الجمعة 25 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

رؤساء.. وتجار مخدرات أيضًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت سلسلة أفلام «الأب الروحى» أو «العَّراب» التى قام ببطولتها النجوم مارلون براندو وروبرت دى نيرو وآل باتشينو من أعظم ما أنتجته السينما الأمريكية التى أخذت عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب الإيطالى ماريو بوزو، حيث كانت تدور حول الحروب الباردة بين عصابات المافيا فى أمريكا، والآن تدور أحداثها فى الواقع، ولكن بين الرؤساء فى أمريكا الشمالية واللاتينية وبطولة الرئيس الأمريكى باراك أوباما ونظيره الفنزويلى نيكولاس مادورو، والمكسيكى إنريكه بينيا نييتو.

«أوباما» يفرج عن ٥٠ ألف «ديلر»
بدأ باراك أوباما أكبر حملة إفراج جماعى لستة آلاف تاجر مخدرات من السجن الاتحادى، وذلك ضمن خطة طموحة للرئيس الأمريكى للإفراج عن ٥٠ ألفا من معتادى الإجرام وتجار المخدرات ومتعاطيها، وربما كان يواجه النقص الشديد فى السوق الأمريكية وإنعاشه بالمفرج عنهم، وقد هاجمه العديد من المسئولين ووسائل الإعلام الشهيرة، ووفقا لشبكة «نيوز ماكس» الأمريكية فإن الخطوة تؤكد التقارير السابقة التى تربط أوباما بمافيا المخدرات والسلاح، مضيفة أنه يفرج عن تجار وليس عن متعاطين، ومعظمهم من أفظع المجرمين، ومنهم مهرب مخدرات يدعى روسكو يبلغ من العمر ٣٧ عاما، تمت إدانته بتهريب الكوكايين، وضبط بحوزته ما قيمته ٣ ملايين دولار، وكان لديه ثلاث سوابق، هذا مثال من نوعية المفرج عنهم فى شوارع أمريكا غير الآمنة من الأساس.
وقد حذر مدعون اتحاديون من قرار أوباما ووصفه هؤلاء المجرمين بأنهم غير عنيفين، وهو تسمية خاطئة، متهمين أوباما بتعاطفه مع تجار المخدرات، ومن ضمن أسباب أوباما الغريبة أن الإبقاء على هذا العدد الكبير من تجار المخدرات فى السجون الأمريكية لفترات طويلة مكلف ماديا للغاية، وأن العقوبة لا تتناسب مع الجريمة، حتى من وجهة نظره أن بيع الهيروين والكوكايين والميثامفيتامين هو عمل لا عنفى، على الرغم من أن إحصاءات عام ٢٠١٣ أكدت وفاة ما يقرب من ٤٤ ألف أمريكى من تعاطى جرعات زائدة من المخدرات، والآلاف قتلوا فى حوادث السيارات، والآلاف يعانون من الأمراض الخطيرة مثل الإيدز وغيرها من الأمراض التى عادة ما تمثل ضغطا هائلا على النظام الطبى الأمريكى، لأن كل الأمريكيين يبيعون المخدرات لكسب المال.
وبعد كل هذا فإن أوباما يقول عن تجار المخدرات إنهم يستحقون معاملة متعاطفة.. أبرز عناوين الصحف الآن فى محاولة لمعرفة الأسباب الحقيقية للرئيس، ولماذا لا يريد تطبيق عقوبة قاسية على مروجى المخدرات.
ويقول جيسون هيرنانديز، تاجر مخدرات من المفرج عنهم فى تصريح لموقع «بريتبارت» الأمريكى، إنه يرى أوباما الآن بمثابة أب له، كان قد حكم على هيرنانديز بالسجن مدى الحياة فى عام ١٩٩٨ فى ولاية تكساس، بعد أن تم القبض عليه يتاجر فى الميثامفيتامين والكوكايين فى سن الـ٢١.
«بينيا نييتو» يطلب تقنين المخدرات خلال ١٠ سنوات

يقوم الآن الرئيس المكسيكى إنريكه بينيا نييتو بإقرار قوانين جديدة لتقنين المخدرات ستهز المكسيك ومختلف أنحاء المنطقة، وتنظيم التعاطى والاتجار تلبية لحرية الشعب. تغيير السياسة على المخدرات له أهمية خاصة فى المكسيك، التى عانت من واحدة من أسوأ حروب المخدرات فى تاريخ العالم، بين العصابات وقوات الأمن والتى أسفرت عن مقتل أكثر من ٨٣ ألف شخص بين ٢٠٠٧ و ٢٠١٤، وفقا لإحصاء الحكومة، مع خسائر مادية تصل إلى مئات المليارات، فالمكسيك هى أيضا أكبر مورد المخدرات للأمريكيين، وفقا لإدارة مكافحة المخدرات، وأن منظمات الاتجار بالمخدرات المكسيكية هى الأهم فى الولايات المتحدة اليوم، وهى المورد الرئيسى للكوكايين والهيروين والميثامفيتامين والماريجوانا.
وقد صرح الرئيس المكسيكى السابق فيسنتى فوكس بأن قوانين بينيا نييتو الجدية ستعمل على تشريع كل أنواع المخدرات خلال عقد من الزمان، حيث وافقت المحكمة العليا فى المكسيك مؤخرا على تجارة وتعاطى المخدرات، وقال إن كلا من المكسيك والولايات المتحدة فى نهاية المطاف سيعملان على تقنين المخدرات.
القبض على أقارب رئيس فنزويلا بتهمة «تهريب كوكايين»
والغريب فى الأمر، ورغم التعاطف الكبير من أوباما مع تجار المخدرات يتم القبض على أقارب الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو بتهمة محاولة تهريب ٨٠٠ كيلوجرام من الكوكايين إلى الولايات المتحدة، ووفقا للتقارير الأولية، فقد تم القبض على إفراين أنطونيو كامبو فلوريس (٣٠ عاما)، وفرانسيسكو فلوريس دى فريتاس (٢٩ عاما) فى هاييتى، ويعد فلوريس هو ابن زوجة مادورو سيليا فلوريس، وفريتاس هو ابن شقيقها، وتم إلقاء القبض عليهما من قبل إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA) الشهر الجارى.
وقال رئيس الجمعية الوطنية، ديوسدادو كابيلو، إن مهمة وكلاء «DEA» كانت تتمثل فقط فى اعتقال أقارب مادورو فقط خصوصا مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة فى ٦ ديسمبر، وهو نوع من أنواع الاستفزاز، لتشويه القيادة فى فنزويلا حتى يقال إنها تتغاضى عن تهريب المخدرات.
ومن المعروف أن الرئيس الراحل فنزويلا هوجو شافيز قد منع أنشطة وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية فى البلاد منذ عام ٢٠٠٥، واتهمهم بأنشطة تجسس وتعمد فعل الاستفزازات والأعمال التخريبية، ومنذ ذلك الحين ووكالة مكافحة المخدرات الأمريكية تشن باستمرار الحرب ضد السلطات الفنزويلية.
وتستخدم واشنطن مصطلح مكافحة تهريب المخدرات، وذلك لإخفاء السبب الرئيسى لوجودها، وهو وجود العديد من المنشآت العسكرية فى المنطقة للجيش الأمريكى والمخابرات مثل «CIA» فى منطقة البحر الكاريبى وأمريكا الوسطى.