الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

خبير آثار يطالب بإحياء طريق صلاح الدين الحربي بسيناء


صلاح الدين الايوبي
صلاح الدين الايوبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد د. عبدالرحيم ريحان، الخبير الأثري، أن الطريق الحربي الذي سلكه صلاح الدين عبر سيناء لقتال الصليبيين، هو أشهر وأهم الطرق الحربية في العصر الإسلامي في العالم، وكان يسلكه في غزواته بالشام، وأنشأ عليه مراكز محصّنة ونقاط حراسة وبنى قلعته برأس سدر “,”قلعة الجندي“,”، وقلعته بجزيرة فرعون بطابا لتأمين هذا الطريق، الذي يبدأ من القلزم “,”السويس“,” إلى وادي الراحة حتى يصل إلى قلعة الجندي (100 كم جنوب شرق السويس)، وينحدر إلى وادي العريش ثم عدة أودية حتى بئر الثمد (180 كم جنوب شرق السويس)، وعبر عدة أودية وجبال إلى وادي طويبة الذي يؤدي لجزيرة فرعون (260 كم شرق السويس)، ثم يستمر شرقًا إلى مفرق العقبة.
ويضيف د. ريحان أن إحياء الطريق يتمثل في مشروع لترميم وتطوير قلعة الجندي، وفتحها للزيارة ووضعها على خريطة السياحة، كرحلة متكاملة عبر سيناء، لزيارة قلعة الجندي وقلعة صلاح الدين بطابا، وإنشاء خدمات سياحية على طول الطريق، لتسويق المنتجات السيناوية، وتنظيم رحلات سياحة السفاري والتعايش وسط مجتمع الصحراء بعاداته وتقاليده، وهي سياحة رائجة على مستوى العالم.
وإنشاء مجتمعات بدوية على طول الطريق ومخيمات وقرى سياحية بطراز العمارة الحربية في العصر الأيوبي، المستقاة من التصميم المعماري لقلعتي صلاح الدين بسيناء وكذلك تمهيد شبكة الطرق لتيسير الدخول للقلعة، القابعة في طريق غير صالح للسيارات العادية بين رأس سدر بجنوب سيناء وقرية صدر الحيطان بوسط سيناء، ويتطلب ذلك تعاونًا بين وزارة الدولة لشئون الآثار ومحافظة جنوب سيناء ووزارة السياحة ورجال الأعمال بسيناء.
قلعة الجندي
وعن قلعة الجندي، يشير الدكتور ريحان إلى أنها مسجلة كأثر من الآثار الإسلامية بالقرار رقم 336 لسنة 1989، وتبعد 100 كم جنوب شرق السويس، وسميت بهذا الاسم لوقوعها على رأس تل يشبه رأس الجندي، وقد توفرت لهذه القلعة كل وسائل الحماية فهي مبنية على تل مرتفع 645 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وشديدة الانحدار فيصعب تسلقها ومهاجمتها، ومحاطة بخندق اتساعه ما بين 5 إلى 6 أمتار، ما يزيد من مناعتها، والقلعة قريبة من مصادر المياه الصالحة للشرب، حيث تقع على بعد خمسة كيلو مترات منها عين ماء تسمى “,”عين صدر“,” ما يزال أهل سيناء يستعملونها حتى الآن.
كما أنها قريبة من مجرى سيل لذلك أنشأ جنود القلعة سدًا في واد عميق قرب القلعة لحجز مياه السيول، والقلعة بناها صلاح الدين من عام 1183 إلى عام 1187م من الحجر الجرانيتي والجيري والرملي، باستغلال مفردات وخامات البيئة السيناوية، وتتكون من عدة مستويات كل مستوى مخصص لغرض حربي أو مدني معين، تتكون من شكل مستطيل غير منتظم الأضلاع طولها ما بين 100 إلى 150 مترًا وأقصى عرض 120 مترًا محاطة بسور دفاعي عرضه متران دعمت أركانه بأبراج دفاعية، وتحوى ثلاثة خزانات للمياه ومسجدين ومصلى، والمصلى هو المكان المخصص لصلاة العيدين فقط، ويحتوي على محراب فقط لتحديد اتجاه القبلة وموقع مكشوف.
قلعة صلاح الدين
وبخصوص قلعة صلاح الدين بطابا، يؤكد د. ريحان أنها من أهم معالم طابا ومسجلة أثرًا إسلاميًا بالقرار رقم 41 لسنة 1986 وتبعد 10 كيلو مترات عن مدينة العقبة وتبعد عن شاطئ سيناء 250 مترًا، وتمثل قيمة تاريخية ثقافية مهمة أنشأها صلاح الدين عام 567هـ 1171م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج المصري عبر سيناء.
وتحوي منشآت دفاعية من أسوار وأبراج وفرن لتصنيع الأسلحة وقاعة اجتماعات حربية وعناصر إعاشة من غرف الجنود وفرن للخبز ومخازن غلال وحمام بخار وخزانات مياه، ومسجد أنشأه الأمير حسام الدين باجل بن حمدان.
وبنيت القلعة من الحجر الناري الجرانيتي المأخوذ من التل التي بنيت عليه القلعة ولها سور خارجي كخط دفاع أول يخترقه تسعة أبراج دفاعية ثم تحصينان شمالي ويخترقه 14 برجًا، من بينها برج للحمام الزاجل وتحصين جنوبي صغير.
وقامت منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية بأعمال عديدة بالقلعة منذ عام 1985، منها مشروع ترميم شامل وأعمال حفريات، أسفرت عن كشف آثار مهمة ولوحات تأسيسية أكدت بناء القلعة في عهد صلاح الدين، ودورها الحضاري وملامحها المعمارية الأثرية، وتم مؤخرًا مشروع ترميم وتطوير للقلعة شمل ترميم السور الخارجي وإظهار المناطق المكتشفة به، وحمايته من عوامل النحر والانهيار بواسطة أمواج البحر الشديدة في فصل الشتاء والتي تصل إلى داخل الجزيرة نفسها وعمل لوحات إرشادية مزودة بالمادة العلمية وتأمين الصعود للقلعة وعمل برجولات خشبية لراحة الزائرين وخطة إضاءة تتيح زيارة القلعة ليلاً لو تم توظيفها في أنشطة ثقافية.