لا شك أننى سعيد بوجه فاتن حمامة على الملصق الرئيسى لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى هذا العام، ومن لا يكون سعيداً بوجه أكبر رمز لفن التمثيل فى السينما المصرية والعربية، وإذ تتجاوز فاتن بقيمتها وبصمتها، بتاريخها وتأثيرها، مكانة الممثلة العظيمة، إلى أهمية خاصة ورمزية من الطراز الأرفع فى ثقافتنا الوطنية والقومية.
وأتمنى أن نعود «فيما يتعلق بالملصق» ابتداء من دورة العام المقبل، إلى فكرة تحية فنان أو فنانة من إعلام ونجوم فن السينما، الذين ينيرون حياتنا متعهم الله بالصحة وأطال فى أعمارهم، والتى بدأت فى ملصق دورة العام الماضى بالفنانة الكبيرة نادية لطفي، ولتصبح تقليداً يعرف به مهرجان القاهرة، وإن كانت مهرجانات العالم الكبرى لا تخلو من ذلك.. مثلما رأينا صورة الفنانة العالمية الاستثنائية «إنجريد برجمان» تضىء ملصق مهرجان كان فى دورته «مايو ٢٠١٥».
نتمنى أن نرى فى الدورات المقبلة، ملامح وحضور فنانينا ورموزنا فى السينما المصرية والعربية، والذين نتشرف بهم، كى يتشرف بهم أيضاً المهرجان وملصقه، والجدران والميادين.. نتمنى أن نرى هذه الوجوه تباعاً، أي: مديحة يسري، وشادية، وماجدة، ولبنى عبدالعزيز، وسميرة أحمد، وشويكار، وميرفت أمين، ونجلاء فتحي، ومحمود ياسين، ومحمود عبدالعزيز وغيرهم.. هكذا فمن أجيال الخمسينيات والستينيات إلى السبعينيات وما بعدها.
كما نتمنى ألا يتوقف ذلك عند حدود نجومنا الرائعين فى فن التمثيل، بل وأن يمتد إلى زملائهم فى مختلف مجالات الفيلم، وخاصة المخرجين.. من على بدرخان، إلى خيرى بشارة، ومحمد خان، وداود عبدالسيد، وغيرهم.
وبمناسبة «المخرجين»، فقد تعنت مع الأسف مهرجان القاهرة فى دورته الحالية، وأصر على أن يخذلنا بتجاهله الغريب العجيب لعميد السينما العربية «صلاح أبوسيف» فى هذا العام، عام مئوية ميلاده!!.. أنه بذلك يخذل الفن السابع الكبير فى بلادنا، وثقافتنا الوطنية ككل، وليس فحسب اسم وإسهام عميد ورائد فى المقدمة!
واستطراداً فى ذلك أيضاً: علينا أن نعيد طبع ما كتبه أبوسيف من كتب أو مقالات، فهو واحد ضمن قلائل من المخرجين فى مصر والعالم الذين شاركوا علاوة على إبداعهم، بالكتابة سواء عن الفن الذى أبدعوا من خلاله، أو عن القضايا العامة للوطن، أو عن حياتهم.. وعلى سبيل المثال فإن قطباً وعلماً آخر فى السينما المصرية هو يوسف شاهين قدم سيرته الذاتية عبر فنه فى رباعية سينمائية بدءاً من «إسكندرية ليه»، لكن صلاح أبوسيف والقطب والعلم الثالث توفيق صالح ومخرجين مهمين آخرين كتبوا بأنفسهم عن حياتهم، وعلينا أن نهتم ونعتد بما كتبوا وأن نتأمله.
ومن ذلك ما كتبه أبوسيف عن حياته ضمن كتاب «التكوين.. حياة المفكرين والأدباء والفنانين.. بأقلامهم»، الصادر عن كتاب الهلال فبراير ١٩٩٨.. كتب أبوسيف سطوره بعنوان: «سر سعادتى موسيقى البشر»، وقد بدأ حديثه عن نفسه تحت هذا العنوان الملفت الجميل.. هكذا:
(ولدت فى حى شعبي.. هو حى بولاق أبوالعلا، ولهذا الحى عاداته وتقاليده، وأجواؤه الخاصة، بحيث تشعر أن أهل الحى يشكلون عائلة واحدة يحرص بعضهم على بعض، ويتكاتفون معاً فى مختلف المناسبات.
علمنى هذا قيماً أخلاقية ما زالت أحملها فى داخلى حتى الآن، منها التلهف على مساعدة الآخرين، وأن نعطيهم ونقرضهم دون أن نطلب منهم وثائق مالية.. بل تكفى كلمة شرف واحدة.
