية.

وتوقع أن تتفتت الجماعة إلى كيانات صغيرة جميعها يحمل فكر الإخوان ولكن بصورة أصغر، مؤكدًا على أن البقاء والاستمرارية وقتها سيكون للأكثر قدرة على تغيير مواقفه والمهادنة مع الشارع والسلطة.

وتوقع أن يحدث هذا السيناريو بعد أربع سنوات على الأقل، مشيرًا إلى أن الجماعة ستستمر في هذا التخبط لحين تعديل أوضاعها وعلاقاتها بالشعب.. وبخصوص حديث القيادات الشبابية عن إجراء انتخابات داخلية وتعديل للائحة، قال إن هذا الخطاب أقرب للترويج والرد على القيادات التاريخية، أكثر من العملية والقدرة على التنفيذ، مبررًا رأيه بأن الجماعة معرضة لتضييق أمني يمنع إجراء أي انتخابات أو تجمع.

واتفق معه طارق أبوالسعد، الإخواني المنشق، حيث قال في اتصال هاتفي مع "البوابة نيوز" إن الأزمة لدى القيادات التاريخية أكثر منها عند الشباب، مشيرًا إلى انها تحارب للعودة إلى أوضاع ما قبل 2014، يقصد الاستعانة بشباب الجماعة في إدارتها.

ولفت إلى أن القيادات التاريخية تريد أن تتبع في انتخاباتها أسلوبها القديم، حيث الاختيار من بين مجموعة تم اختيارها ومباركتها من قبل مجلس شورى الجماعة، بشكل مسبق، ما يعين إن أي اسم سيتم اختياره من داخل هذه المجموعة مقبول.

وأكد على إن الخلاف القائم بين القيادات والشباب سيفصله المكاتب الإدارية، التي قال إنها محسومة حتى الآن لصالح "العواجيز"، أربعة مكاتب إدارية لهم مقابل ثلاثة لصف الشباب.

وبخصوص مدى إمكانية إجراء انتخابات، قال إن الأمر وارد وبطرق عدة، نافيًا أن تكون انتخابات بالشكل المتعارف من اقتراع وصناديق.. وتوقع أن يكون التصويت الشفهي هو الأنسب بحيث يعرب كل مكتب إداري في المحافظات عن رأيه ويتم حساب التصويت بشكل شفهي أيضًا.


من جانبه قال الدكتور حسن أبوطالب، المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن الضربات الأمنية والكراهية الشعبية للجماعة أدت إلى سلسلة من الصراعات لاستعادة التماسك الداخلي للجماعة مرة أخرى والسيطرة على الكوادر الأصغر التي تتحرك الآن بعيدًا عن توجيهات القيادات العليا التقليدية، التي يتواجد جزء كبير منها في السجون والآخرون خارج مصر.

وتابع في تصريحات لـ"البوابة نيوز": "الجماعة كذلك لم يعد لها نفس التأثير الذي اكتسبوه من قبل والحضور السياسي والمعنوي، وتعرضوا لانكشاف حقيقي أمام الرأي العام المصري، وهذا يعكس إلى أي مدى تمر الجماعة بمرحلة مصيرية وتواجه انهيارًا ذاتيًا داخليًا بفعل عدم قدرة هذه الجماعة وكوادرها وطريقتها في التنشئة على قراءة الأحداث والتطورات قراءة سليمة واقعية ".. مشيرًا: "الفترة القادمة ستشهد ترويج الجماعة للحديث عن تغيير اللائحة وإعادة تشكيل القيادات العليا ووجود تمرد في الجماعة ثم نفي ذلك، وهي كلها دلالات على أن الجماعة قد ضُربت في مقتل."

وأوضح أبوطالب أن اللائحة القديمة للجماعة، والتي تنادي الكوادر الشبابية بتغييرها، لا تتوافق مع الواقع الذي تعيشه الجماعة بالفعل، واعتبر أن المناداة بتغيير اللائحة تعبير عن الصراع الداخلي ما بين الكوادر الأقل أو غير المعروفة للرأي العام والقيادات الحالية، ودليل على الانقسامات وصراعات الأجيال في الداخل وأيضًا مؤشر على الصراع بين القيادات التي هربت وتلك التي لا تزال في السجون.

ونفى صحة ما قاله محمد منتصر من أن الخلاف داخل الجماعة هو مجرد "خلال تنوع واختلاف بين الأجيال"، قائلًا إن الصراع موجود بالفعل ومن ينكره كاذب، والدليل عليه انشقاقات وانقسامات وانتقادات تخرج بين الحين والآخر، وكذلك تغيير اللائحة يعتبر أحد مظاهر ذلك الصراع.

وأكد أبوطالب: "الصراع داخل الجماعة سيستمر في الاتساع، فالشباب يحملون القيادات القديمة تعمق أزمة الجماعة ويشعرون أنه لا بد من إيجاد وسيلة للتخلص من هذه القيادات نهائيًا، واللائحة أداة لتنظيم الصراع من وجهة نظرهم للتخلص منهم، لذا من يتمسك باللائحة حاليًا هم القيادات القديمة التي اعتادت على العمل بالطريقة السابقة."

وأضاف أن تنظيم الإخوان في مصر خاض تجربة عنيفة، ويعاني من وقوف الرأي العام ضده تمامًا، موضحًا: "من هنا تأتي الصراعات نتيجة فشل وخطأ في قراءة الواقع المصري وتصوراتهم الغبية بأنهم يستطيعون السيطرة على الحكم في المجتمع المصري، هنا دائمًا لا يتمتعون بمرونة فكرية كاملة، حيث ينتمون للتيار القطبي ودائمًا ما ينزعون إلى المواجهة وليس إعادة النظر في الأفكار ولا يعترفون بالنقد الذاتي، لذا دائمًا ما يتعرضون لهذه الضربات بين الحين والآخر."

وعن تبعات هذا الصراع على التنظيم، قال إن الشواهد الحالية وما تسرب من معلومات من مصادر مختلفة يؤكد أن بعض الكوادر الوسيطة تعيد النظر في بعض المبادئ الكبرى التي تقوم عليها الجماعة وترى أنه يجب تغييرها، نظرًا لانتهاء زمنها ولأنها لم تعد مفيدة في ظل التطورات التي تحدث في المجتمع المصري.. وتابع: "لكن لا يمكن تقدير مدى قوة الكوادر الوسيطة المعترضة نظرًا للطابع السري للجماعة، ما لم يظهروا ويعلنوا تغيير أفكارهم وتدشين انطلاقة جديدة للجماعة تنهي الجماعة القديمة إلى غير رجعة، وإطلاق جيل جديد للجماعة قوامه مبادئ معينة". ورأى أبوطالب أن مسألة وجود مراجعة حقيقية للفكر لا تزال مستبعدة نسبيًا في ظل الظروف التي تمر بها الجماعة.