استطاع الرئيس السيسى، أن يعيد السعادة إلى قلوب المصريين بعد عقده الاتفاق المصرى الروسى لبداية إنشاء أربعة مفاعلات نووية «سلمية»، لتدخل مصر بخطى ثابتة إلى دول العالم المتقدم، ولا أعلم لماذا لم يعط الإعلام المصرى الاهتمام الكافى بهذا الحدث التاريخى.
وكان فى اختيار موعد التوقيع رسالة للداخل والخارج من الرئيس الذى يجيد اختيار توقيتات المشاريع بدقة مبهرة، فأرسل للخارج أنه رغم الحرب التى نخوضها منفردين ضد الإرهاب، والتى يتوقع أعداؤنا أن تكون تلك الحرب الاستنزافية نهاية القوات المسلحة الباسلة، لاعتقادهم أن الجيش العظيم ستنكسر إرادته أمام حرب العصابات التى نخوضها ضد فئران الإرهاب الذين صدروهم لنا، ولكن خذلهم الجيش بصموده ودأبه على تعزيز أدواته وتدريباته، ورفع كفاءته وبمثابرة رجاله الذين لا يملون حماية مصر وشعبها، وبدلًا من رفع الراية البيضاء ومطالبة ماما الإرهاب «أمريكا» وزعيم العصابة وحواريوه بإنهاء اللعبة، وطرح طلباتهم ومشروعاتهم وتقسيماتهم على ترابيزة مفاوضات ونرضى بها، ونحن منكسرون ضعفاء، جعلناهم يسقطون فى بحور التخبط وتظهر سوءاتهم على مرأى ومسمع من العالم.
فلم يعد خافيًا على أحد أنهم زعماء الإرهاب وصانعوه وممولوه، فكان التآمر على الطائرة الروسية وضحاياها الأبرياء لتسقط على أرض سيناء فخًا كبيرًا يسقط فيه زعيما العالم الشريفان النقيان السيسى وبوتين، ولكن لأنهما يعلمان شباك العنكبوت التى تنسج لهما لتضع حدًا للتفاهم والتعاون المشترك.. فتعاملا بمنتهى الذكاء والحرفية فى إدارة البلاد وإطفاء نيران المؤامرة، فكان لابد للزعيم بوتين أن يوقف الرحلات الروسية والسائحين، حتى يطفئ لهيب الغضب الشعبى، ولأنهم من زاوية أخرى لا يقبلون تكرار نفس الخطأ مرتين، وظن المتآمرون أن زعيمنا سيغضب ويحدث الشقاق، فأظهر الرئيس السيسى بحكمته وحنكته تفهمه الكامل لقرارات الزعيم الصديق بوتين، وبعد برهة من الهدوء كانت المفاجأة بتوقيع الاتفاق ١٩ نوفمبر يوم ميلاد الرئيس، لأن هؤلاء يقدسون التواريخ وحساباتها ولا يختارونها عشوائيا، وإنما يكون لكل منها دلالته، ليكون تاريخ ميلاد منقذ مصر تاريخا جديدا لإنقاذها مرة أخرى من خلال الاتفاق النووى، ويعلم رئيسنا تلك الإشارة ومدلولها فى قلوب أعدائه، فكما أنقذ الرئيس مصر من السقوط بعد أن شرب المتآمرون الكؤوس احتفالًا باقتراب النصر والحصول على الغنيمة الكبرى مصر..فأعاد إليهم الهزيمة ثانية بعد اعتقادهم أن الحالة المصرية الروسية سادها التوتر، ولم تعد كما كانت، واهتز العديد من المواطنين المصريين خشية تحول الموقف الروسى وتغير نبرات الرئيس بوتين فى الحديث..وهو تحليل يفتقد الدقة، فالرجل صادق وصريح ولا يخشى فى الحق لومة لائم، ويعلم من معه ومن ضده، وقارئ ومحلل لكل الأحداث، ويقف بصلابة لنصرة سوريا، لأنه انتصار لروسيا وللمنطقة العربية المستهدفة، فهو كالرئيس السيسى رجل مخابرات عسكرى على علم بدقائق الأمور، فليس بالسهل الوقوع فى أفخاخ هؤلاء..أما الرئيس السيسى فقال بكل شجاعة مرحبًا بروسيا لنتعاون فى دحر الإرهاب.
وكما فى الرسالة السابقة من مضامين للخارج كان مثلها للمصريين، فهو يعلم جيدا أنه فى عيون وحياة المصريين المنقذ الذى وقف فى ظهر شعب يستغيث به، لإنقاذ وطن سرق فى غفلة منه، وبعد أن رأى التهكم والاستهانة به من جماعة مليئة بهذا الكم من الحقد والأنانية واللامبالاة بنعمة الوطن!!..فوقف الرجل بمصريته وبشرف مؤسسته العسكرية ولم يخش على حياته أو من التحدى الصعب بالوقوف أمام دول كبرى محطمًا أحلامهم وإرادتهم وأموالهم، وتحمل حملًا تنوء عن حمله الجبال، وحقق النصر على حساب راحته واحتياجاته الإنسانية، لهذا شعرت أن الرئيس يرتدى رداء مصر، لتمنحنا هى المنقذ الثانى لمستقبل الأجيال القادمة، وشعرت أن «الرئيس» السيسى يربت على كتف «المواطن» السيسى بعد رحلة العناء والصراع الذى لم ينته بعد، ويقول له: لقد سهرت وشقيت كثيرا وتمنيت الخير والرزق الوفير لأهلك وبلدك، وها هو أقدمه لك لتضع قدميك على باب المستقبل المشرق، ويقدم له هذه الهدية العظيمة من حاكم مصر، لمواطن خاف خوفنا ووقف متألمًا أمام الاستهتار بقيمة مصرنا وعزة وكرامة جيشنا الذى حاولوا التلاعب به لضرب قياداته بعضهم بعضًا، ظنا منهم أن رجاله مثلهم أشباه رجال..لم يعلموا تاريخه ولا عقيدته ولا نبل وشهامة رجاله التى تجعلهم يفدى بعضهم بعضا.. لا يهابون الموت فى سبيل حماية الأرض والشعب.. ظنوا أنهم يضربون القيادات وسيحدثون خللا بالمؤسسة العسكرية ويشعلون بها نيران الفتن والتفكك ليتحقق الحلم بتحويل الجيش إلى قوات محاربة الإرهاب وكفى!!..ولكن كيف لهؤلاء أن يقفوا أمام سيف العروبة المسلول، أمام رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. فكانت هزيمتهم وخروجهم من رحمة الأرض الطاهرة الآمنة.. فشكرا لزعيم الأمة على هديته لمواطنيه فى عيده والتى قدمها للحاضر والمستقبل للتقدم والرخاء، وكل المحبة للزعيم بوتين الرجل القوى الذى سينهى أحلام أمريكا باستحواذها علي حكم الأرض هى وشريكاها إنجلترا وإسرائيل.. فهذا الثالوث كيان واحد فى صور مختلفة وأدوار متنوعة.
وسيكون النصر حليف العاملين على القضاء على الإرهاب وأعوانه، الذين يريدون أن يعم السلام والخير على البشرية.