انشغل محبو الرئيس عبدالفتاح السيسى وكارهوه بما قاله عبدالمنعم أبوالفتوح لقناة الـ«بى بى سى»، فرح الكارهون بدعوته لانتخابات رئاسية مبكرة، معللًا ذلك بسوء الإدارة وتردى الأوضاع الاقتصادية، وغضب المحبون للدرجة التي جعلت بعضهم يتهمه بالخيانة العظمى وطالبوا بإعدامه، ولا أدرى هل يريدون إعدامه بمحاكمة أم بدون؟
لم تشغلنى مطالبات أبوالفتوح، ولم ألتفت إلى ما أحدثته تصريحاته من صخب، فهو عندى مثل الطبل الأجوف، يحدث صوتًا هائلًا لكن بلا قيمة ولا تأثير، بحثت فقط عن كواليس ظهور أبوالفتوح على الفضائية البريطانية، وهل سعت إلى استضافته اعتقادًا منها أن لديه ما يقوله، أم أنه كان الساعى إليها، المتسول منها فرصة ظهور، بعد شكاواه المتكررة من أن الإعلام المصرى يتجاهله ويحاصره؟
ما أعرفه فعليًا أن وسائل الإعلام في مصر لا تتجاهل أبوالفتوح ولا تحاصره، لسبب بسيط أنها لا تراه من الأساس، ويعرف القائمون عليه أنه لا يمتلك رأيًا ولا رؤية صالحة للتعاطى معها في المرحلة الحالية، ويدرك الصحفيون والقائمون على البرامج أنه ليس أكثر من ندابة، لا يجيد إلا الشكوى، يريد فقط أن يظل تحت الأضواء، حتى لولم يمثل أي إضافة للمشهد السياسي، ويبدو أن وسائل الإعلام العالمية أدركت ذلك هي الأخرى، فعزفت عنه، ولم تعره انتباهها.
المشهد من الخارج يشير إلى أن الـ«بى بى سى» سعت لـ«أبوالفتوح»، فتحت له هواءها الطلق، وجاءت بنوران سلام من لندن لتحاوره هنا في القاهرة، لأنها تعرف أن لديه ما يقوله، ولكن الحقيقة تشير إلى أن عبدالمنعم ومنذ شهور يتسول الظهور، أجرى اتصالات بمكتب القناة في القاهرة أكثر من مرة، وكان يلح على استضافته، ولما وجد أن القائمين على مكتب القاهرة لا يلتفتون إليه، أرسل إيميلات إلى الإدارة الرئيسية في لندن أكثر من مرة، مشفوعة بأن لديه رؤية واضحة يريد أن يقدمها من خلالها.
المفاجأة أن العاملين بـ«بى بى سى» اكتشفوا من اللحظة الأولى هزال ما لدى أبوالفتوح وضحالته، ففى مناقشتهم معه قبل التسجيل، اكتشفوا أنه متناقض، يقول لهم إنه لا بد من انتخابات رئاسية مبكرة لأن نظام عبدالفتاح السيسى فشل، وفى الوقت نفسه يطالب بأن تكون هناك مصالحة بين النظام والإخوان، وكان السؤال الطبيعى هو: إذا كنت تطالب برحيل النظام فكيف تطالبه في الوقت نفسه بمصالحة الإخوان؟ وبدلًا من أن يجيب أبوالفتوح عن السؤال المنطقى تهرّب كعادته، قائلًا بأنه يرى أن التغيير عبر الأدوات الديمقراطية أفضل من الانقلابات العسكرية.
لم يبدُ عبدالمنعم أبوالفتوح في حديثه مع العاملين بـ«بى بى سى» متناقضًا، فهو متناقض طوال الوقت، ولكن بدا تائهًا وحائرًا، لا يعرف على وجه التحديد ماذا يريد، كانت لديه رغبة في الظهور لا أكثر ولا أقل، يريد أن يظهر في الصورة بأى طريقة، حتى لو كان ما سيقوله كلامًا فارغًا، تم تجاوزه تمامًا، وأصبح بلا قيمة، فالقيادى الإخوانى الذي لم يستطع أن يتخلص من إخوانيته، رغم زعمه الكاذب بذلك، لا علاقة له بالشارع المصرى، ولا يعرف على وجه التحديد ماذا يريد الناس ولا في أي شىء يفكرون، ولذلك فلسانه ليس لسانهم، وكلامه ليس كلامهم، وأفكاره ليست أفكارهم.
من العبث أن أناقش عبدالمنعم أبوالفتوح بجدية فيما قاله، ومن العبث أن أتهمه بالخيانة العظمى كذلك، وإذا كان لى أن أوجه له نصيحة، فهى أن يبحث له عن طبيب نفسى يعالجه من الهلاوس السياسية التي يعانى منها، هذا أجدى وأنفع له جدًا، كان يمكنه أن يوفر الوقت الذي أنفقه في تسول الظهور على الـ«بى بى سى» ليقول كلامًا فارغًا، في الذهاب إلى طبيب نفسى، فحالته تدهورت، وأصبح يعانى من عقدة الاضطهاد التي لا توجد إلا في عقله هو وحده... وربنا يشفى الجميع.
