لم تكن عودة "شارة" الكابتن في النادي الأهلي إلى حسام غالي مفاجأة، خاصة أنه فعلا يستحق أن يكون "القائد" للقلعة الحمراء، والجميع في الوسط الرياضي يعلمون أن شخصية "الكابيتانو" ملتصقة بغالي حتى في حال عدم منحه الشارة، ولكن عودة "الشارة" كان فصلا جديدا من مسلسل "سقوط المبادئ" في القلعة الحمراء على يد مجلس الإدارة الحالي بقيادة محمود طاهر.
غالي يستحق بكل تأكيد أن يكون قائدا للأهلي مع احترامي لجميع لاعبي الفريق، كما أنه يتمتع بشخصية "الكابتن"، فعندما ترى غالي في الملعب تشعر بالارتياح، والطمأنينة، ولكن التصرف الذي قام به خلال مباراة حرس الحدود في الدوري الموسم الماضي، والتي تم سحب شارة القيادة على إثره كفيل بطرده من النادي، وليس سحب الشارة فقط، "خاصة أن مبادئ الأهلي التي يتشدق بها المجلس الحالي، أكبر من أي لاعب مهما كان اسمه ونجوميته وإنجازاته.
محمود طاهر، الذي ملأ الدنيا ضجيجا عندما دخل صراع الانتخابات في النادي الأهلي، خلفا لحسن حمدي، مؤكدا أنه خليفة المايسترو الراحل صالح سليم، وأن شعار "الأهلي فوق الجميع" هو المبدأ الذي يسير عليه، ويسعى لتفعيله، في حال فوزه بكرسي الرئاسة، ولكن، عندما وصل إلى مراده وهدفه، ألقى بمبادئ القلعة الحمراء، خارج الأسوار، وتعامل مع النادي على أنه "عزبة" يمتلكها ويتصرف فيه على طريقة "العمدة".
مجلس الأهلي الحالي ضرب بالمبادئ التي يسير عليها النادي عرض الحائط، وتجهل شعار "الأهلي فوق الجميع" الذي كان يحكم القلعة الحمراء خلال العقود الماضية، برعاية المجالس السابقة، ويكفي أن الأسطورة صالح سليم، سحب شارة "الكابتن" من العملاق والحارس التاريخي أحمد شوبير عام 1993 بسبب مشادة بسيطة مع علاء عبدالصادق لاعب الفريق، وتم حرمان الحارس الكبير من ارتداء الشارة حتى الاعتزال، وغيرها كثيرا من المبادئ التي ترسخت في عصر "المايسترو" من الاستغناء عن التوأم، ورحيل الجيل الذهبي في بداية التسعينيات، وهو ما سار عليه وزير الدفاع الأهلاوي والرئيس السابق والتاريخي من وجهة نظري، حسن حمدي عندما أيد قرار البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني الأسبق بسحب "الشارة" من عصام الحضري ومنحها لشادي محمد، رغم إنجازات "السد العالي" ولكن حسن حمدي رفض جميع الضغوط لإعادة "الشارة" للحضري رغم أن الخطأ الذي ارتكبه خلال مباراة الأهلي واتحاد العاصمة الجزائري في دوري الأبطال 2005. ممكن أن يقع فيه أي حارس مرمى.
هذه نماذج قليلة من المواقف التي هيمن فيها شعار "الأهلي فوق الجميع" ولكن رغم فداحة الخطأ الذي ارتكبه غالي" قرر محمود طاهر العفو عنه وإعادة "الشارة" في واقعة تفتح المجال أمام "التجاوزات".
هذا الأمر جعل الجميع على يقين أن زمن المبادئ في الأهلي انتهى، وأن المجلس الحالي أثبت يوما بعد الآخر أن "المجاملات" والعلاقات الشخصية هى التي تحكم القلعة الحمراء.. وفي النهاية نقول "سلام يا مبادئ" على طريقة الفنان المخضرم عادل إمام في فيلم "سلام يا صاحبي".