الجمعة 11 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

اليوم الثاني لـ"داعش" في سرت.. المدينة تحت سيطرة قادة أجانب بالتنظيم.. ومسؤول التنظيم ضابط سابق بـ"جيش صدام".. اختطاف أعضاء بالبرلمان الليبي.. وتوقعات بزيادة القلق في شمال إفريقيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت تقارير صحفية أوروبية، أمس الأربعاء، عن ارتفاع وتيرة انتقال قيادات تنظيم «داعش» الإرهابى من سوريا والعراق إلى ليبيا، فيما يشبه حركة نزوح غير مسبوقة، ما اضطر الولايات المتحدة وبريطانيا إلى إرسال فرق متخصصة في الاتصالات وجمع المعلومات الاستخباراتية إلى ليبيا.
وقالت التقارير: إن أبوبكر البغدادي، زعيم التنظيم، وكبار قادته، يسعون لمواجهة التحولات الخطيرة التي شهدتها الحرب على التنظيم في سوريا، وخاصة في الرقة، معقله الرئيسي، ما دفعهم، حسب تحذيرات ومعلومات استخباراتية إلى التفكير في معقل بديل، والهروب مع قيادة التنظيم إلى مدينة سرت.
ونقلت صحيفة «لاستامبا» الإيطالية، عن مصادر استخباراتية مصرية، ارتفاع حركة وصول الدواعش إلى سرت، انطلاقًا من سوريا ومن العراق، خلال الأسابيع الماضية.
من جهتها، حذرت المخابرات الأمريكية، حسب الصحيفة، من خطة «داعش» للتمدد شرقًا وليس غربًا في اتجاه الحدود التونسية، بل في اتجاه مدينة إجدابيا، بهدف السيطرة على تقاطع طرق النفط المستخرج من الآبار الواقعة في الجنوب، وذلك بعد سيطرته على مدن مهمة مثل أبوقرين والنوفلية ودحر قوات مصراتة التي كانت تسعى لإقصاء التنظيم من سرت.
وتقع سرت تحت إدارة كاملة من قياديين أجانب ينتمون لـ«داعش» انتقلوا إلى ليبيا مؤخرا، هربًا من القصف الغربى والروسى الذي زادت وتيرته في سوريا والعراق، ومن بين هؤلاء أبو على الأنباري، الضابط في الجيش العراقى في عهد الرئيس صدام حسين، الذي أصبح لاحقا أحد القياديين البارزين في «داعش».
وقال مسئولون غربيون وسكان محليون إن «الأنباري» وصل إلى سرت بواسطة قارب عبر البحر المتوسط.
من جانبه، أوضح باتريك بريور، المحلل المتخصص في شئون مكافحة الإرهاب، أن فرع ليبيا هو إحدى أذرع داعش التي تُثير قلقا كبيرا، مضيفا: «هذه هي المحطة التي يسيّر داعش عبرها جميع تحركاته في شمال أفريقيا».
ومن الأسباب التي تجعل ليبيا مركزًا لنشاط تنظيم «داعش» مساحة البلاد الشاسعة، وموقع ليبيا الجغرافى الإستراتيجي المطل على ٦ دول هي «مصر، تونس، الجزائر، تشاد، السودان والنيجر»، إضافة إلى حجم ثرواتها، وشبه انهيار الدولة كلها، وكثرة الرحلات المنطلقة من الأراضى الليبية باتجاه جنوب أوربا في إطار الهجرة السرية.
اختطاف أعضاء بالبرلمان الليبى
بعد تعرض مواقعه في سوريا والعراق لضربات قاتلة، بدأ تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» الإرهابى في تنفيذ مخطط تكثيف تواجده في ليبيا، خاصةً عقب إعلان مدينة «سرت» عاصمته الأولى في الدولة، أمس الأول، وبدأ في بسط نفوذه والتوسع في شن هجومه على أماكن تواجد النفط والغاز ليتمكن من دعم إرهابية في درنة ومصراتة وطرابلس، كما يستعد للسيطرة على مدينة أجدابيا.