لم تشغلنى مطالبات أبوالفتوح، ولم ألتفت إلى ما أحدثته تصريحاته من صخب، فهو عندى مثل الطبل الأجوف، يحدث صوتًا هائلًا لكن بلا قيمة ولا تأثير، بحثت فقط عن كواليس ظهور أبوالفتوح على الفضائية البريطانية، وهل سعت إلى استضافته اعتقادًا منها أن لديه ما يقوله، أم أنه كان الساعى إليها، المتسول منها فرصة ظهور، بعد شكاواه المتكررة من أن الإعلام المصرى يتجاهله ويحاصره؟
ما أعرفه فعليًا أن وسائل الإعلام في مصر لا تتجاهل أبوالفتوح ولا تحاصره، لسبب بسيط أنها لا تراه من الأساس، ويعرف القائمون عليه أنه لا يمتلك رأيًا ولا رؤية صالحة للتعاطى معها في المرحلة الحالية، ويدرك الصحفيون والقائمون على البرامج أنه ليس أكثر من ندابة، لا يجيد إلا الشكوى، يريد فقط أن يظل تحت الأضواء، حتى لولم يمثل أي إضافة للمشهد السياسي، ويبدو أن وسائل الإعلام العالمية أدركت ذلك هي الأخرى، فعزفت عنه، ولم تعره انتباهها.
المشهد من الخارج يشير إلى أن الـ«بى بى سى» سعت لـ«أبوالفتوح»، فتحت له هواءها الطلق، وجاءت بنوران سلام من لندن لتحاوره هنا في القاهرة، لأنها تعرف أن لديه ما يقوله، ولكن الحقيقة تشير إلى أن عبدالمنعم ومنذ شهور يتسول الظهور، أجرى اتصالات بمكتب القناة في القاهرة أكثر من مرة، وكان يلح على استضافته، ولما وجد أن القائمين على مكتب القاهرة لا يلتفتون إليه، أرسل إيميلات إلى الإدارة الرئيسية في لندن أكثر من مرة، مشفوعة بأن لديه رؤية واضحة يريد أن يقدمها من خلالها.
المفاجأة أن العاملين بـ«بى بى سى» اكتشفوا من اللحظة الأولى هزال ما لدى أبوالفتوح وضحالته، ففى مناقشتهم معه قبل التسجيل، اكتشفوا أنه متناقض، يقول لهم إنه لا بد من انتخابات رئاسية مبكرة لأن نظام عبدالفتاح السيسى فشل، وفى الوقت نفسه يطالب بأن تكون هناك مصالحة بين النظام والإخوان، وكان السؤال الطبيعى هو: إذا كنت تطالب برحيل النظام فكيف تطالبه في الوقت نفسه بمصالحة الإخوان؟ وبدلًا من أن يجيب أبوالفتوح عن السؤال المنطقى تهرّب كعادته، قائلًا بأنه يرى أن التغيير عبر الأدوات الديمقراطية أفضل من الانقلابات العسكرية.
لم يبدُ عبدالمنعم أبوالفتوح في حديثه مع العاملين بـ«بى بى سى» متناقضًا، فهو متناقض طوال الوقت، ولكن بدا تائهًا وحائرًا، لا يعرف على وجه التحديد ماذا يريد، كانت لديه رغبة في الظهور لا أكثر ولا أقل، يريد أن يظهر في الصورة بأى طريقة، حتى لو كان ما سيقوله كلامًا فارغًا، تم تجاوزه تمامًا، وأصبح بلا قيمة، فالقيادى الإخوانى الذي لم يستطع أن يتخلص من إخوانيته، رغم زعمه الكاذب بذلك، لا علاقة له بالشارع المصرى، ولا يعرف على وجه التحديد ماذا يريد الناس ولا في أي شىء يفكرون، ولذلك فلسانه ليس لسانهم، وكلامه ليس كلامهم، وأفكاره ليست أفكارهم.
من العبث أن أناقش عبدالمنعم أبوالفتوح بجدية فيما قاله، ومن العبث أن أتهمه بالخيانة العظمى كذلك، وإذا كان لى أن أوجه له نصيحة، فهى أن يبحث له عن طبيب نفسى يعالجه من الهلاوس السياسية التي يعانى منها، هذا أجدى وأنفع له جدًا، كان يمكنه أن يوفر الوقت الذي أنفقه في تسول الظهور على الـ«بى بى سى» ليقول كلامًا فارغًا، في الذهاب إلى طبيب نفسى، فحالته تدهورت، وأصبح يعانى من عقدة الاضطهاد التي لا توجد إلا في عقله هو وحده... وربنا يشفى الجميع.