الثلاثاء 21 يناير 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

فاروق العقدة.. رجل المهام الصعبة

 فاروق العقدة  محافظ
" فاروق العقدة " محافظ البنك المركزى السابق
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فاروق العقدة.. كان أهم شخصية مصرفية في مصر على مدى عقد كامل منذ توليه منصب محافظ البنك المركزي، فقد عاصر ثلاثة رؤساء في أشد فترات مصر التاريخية، اضطرابا وكان لقدرته على التعامل معهم، ومهارته في الإقناع، سببا لاستمراره في المنصب الأرفع في القطاع المصرفى المصرى، لمدة 9 سنوات، ليكون أطول محافظى البنك المركزى بقاءً في منصبه منذ عام 2003 حتى 2013 فنجح خلال تلك الفترة في إعادة هيكلة القطاع المصرفي في البلاد وضبط أسعار الصرف والتحكم في الدولار.
ورشحت المهارات الاقتصادية العقدة ليكون رئيسا للوزراء وبالفعل تفاوض معه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك على تولى منصب رئيس الوزراء إلا أن اعتراض العقدة على وزراء المجموعة الاقتصادية وقتئذ حال دون ذلك، حيث اشترط أن يتم تغير ثلاث وزراء مقابل القبول بالمهمة الجديدة.
وعيّنه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، محافظًا للبنك المركزي المصري خلفًا للدكتور محمود أبو العيون الذي كان يشغل المنصب منذ أكتوبر 2001، وهو من مواليد محافظة الدقهلية عام 1943، تخرج في كلية التجارة جامعة عين شمس عام 1965، عمل معيدًا في الجامعة وحصل على الماجستير من جامعة بنسلفانيا عام 1980، ثم حصل على الدكتوراة عام 1983 من نفس الجامعة.
بدأ في أعقاب ذلك رحلة صعود نجمه عندما أصبح مديرا اقليميا لبنك أوف لاين أمريكا مصر في الفترة ما بين 1984 1986 ثم عضو مجلس إدارة اتحاد المصرفيين العرب في نيويورك حتى عام و1989 ثم عاد إلى مصر ليفيد القطاع المصرفي بخبراته التي اكتسبها حيث عمل عام 1998 مستشارا لمحافظ البنك المركزي حتى عام 2001 ثم عضو مجلس إدارة البنك الأهلي مصر في عام 2002 ثم أصبح رئيسا للبنك الأهلي في الفترة ما بين 2003 و2004 ثم تقلد منصب محافظ البنك المركزي عام 2004 ليستحق أن يطلق عليه رجل المهام الصعبة حيث تمكن من أن يأخذ بيد القطاع المصرفي في أحلك الظروف وتنفيذ خطة الإصلاح المصرفي.
ارتكزت الخطة الإصلاحية التي قادها العقدة على خمسة محاور رئيسية تتمثل في دمج البنوك الصغيرة بما يسمح بتقوية الكيانات المصرفية والمحور الثاني تمثل في خصخصة أحد بنوك القطاع العام وتم اختيار بنك الإسكندرية لهذا الغرض ونجح في اتمام الصفقة على الرغم من العراقيل التي أحاطت بها والمحور الثالث تمثل في خصخصة مساهمات البنوك العامة في البنوك المشتركة تمهيدا لدمج هذه البنوك لإيجاد كيانات مصرفية أكثر قوة وقدرة على المنافسة أما المحور الرابع فتمثل في إعادة الهيكلة المالية والإدارية لبنوك القطاع العام والمحورالخامس اهتم بحل مشكلة التعثر المصرفي لتوفير المناخ المناسب لعملية النمو الاقتصادي.
وبعدما قدم استقالته في 2013 وبعد تكريمه من قبل رفاق رحلته، في البنك المركزى واتحاد بنوك مصر والبنوك المصرية، سافر العقدة، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لينقل محل إقامته هو وعائلته إلى هناك، ليعيش على أرض أكثر دول العالم تأثيرًا في السياسة الدولية، ويعتزل العمل العام، وسط إصراره الشديد على عدم تولى أية مناصب سياسية أو استشارية بعد تركه منصب محافظ البنك المركزى.
ولكن الآن وبعد قرار الرئيس السيسى بإعادة تشكيل المجلس التنسيقي للمركزي وتعيين العقدة كعضو من ذوي الخبرة يعود العقدة من جديد إلى البنك المركزى بمهمة جديدة.