ويسعى التنظيم لتنفيذ خطة السيطرة على الساحل الليبى والتوسع منه إلى امتداد الساحل الإفريقى وشمال القارة، كما يسهل موقع سرت المطل على البحر المتوسط انتقاله إلى دول أوربا خاصة إيطاليا التي يضعها التنظيم نصب عينه، بحسب تهديدات أبو محمد العدناني، المتحدث باسم «داعش»، التي قال فيها: «روما سندخلها لا كذب، وهذا وعد».
وشن «داعش»، أمس، سلسلة من الهجمات والمطاردات في المدينة لعدد من المنتمين للحركات الأخرى، وعلى رأسها ميليشيا فجر ليبيا، وما يعرف بـ«جيش الكرامة»، والرافضون لسياسته من عناصر «أنصار الشريعة» ليجعلها «داعشية» خالصة.

وأعلن التنظيم الإرهابي، عبر منتدياته على مواقع التواصل الاجتماعى، أن غدًا «الجمعة» يوم احتفال رسمى عقب انتشاره في المدينة وتخريج أول دفعة ممن أطلق عليهم «أشبال الخلافة في سرت»، في إشارة إلى الأطفال الإرهابيين الذين تربوا في معسكراته، وتشمل الدفعة 85 طفلا لم تتجاوز أعمارهم 16 عاما تم تدريبهم على التفخيخات والعمليات الانتحارية والرماية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وجميعهم «ليبيون» من سرت، وبنى وليد، وبنغازى ودرنة، وأجدابيا، والنوفلية.
كما أشار إلى أن الجمعة سيشهد أيضًا ما أطلق عليه «ملتقى الدولة الإسلامية»، في مدينة سرت لتعليم الأطفال علومه المختلفة، التي يهدف بها غسل أدمغتهم لبث الفكر المتطرف فيهم.
في السياق نفسه، كشف مصدر بمجلس شورى درنة لـ«البوابة نيوز»، وقوف التنظيم خلف اختطاف كل من عضو البرلمان نبيل، والشاب ربيع بوخرم، من سكان مدينة أجدابيا القريبة من سرت، واستهداف منزل محمد آل بسيط وشقيقه، القياديين في جيش الكرامة في أجدابيا، وقتل المواطن عبدالحميد الجازوى بجانب محاولة اغتيال عمر الحجازي، مدير إدارة مركز الخبرة القضائية.
وقال المصدر، إن التنظيم أرسل عناصر تابعة له إلى منطقة «النوفلية» القريبة من أهم منبع نفطى في ليبيا بمنطقة أجدابيا، للسيطرة على حقل السرير وحقل الواحة النفطية في منطقة حوض سرت، مما دفع «بشير بوضفيرة»، العقيد في الجيش لإعلان المدينة منطقة عسكرية وهدد باستهداف أي تحرك عسكري دون سابق إنذار في المدينة التي تشهد تدهورا في الوضع الأمنى وارتفاع حالات اغتيالات في صفوف القادة العسكريين والأمنيين على يد التنظيم.
من جانبها، دقت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، ناقوس الخطر، عبر بيان عبر صفحتها الرسمية، أمس، أكدت فيه أن «داعش» سيحول سرت لعاصمة منكوبة تمثل خطرًا على الإنسانية كلها، مؤكدةً أن ذلك سيؤدى إلى تصاعد وتيرة الجرائم والانتهاكات البشعة والجسيمة لحقوق الإنسان في ليبيا.
وقالت إن طبيعة ممارسات وجرائم «داعش» وأنصار الشريعة المرتكبة في ليبيا ترتقى إلى حد ارتكاب جرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية في ظل فشل واضح للسلطات الليبية المتعددة في حماية المجتمع، داعيةً المجتمع الدولى لإنقاذ المدن الليبية قبل وقوعها كاملة في يد التنظيم.
