الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أبوالفتوح.. سكت دهرًا ونطق جهلًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتبت منذ سنوات محذرًا من الكادر الإخوانى المدعو عبدالمنعم أبوالفتوح، وراحت تلك الكتابة مع الرياح، بعد أن رأى أنصار الضوضاء فى أبو الفتوح حلًا لمشكلاتهم مع الواقع المرتبك سياسيًا، تمامًا كما رأى أهل المدينة الساحلية الخربة أن هجوم البرابرة على مدينتهم، واحتلالها قد يكون مخرجًا لمشكلاتهم، وكتب كفافيس قصيدة رائعة فى هذه اللقطة أسماها «فى انتظار البرابرة».
لم يأت البرابرة وجلس أهل المدينة ينتظرون على الشاطئ، ولكن أبوالفتوح جاء مرتديًا زى الحكماء وناصحًا بضرورة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بمصر، لكى تخرج مصر من أزمتها، وإذا تذكرنا ابتكار الانتخابات الرئاسية المبكرة كحل، سنعرف أنه كان مقترحًا من جبهة الإنقاذ، لمواجهة حالة التردى التى أصابت البلاد فى زمن المعزول مرسى، وأنه تم اقتراحه بعد نزول الناس للشوارع والاستشهاد أمام قصر الرئاسة، وبعد تكريس توجه محدد فى نظام الحكم اسمه «أهلى وعشيرتى».
تعامى أبوالفتوح عن كل تلك المقدمات، ليقفز إلى النتيجة هاتفًا بها من فضائية تحت مستوى الشبهات، تلك الدعوة الخبيثة التى رماها أبوالفتوح واختبأ، ليست العصا الأولى لوقف دولاب عجلة الدولة المصرية التى تحاول النهوض بعد ٣٠ يونيه لتؤسس دولة القانون، فقد اجتهد تيار الإسلام السياسى، والذى يعتبر أبوالفتوح أحد قادته فى ابتكار العراقيل، لوقف تقدم الدولة المصرية من التظاهر المسلح، إلى التفجيرات، إلى اللعب فى أسعار الدولار، إلى تحريض دول الغرب على مصر، إلى تأسيس منصات إعلامية معادية. ورغم كل تلك الأدوات الحربية فى مواجهة مصر وشعبها نعم هم لا يواجهون السيسى، هم يواجهون مصر وشعبها، أقول كل تلك الأدوات لم تحقق حلمهم برجوعهم للحكم، وتأسيس إمارتهم الإسلامية المزعومة بمصر، فتفتق ذهن أبوالفتوح عن فكرة «العك من الداخل».
ويراهن ذلك الفتوحى على تلك العلاقات التى نسجها باقتدار مع عناصر من تيارات مختلفة من بينهم الليبرالى الناصرى واليسارى واليسارى جدًا، تلك العناصر التى وقفت معه بقدها وقديدها فى الانتخابات الحزينة للرئاسة المصرية، التى جاءت فى غفلة من الزمن بمرسى رئيسًا، يمكنك القول إن دور أبوالفتوح كان مرسومًا بعناية فى تلك الانتخابات، وهو دور كاسر الأصوات فى الصف المدنى، ليسقط حمدين وشفيق وعمرو موسى ويصعد إلى سدة الحكم أسوأ ما أنجبت مصر من عقل وروح، ألا وهو المدعو محمد مرسى.
يرجع لنا عبدالمنعم الذى أثيرت حوله هو وعصام العريان الأقاويل الماسة بالشرف المالى فى نقابة الأطباء، وجمعهما تبرعات للإرهابيين فيما أسموه لجنة الإغاثة، يرجع لنا متوهمًا أن الحالة فى الشارع المصرى الآن مشابهة للحالة التى أنتجت جبهة الإنقاذ سابقًا، ويتناسى ـ وهنا لابد أن ألعب فى ذاكرته قليلًا ـ أن شرعية المدعو مرسى مجروحة انتخابيًا منذ اللحظة الأولى، ومازال ملف المطابع الأميرية لم يفصح عن كل ما فيه، شرعية «مرسيهم» مجروحة عندما منعت ميليشيات الإخوان بالصعيد قرى مسيحية كاملة من التصويت فى انتخابات الرئاسة، شرعية «مرسيهم» مجروحة عندما زرع الإرهابيين فى سيناء وانبطح لقطر وخان سوريا.
كل ما أود قوله للأخ عبدالمنعم أبوالفتوح، هو أن يخرج إلى الشعب المصرى معتذرًا عن دوره القذر فى تأسيس الجماعة الإسلامية، التى أزهقت أرواح المصريين عبر سنوات طوال، هو يعتقد أن لحيته الخفيفة البيضاء تجعلنا لا نرى كمية الظلام الأسود فى روحه وفكره المسموم، فليعتذر عن دوره كمحرض على القتل، وبعدها يقدم نفسه للفضائيات كحكيم ومفتٍ وسياسى، وعليه أن يعرف جيدًا أن الشعب المصرى فى زمن مبارك غير الشعب المصرى فى يناير ٢٠١١ وأن الشعب المصرى الذى أزال دولة الإخوان والمخطط الغربى هو نفسه شعب ٣٠ يونيه، وأن شعب ٣٠ يونيه هو الذى يحكم الآن، ولذلك يا أبوالفتوح «إلعب غيرها».