الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ماذا لو "الكعبة" في القدس؟!

 الشاعر مايكل عادل
الشاعر مايكل عادل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إنت فين يا مقدس؟ روحت فين؟ ماحدش سمع لك حس يعني؟.. لم يجب عليّ.. لأن ببساطة لم يعد هناك لقب "مقدس".. فيه "يا عم الحاج".. فالمصريون منذ زمن بعيد.. كانوا يتبادلون الألقاب.. المسيحي يقول لصاحبه: "يا حاج فلان".. والمسلم يقول لصاحبه: "يا مقدس فلان".. هذه الكلمات نقصت.. المقدس اختفى ولم يعد..
الحاج ينادي: "إنت فين يا صاحبي.. مش لاقيك.. أنا نفسي أرجع اقول لك يا مقدس.. ماتسبنيش لوحدي"، المقدس يرد: " غصب عني يا صاحبي.. أنا مسجون.. مش عارف اتحرك ولا أجي لك.. حاول تساعدني.. انقذني من الناس اللي عايزاني أموت"..
ملايين من المسيحيين في العالم كله يذهبون إلى القدس المحتلة، إلا الاقباط الأرثوذكس في مصر، حتى الاقباط الكاثوليك والبروتستانت يذهبون اليها.. " إشمعنا بقي ؟ ".. هذا الحرمان جعل بداخل كل قبطي "وجع" و" ظلم ".. يتحدث مع نفسه قائلًا: " يعني ياربي.. كل الناس بتروح تقابل السيد المسيح في القدس وتسلم عليه إلا إنا "..
بالتأكيد.. أن هناك طلب فلسطيني متكرر بالسماح للمصريين، والأقباط منهم خصوصًا، بزيارة مدينة القدس للحفاظ على هويتها ومنعًا لمحاولات تهويدها.. كنت حريصا على الحضور إلى المقر البابوي خلال لقاءات وزيارات الرئيس أبو مازن للبابا شنودة والبابا تواضروس مؤخرا.. وجدته متحمسا وداعيا بل راجيا الكنيسة بالسماح للأقباط بالذهاب إلى القدس.. والسؤال هنا: هل الرئيس الفلسطيني يريد من الكنيسة التطبيع مع إسرائيل ؟!.. اعتقد لا
اتعجب من هؤلاء الذين يرفضون تدخل الكنيسة في السياسة وهم الذين يوافقون على منع زيارة الاقباط للقدس.. اتعجب من هؤلاء الذين يعارضون زيارة البابا إلى القدس وهم الذين صامتين على تصدير الغاز المصري لإسرائيل.. وادعوكم للتساؤل معي.. وارجوكم في الاجابة.. ماذا سيكون رد الفعل إذا كانت " الكعبة الشريفة " في القدس ؟!.. هل اخوتي واصدقائي المسلمين سيتركونها ؟!.. أم سيلاحقون المحتل ويحاولون بشتي الطرق طردهم والتمسك بحقهم ؟!..
لقد شاهدت نظرات الحيرة في اعين البابا تواضروس أثناء اتخاذ قراره بالسفر.. وكان هذا المشهد خلال احتفال الكنيسة بانطلاق قناة كوجي للأطفال في مطرانية شبر الخيمة.. وكم تتخيلون الاتصالات الهاتفية التي تلقاها البابا في هذا الأمر ؟!.. يحتفل ويفكر.. يعظ ويفكر.. يضحك ويفكر.. وكأنه يقول بداخله: " ماذا افعل ؟!.. انا مضطر اسافر القدس.. لأن وصية حبيبي الانبا ابراهام لازم انفذها".
البابا تواضروس اخد كبسولة " شجاعة ".. وهينتج عنها مجموعة " فيتامينات ".. فكّر فيها.