3 آلاف مقاتل تابعين لـ«البغدادى» بليبيا
فيما قال خبراء الأمم المتحدة الذين يراقبون تنظيم داعش والجماعات المرتبطة بـ«القاعدة»، بتكليف من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إن داعش في ليبيا لديه ما بين ألفين و3 آلاف مقاتل، وإنه الفرع الوحيد الذي يتلقى الدعم والتوجيه من معقل التنظيم في سوريا والعراق، بحسب «رويترز».
وفى تقرير مكون من 24 صفحة تم توزيعه على الصحفيين، أمس، قال الخبراء إن معظم مقاتلى «داعش» في مدينة سرت، وإن الجماعة أظهرت بوضوح عزمها السيطرة على المزيد من الأراضى في ليبيا لكن يبدو «أن قدرتها محدودة» على التوسع سريعًا.
وقال مسؤولون غربيون: «إن بريطانيا دفعت بقوات خاصة في ليبيا لمواجهة مساعى تنظيم داعش الإرهابى لفتح جبهة قتال جديدة في البلاد».
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية عن مسؤولين غربيين قولهم إن المملكة المتحدة، وأمريكا أرسلتا سرا قوات خاصة للمراقبة وجمع المعلومات الاستخباراتية وسط ليبيا خوفًا من نقل «داعش» قاعدته الأساسية هناك.

وبحسب الصحيفة، فإنه مع خسارة «داعش» السيطرة على أراضيه في سوريا والعراق، بدأ التنظيم في التفكير في استبدال أماكنه بليبيا لاستمرار كيانه في حال اضطر للنزوح من الأراضى التي سيطر عليها.
وأعلن داعش رسميًا دولته المزعومة في ليبيا، وبدأ مبكرًا الاستعداد لتطوير قدراته العسكرية وتوسيع مناطق نفوذه غربا وشرقا، وذلك باستخدام أسلحة حديثة، حصل عليها بمساعدة دول إقليمية من عصابات استولت على ترسانة أسلحة النظام الليبى السابق.
وكشفت مصادر خاصة لـ«البوابة نيوز»، أن التحول العسكري الأخير، الذي طرأ على قدرات تنظيم داعش في ليبيا، جاء بفضل ضباط وقيادات عسكرية سابقة في جيش العقيد معمر القذافى.
ومن أبرز القيادات العسكرية الليبية في التنظيم خبراء في سلاح الطيران يعملون الآن على تطوير قدرات داعش الجوية.
وعبّر رئيس الحكومة الليبية، المعترف بها دوليًا، عبد الله الثني، عن تفاؤل حكومته بتعيين مارتين كوبلر، في منصب المبعوث الأممى لليبيا، وأوضح أن بلاده جاهزة للتعامل مع أي مبادرة؛ روسية أو صينية، لإنهاء وجود التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها «داعش»، مطالبًا بسرعة رفع الحظر عن تسليح الجيش الوطني.
وحول التسريبات التي تتردد عن أن الحكومة المصرية، تمنح الجيش الليبى السلاح، بشكل واضح، قال «الثني»، لوكالة «سبوتنيك» الروسية: «بعض الدول، التي لا تتمنى الخير لليبيا، تحاول توريط الحكومة المصرية في القضية الليبية، ويتهمونهم، حتى يجدوا لأنفسهم حجة عند دعمهم المجموعات المسلحة، طبعًا هذا ليس حقيقيًا».
وكشف تقرير وارد من مركز «ستراتفور» للدراسات والأبحاث الجيوسياسية الإستراتيجية، عن أن إيطاليا ترى مصر مفتاحًا لحل المعضلات التي تواجهها حاليًا، مشيرًا إلى أن روما بحاجة إلى القاهرة لتحقيق استراتيجيتها في الفترة القادمة.
وأضاف التقرير، أن الأحداث في أوربا الشرقية وشمال إفريقيا جعلت إيطاليا وروسيا وليبيا ومصر أربعة أضلاع متصلة، حيث إن إيطاليا تسعى جاهدة للتعاون مع موسكو، لأنها تريد الدعم الروسى لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وأكد التقرير أن إيطاليا قلقة من عدم استقرار الأوضاع في ليبيا، الذي من المرجح أن يضر بوارداتها من الطاقة.