ولدت عام ١٩١٥، أى بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، وإبان قمة الاحتلال البريطانى لمصر، ما مكنى أن أرى أشياء لا يمكن نسيانها، حيث كان جنود الاحتلال يمرون فى حوارينا فوق جيادهم، أو بداخل سياراتهم، فكنا إما أن نهرب منهم خوفاً، أو نتتبع تحركاتهم فى دهشة...».
وأتمنى أن نعود «فيما يتعلق بالملصق» ابتداء من دورة العام المقبل، إلى فكرة تحية فنان أو فنانة من إعلام ونجوم فن السينما، الذين ينيرون حياتنا متعهم الله بالصحة وأطال فى أعمارهم، والتى بدأت فى ملصق دورة العام الماضى بالفنانة الكبيرة نادية لطفي، ولتصبح تقليداً يعرف به مهرجان القاهرة، وإن كانت مهرجانات العالم الكبرى لا تخلو من ذلك.. مثلما رأينا صورة الفنانة العالمية الاستثنائية «إنجريد برجمان» تضىء ملصق مهرجان كان فى دورته «مايو ٢٠١٥».
نتمنى أن نرى فى الدورات المقبلة، ملامح وحضور فنانينا ورموزنا فى السينما المصرية والعربية، والذين نتشرف بهم، كى يتشرف بهم أيضاً المهرجان وملصقه، والجدران والميادين.. نتمنى أن نرى هذه الوجوه تباعاً، أي: مديحة يسري، وشادية، وماجدة، ولبنى عبدالعزيز، وسميرة أحمد، وشويكار، وميرفت أمين، ونجلاء فتحي، ومحمود ياسين، ومحمود عبدالعزيز وغيرهم.. هكذا فمن أجيال الخمسينيات والستينيات إلى السبعينيات وما بعدها.
كما نتمنى ألا يتوقف ذلك عند حدود نجومنا الرائعين فى فن التمثيل، بل وأن يمتد إلى زملائهم فى مختلف مجالات الفيلم، وخاصة المخرجين.. من على بدرخان، إلى خيرى بشارة، ومحمد خان، وداود عبدالسيد، وغيرهم.
وبمناسبة «المخرجين»، فقد تعنت مع الأسف مهرجان القاهرة فى دورته الحالية، وأصر على أن يخذلنا بتجاهله الغريب العجيب لعميد السينما العربية «صلاح أبوسيف» فى هذا العام، عام مئوية ميلاده!!.. أنه بذلك يخذل الفن السابع الكبير فى بلادنا، وثقافتنا الوطنية ككل، وليس فحسب اسم وإسهام عميد ورائد فى المقدمة!
واستطراداً فى ذلك أيضاً: علينا أن نعيد طبع ما كتبه أبوسيف من كتب أو مقالات، فهو واحد ضمن قلائل من المخرجين فى مصر والعالم الذين شاركوا علاوة على إبداعهم، بالكتابة سواء عن الفن الذى أبدعوا من خلاله، أو عن القضايا العامة للوطن، أو عن حياتهم.. وعلى سبيل المثال فإن قطباً وعلماً آخر فى السينما المصرية هو يوسف شاهين قدم سيرته الذاتية عبر فنه فى رباعية سينمائية بدءاً من «إسكندرية ليه»، لكن صلاح أبوسيف والقطب والعلم الثالث توفيق صالح ومخرجين مهمين آخرين كتبوا بأنفسهم عن حياتهم، وعلينا أن نهتم ونعتد بما كتبوا وأن نتأمله.
ومن ذلك ما كتبه أبوسيف عن حياته ضمن كتاب «التكوين.. حياة المفكرين والأدباء والفنانين.. بأقلامهم»، الصادر عن كتاب الهلال فبراير ١٩٩٨.. كتب أبوسيف سطوره بعنوان: «سر سعادتى موسيقى البشر»، وقد بدأ حديثه عن نفسه تحت هذا العنوان الملفت الجميل.. هكذا:
(ولدت فى حى شعبي.. هو حى بولاق أبوالعلا، ولهذا الحى عاداته وتقاليده، وأجواؤه الخاصة، بحيث تشعر أن أهل الحى يشكلون عائلة واحدة يحرص بعضهم على بعض، ويتكاتفون معاً فى مختلف المناسبات.
علمنى هذا قيماً أخلاقية ما زالت أحملها فى داخلى حتى الآن، منها التلهف على مساعدة الآخرين، وأن نعطيهم ونقرضهم دون أن نطلب منهم وثائق مالية.. بل تكفى كلمة شرف واحدة.
ولدت عام ١٩١٥، أى بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى، وإبان قمة الاحتلال البريطانى لمصر، ما مكنى أن أرى أشياء لا يمكن نسيانها، حيث كان جنود الاحتلال يمرون فى حوارينا فوق جيادهم، أو بداخل سياراتهم، فكنا إما أن نهرب منهم خوفاً، أو نتتبع تحركاتهم فى دهشة...».